دوماً ولله الحمد أشعر بأن داخلي رغبة جامحة في الاستفادة من الوقت بالمطالعة الحرة على مختلف وسائل الثقافة ومنها بلا شك الصحافة في بلدي الحبيب والتي تمتاز عن سواها بالعقلانية والرصانة في الطرح والتناول لمجمل القضايا إلا أن جريدة الجزيرة تعد في نظري ومنذ أن التصقت بها عروس الصحف السعودية لتنوع موادها ووفرة وغناء اطروحاتها وسعيها للأخذ بكل خطوة تطويرية وهذا منتهى الامتاع الإعلامي الذي يغنيني في هذه الصحيفة عن كل صحيفة أخرى. لقد تابعت بكل شغف حلقات «حدود الوطن» التي أجاد محرروها رسم لوحات جميلة للوطن عبر سلسلة من المقالات المطولة ولعلني استمتعت بما جاء في هذه الحلقات ما خص به منطقة عسير بقلم الأستاذ محمد أحمد السيد والذي أعلم أن لدى والده مكتبة غنية بكثير من المراجع وبخاصة في تاريخ المنطقة ومشاركته أختنا أمل القحطاني وللحق فقد جادا وأجادا بما سطراه من معلومات تعد قيمة تحت عنوان «عسير الخير والخيال والكادي». ورغبة مني في إضافة معلومات بسيطة حول ما ذكر عن «قصر شدا» فقد ذُكر في الحلقة الرابعة بأن القصر بني ليكون مقرا للشيخ عبدالوهاب أبو ملحة والصحيح أن القصر بناه الشيخ أبو ملحة للملك عبدالعزيز في عام 1348ه وقد أقام فيه الشيخ عبدالوهاب حتى عام 1356ه عندما رأى الملك عبدالعزيز أن يتحول إلى قصر للإمارة وانتقل إليه في عام 1356ه الأمير تركي السديري في حين جُعل قصر شدا الأصلي الذي بناه الأمير مرعي بن عايض في عام 1250ه مسكناً للجند أما قصر شدا الذي يدور الحديث عنه فقد عرف بعدة أسماء أبرزها قصر مشرف وشدا وقصر الملح والقصر الأبيض وقد شهد تعاقب السكن فيه من قبل أمراء المنطقة ثم هُجر بعد ذلك حتى ارتأى أمير المنطقة ترميمه وتحويله لمتحف لموروثات المنطقة وقد فتح مطلع محرم 1408ه. وملحوظتي الأخرى حول منتزه «القرعاء» والحقيقة قد استبدل مسماه إلى «الفرعاء» «بالفاء» وكان الرأي لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وهذا يتوافق مع ما جاء في اللغة حيث تعني كلمة القرعاء الصلعاء بينما لفظ الفرعاء يعني كثيرة الشعر ومن يعرف منتزه الفرعاء سيجد أنه غابة من الأشجار الدائمة الخضرة وأبرزها شجر العرعر الذي يزيد عمر بعضه على 100 سنة. أما منطقة جُرش فهي لا تبعد عن أبها سوى «55كم» وهي عبارة عن منطقة أثرية كانت مرتعاً لعبث الناس والدواب ضاعت أكثر أحجارها الأثرية لجهل الناس بها، يقع في وسطها جبل حممي يسمى «حمومة» كانت تعيش بها حضارة اليشكريين وقد اشتهرت بالصناعات الحربية وكنت أتمنى لو تم إحياؤها والكشف عن كنوزها وبعث الحياة فيها من جديد لتصبح مزاراً سياحياً بدلاً من تسويرها فقط بدون دراسات أو ترميم لتبقى هكذا بدون الاستفادة منها سياحياً خاصة وأن المنطقة أصبحت قبلة للسياح.