هبت رياح التغيير والإصلاح من كل صوب.. أصوات فلسطينية في الداخل والخارج.. صوت الجيران الذين داسوا كل القيم وقتلوا الأطفال الأبرياء وحتى الرضع منهم، ولم يسلم الشيخ ذو اللحية البيضاء أو الجدة أو الأم الحامل كما حصل في مخيم جنين وفي البلدة القديمة في نابلس وباقي مدن وقرى ومخيمات الوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة، حتى المساجد والكنائس لم تسلم، وحتى الحجر والشجر كذلك. وحتى العم سام وحكومته تطالب بالإصلاح ولكنها تنسى استخدامها حق الفيتو ثلاث مرات في مجلس الأمن لكي تمنع الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني، وتنسى وتتناسى جرائم الحرب التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين والبلدة القديمة في نابلس، ومع هذا كله فالإصلاح المطلوب هو إصلاح فلسطيني.. فلسطيني وليس لأحد التدخل في شؤوننا الداخلية، والمطلوب فلسطينياً هو إصلاح الذات، الأصل أن يبدأ الإنسان بنفسه حيث إننا في حاجة ماسة لمراجعة الضمير حتى نستطيع أن نوقظ ضمائرنا من جديد كل في موقعه والكل مسؤول عن الكل ولا أحد يستطيع أن يدعي أنه لا دخل له فيما جرى ويجري على الساحة الفلسطينية، إذ إننا شركاء كل بقدر موقعه ومسؤوليته، حيث إننا شركاء في هذا الوطن بحكم حق المواطنة. والسؤال الذي يطرح..؟ لماذا يتقدم غيرنا ونقف نحن؟!.. أليس لدينا كفاءات تفوق العدد والوصف والتخصص؟ أليس لدينا وزارات متخصصة؟ أليس لدينا مؤسسات أهلية لها القدرة على العمل المميز، ونجحت وأعطت الشيء الكثير؟ أليس لدينا قوانين تحفظ حق المواطن وأمن الوطن؟! ترى ماذا يجب أن نفعل للرد على موجة الإصلاح الخارجية.. ومن أين نبدأ ومتى نبدأ؟ إنني أقول إن الإصلاح والتغيير هو إصلاح فلسطيني.. فلسطيني ويجب ألا يكون غير ذلك، وإن جاء الطلب هذه المرة من أكثر من طرف، والمهم أن نبدأ والمهم أن نتطلع للأمام لا للخلف، والمهم أن نبدأ بإصلاح الذات حتى يتسنى لكل منا الالتزام بالنظام والقانون ومن ثم يتفرع كل منا لأداء عمله ولا يلتفت إلى الوراء حيث إن عقارب الساعة لا تدور للخلف. وهل لدينا القدرة أن نتجاوز المحن وكل المعوقات وأن نبني وطناً يحمي ابناءه ويرسخ منهج الديمقراطية وأن يعوض أبناءه ما فاتهم من استلاب لحقوقهم طيلة أكثر من نصف قرن؟! نعم بإرادة الرجال وعزمهم نستطيع أن نصنع المعجزات وبزغاريد أمهات الشهداء نستطيع أن نزرع الأمل.