حلقات يكتبها محمد أحمد السيد/أمل القحطاني * تصوير محمد الشهراني تحتضن منطقة عسير العديد من المواقع الأثرية التي تدل على ماض عريق لهذه المنطقة كما تزخر المنطقة بالأسواق الشعبية التي تتوزع بين محافظاتها وتلقى اقبالاً كبيراً من أهالي المنطقة والزوار، وساعدت تلك الأسواق الشعبية على إنعاش الحرف اليدوية التي عادة ما تسوق منتجاتها في مثل هذه الأسواق. في هذه الحلقة نطوف بكم على عدد من تلك الأسواق والمواقع الأثرية.. الأسواق الأسبوعية الشعبية في عسير: اعتاد الكثير من أبناء منطقة عسير على ارتياد الأسواق الشعبية الموجودة في عدد من المحافظات ويرتادها كبار السن بكثرة إضافة إلى الشباب وتحتوي هذه الأسواق على عدد من الأغراض واللوازم وبأقل الأسعار، كما تشتهر بعض هذه الأسواق ببيع بعض أنواع الماشية والسجاد واللحف والجون والثياب العسيرية والقلائد والتراثيات والأواني المنزلية.. وغيرها من اللوازم الأخرى. وأشهر هذه الأسواق الشعبية هي: سوق بني رزام ويقام يوم السبت ويقع على طريق الطائف وسوق أحد رفيدة يوم الأحد وسوق اثنين بني حموض ويقام يوم الاثنين ويقع في الشعف على طريق الجرة وسوق الثلاثاء بحي المفتاحة بأبها وسوق ربوع آل يزيد على طريق الفرعاء وسوق خميس مشيط ويقام يوم الخميس وسوق الواديين ويقام يوم الجمعة على طريق الواديين الحبلة. الحرف والصناعات اليدوية يوجد بمنطقة عسير العديد من الحرف والصناعات التقليدية التي تحظى بطلب الكثير من الزوار والمصطافين في المنطقة ومن أهم هذه الحرف: * صناعة الخوص: تمتاز عسير بصناعة الخوص والذي يعمل من سعف الدوم ويستخدم في صناعة بعض الأدوات المنزلية وحافظات الطعام والبسط الأرضية وسجادة الصلاة وأدوات الحبوب والحبال. * صناعة الفخار: وتكثر هذه الحرفة في السهول الساحلية ويعمل منها حافظات الماء وبعض أدوات الطهي. * النجارة: منطقة عسير منطقة غابات ومزارع وقد ساعد ذلك على تطور هذه الحرفة نتيجة احتياجات المجتمع، فبرع المهتمون بهذه الحرفة بعمل الأدوات الزراعية وأدوات الحرث والأدوات المنزلية والصفاح التي تستخدم لتحضير الطعام وغيرها - كذلك يوجد عدد من الحرف الأخرى مثل: الحياكة والحدادة ودباغة الجلود وغيرها. * العسل: يوجد بمنطقة عسير أفضل أنواع العسل وأكثرها نقاء ويهتم بهذه الحرفة الكثير من أهل المنطقة وقد انتشرت المناحل في مختلف أنحاء منطقة عسير ومن أهم أنواع العسل الشوكة والسر والمجرى. أبرز المعالم المهمة في منطقة عسير: * مسرح المفتاحة: والذي تم افتتاحه في عام 1419ه ويعد من أكبر المسارح المغطاة في الشرق الاوسط بسعة (3400) كرسي وهو مجهز بأحدث ما وصلت اليه تكنولوجيا المسارح الحديثة ويخدم المنطقة في جميع فعاليات الصيف وبرامجه وجميع الأمسيات الثقافية والفنية والشعبية، ويوجد الى جواره مسرح للطفل يسع (120) كرسي وهو مجهز للعروض والبرامج التي تخص الطفل. * ومن أبرز المواقع الأثرية في عسير: 1- قصر شدا: ويقع في مدينة أبها حيث تم تشييده عام 1348ه بتوصية من جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله للشيخ عبدالوهاب أبو ملحة مدير مالية أبها آنذاك وكان مقراً لأمراء منطقة عسير، وقد تم مؤخراً ترميمه وصيانته وتم تحويله إلى متحف بأمر من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير وقد تم افتتاحه رسمياً في 3 محرم 1408ه ويتكون من أربعة أدوار تضم العديد من الأدوات القديمة في المنازل والأدوات الزراعية والأسلحة والأزياء القديمة وبعض المخطوطات والصكوك وقد روعي في طريقة العرض أن تكون حسب تقسيم البيت العسيري كما يضم المتحف العديد من الصور الفوتوغرافية عن مدينة أبها في النصف الثاني من القرن الماضي. 2- متحف رجال ألمع: ويعتبر هذا المتحف مثالا أعلى لطرازات البناء العربي القديم بمنطقة عسير حيث يعلو خمسة أدوار بنيت من الحجر والطين وقُسم المتحف إلى 29 قسماً موزعة حسب ترتيب الاستخدام أو الدلالة التراثية المتجانسة. ويبعد المتحف حوالي 30 دقيقة بالسيارة عن مدينة أبها عبر طريق السودة ومن ثم عقبة الصماء. 3- القلاع والحصون: يوجد بأبها عدد من القلاع أهمها قلعة شمسان وقلعة أبو خيال وقلعة الدقل وقلعة شعار وينتشر بالمنطقة العديد من الحصون التي مازالت بحالة جيدة. 4 آثار وادي عيا: وتقع بالقرب من بللحمر وبللسمر على بعد 130 كيلومتر من مدينة أبها وهي مدينة أثرية مهجورة وتحكي حضارة قديمة تنتشر فيها الحصون والقلاع والتي تنتشر على ضفتي الوادي وتمتاز هذه المباني بارتفاعها الذي يصل إلى خمسة أدوار مبنية من الحجر والطين يزينها أشكال هندسية جمالية من حجر المرو ومن أبرز ما فيها المقابر التي تنتشر بكثرة ومعظمها جماعية وترتفع بعضها عن الأرض بمترين وثلاثة أمتار باتجاه القبلة. 5- جرش: مدينة أثرية قديمة تعود إلى عصر ما قبل الإسلام وتقع على مسافة 75 كلم من مدينة أبها وتضم بقايا من الطراز المعماري الذي تركه أهلوها اليشكريون ممثلاً في الأحجار الزهرية الضخمة التي كانت تستعمل في البناء وتكثر فيها النقوش وبعض الأدوات القديمة ويتوسطها جيل حمومه. هضبة العروس: تبعد عن قرية الدارة الواقعة على بعد (5) كلم شرق مدينة أبها بنحو 800م وهي عبارة عن هضبة صخرية مستطيلة الشكل بارتفاع نحو 250م بها نقوش وكتابات ثمودية ورسومات أبرزها عروس على هودج اضافة إلى بعض القلاع والحصون والمساجد المنتشرة في المنطقة منذ عهد العثمانيين. الحدائق العامة بأبها: حديقة الشفا، الأندلس، السد، الجيل، المفتاحة، العدل، السلام. جبل ذرة، أبو خيال، أبها الجديدة، الخالدية، الفيصلية، الشلال. الحدائق العامة بخميس مشيط: حديقة الملك فهد، المراث، الحرابي، الروضة، البلدية، الجيل، ضمك، جدة، وادي عتود، وحدائق الضيافة. الفنون الشعبية في عسير.. ألوان متعددة تشتهر بها منطقة عسير وتميزها عن غيرها من المناطق ومن أشهرها : العرضة، الخطوة، المدقال، القزوعي، الدمة، الزحفة، الشهري، وغيرها من الألوان التي لم تأت من فراغ بل أوجدتها متطلبات ملزمة لكل بيئة بما ترمز إليه من إشارات تظهر القوة والشجاعة وتصوير الفرح أو المزج بينهما فهي ذات أبعاد قيمة وذات مفاهيم ومدلولات تترجمها حركة الأداء وأقوال الشعراء ويتناقلها الرواة وبقدر ما تظهره من القوة والاستعداد والمكانة فهي أيضاً تسعد الأصدقاء وترهب الأعداء وتشجع الأبناء على انتهاج مسلك الأقوياء والأوفياء وتغرس فيهم روح الشجاعة والإقدام بجانب الفرح والمرح وتدعو إلى الصفات الحميدة والعادات والتقاليد العربية الأصيلة وهذا ما يجب المحافظة عليها وتطويرها إلى الأفضل وتشجيع الأجيال القادمة على استمراريتها. قرية المفتاحة التشكيلية «مركز الملك فهد الثقافي» يعتبر أول مشروع من نوعه في المملكة وهو عبارة عن قرية سياحية تحتضن بالرعاية والفنون التشكيلية والفوتوغرافية والصناعات والحرف والمهن اليدوية والمحلية. كما أن لهذه القرية بمرافقها المتمثلة في مراسمها المتخصصة للفنانين التشكيليين وسكنهم ومقر الإدارة ومقر لجنة التنشيط السياحي بعسير ومعارضها الدائمة والمؤقتة أصبحت من أبرز الجوانب السياحية بمدينة أبها والتي ما فتئت تساهم بقدر وافر في تنشيط السياحة. وافتتحت القرية صيف عام 1410ه في حفل بهيج وفي عام 1411ه رؤي أن المشروع يفتقر إلى مرفق هام وهي صالة عرض كبيرة خلافاً لصالات المعارض التشكيلية صالة تمكن القرية من استقطاب معارض الكتب والمعارض الثقافية والعلمية والانتاجية والتجارية ومعارض المنجزات... إلخ وتبناه سمو الأمير خالد الفيصل كعادته حفظه الله على نفقته الخاصة وفي عام 1413ه تم توسعة مرافق القرية حيث اشتملت القرية على 39 محلاً تجارياً و12 مرسماً ومكينة ومستلزمات فنية و3 مطاعم ومكاتب وبيوت أثرية ومسجد ومبنى الإدارة وصالتي عرض للفنون التشكيلية وصالة معارض كبيرة ومسطحات خضراء ومواقف سيارات ودورات مياه ومرافق وخدمات عامة. وقد صممت هذه القرية معمارياً لتناسب سمة وخصوصية المنطقة وإبراز الجوانب التراثية ولعل من سمات المعمار التي أخذت في الاعتبار النسيج العمراني للمنطقة واستخدام الرقف كمظلات كاسرة للضوء والأمطار لتقي جدران المباني وتعتبر هذه القرية علما معماريا حديثا تتنفس فيه روح الاصالة التراثية ويواكب تطلعات الجهات ذات العلاقة في اضافة ابعاد جديدة إلى منظور الحركة التقنية التي تهتم بها رعاية الشباب بصفة عامة ولهذا فإن هذه القرية تهدف إلى إحياء التراث والصناعات التقليدية في المنطقة إلى جانب الأثر الكبير على الحركة الفنية التي أثرت فعاليات وبرامج الاصطياف والسياحة في المنطقة.