تظل السرقة بشكل عام وسرقة السيارات بشكل خاص مسألة مقلقة على كافة الأصعدة سواء الأمنية منها أو حتى الأسرية من هنا كان لابد من تقصي تلك المشكلة رغم انها قد أشبعت طرحاً ولكن من زاوية واحدة دون استقصاء لجذورها ونحن في هذا التحقيق نحاول ان نضع النقاط على الحروف تربويا ونفسيا وأمنيا.. لتوعية الأسرة أولا ثم المعنيين بالتوجيه والإرشاد كالمعلمين والمعلمات.. محاولين معرفة موطن الخلل في انتشار السرقة وخاصة سرقة السيارات من خلال الدوافع والعوامل المساعدة على انتشارها وللوقوف على بعض الممارسات الخاطئة من جانب الأسرة للتعامل مع مثل هذه الممارسات. وقد كانت بداية تناولنا للقضية بلقاءات مع عدد من الأحداث الموقوفين والمتورطين في قضايا سرقة السيارات حيث تحدث (ع.م) والبالغ من العمر (11) سنة يدرس بالصف الرابع الابتدائي يقول: كنت أسير في الشارع فوجدت سيارة من نوع كابريس مفتوحة النوافذ وعليها المفاتيح ولم يكن احد بجوارها فقمت على الفور بإدارة محركها وتشغيلها ثم الذهاب بها حتى تم القبض عليَّ وأنا أقودها. * أما الحدث عبدالله. ث 16 سنة يدرس بالصف الخامس الابتدائي يقول: شاهدت سيارة كريسيدا مشرعة الأبواب بجوار احد البقالات فقفزت ناحيتها وادرت محركها نحو الشارع العام وذهبت لأتمشى بها أنا وأحد زملائي حتى تم القبض علينا متلبسين بالسرقة. سرقتها للتفحيط * الحدث مناع .ع 16 سنة يدرس بالصف الخامس الابتدائي يقول: رأيت عن بعد احدى السيارات مفتوحة النوافذ وكانت بحالة تشغيل وعلى الفور تسللت إليها دون ان يشعر صاحبها حيث كان داخل البيت فهربت بها لأجل ان أقوم بالتفحيط لكن تم القبض عليَّ عن طريق الشرطة. * أما الحدث صالح . م 16 سنة يدرس بالصف الخامس الابتدائي فيقول رأيت سيارة عمال قريبة من حارتنا فتوجهت ناحيتهم فلما انشغلوا عن السيارة قمت بتشغيلها والهروب بها حتى تم القبض عليَّ وقد اصطدمت بسيارة أخرى. * أما الحدث علي .و 17 سنة يدرس بالصف السادس الابتدائي يقول: اعتدت على سرقة سيارات العمال لأن سيارتهم يتم فتحها بأي مفتاح نظراً لقدمها. العوامل المساعدة على السرقة من جانبه تحدث مدير دار الملاحظة الاجتماعية بمنطقة القصيم الأستاذ ابراهيم بن أحمد الضبيب ل(الجزيرة) مؤكداً ان سرقة الأحداث والأطفال بالمجتمع السعودي لا تشكل الظاهرة يعاني منها المجتمع كظاهرة التدخين والتسرب الدراسي في سن مبكرة حيث ان سرقة الأحداث تعتبر مسائل فردية غير منظمة تظهر احيانا من الحاجة والتقليد أو التعبير غير المباشر في العقل الباطن ضد سلوكيات الأسرة مع الحدث أو حب الظهور بين الأقران برموز يبررها عبث الطفولة. كما أوضح الضبيب ان من العوامل الاساسية المساعدة على السرقة لدى الأطفال والاحداث تدني مستوى الضبط الاسري بالبعد عن تنمية الرقابة الذاتية والوازع الديني الضعيف والمحافظة على الأغراض الشخصية في عشر السنوات الأولى عند الطفل وعدم الاعتماد عليه من قبل الأسرة بعد العاشرة حيث ان تطلعات الأحداث في جو مشحون بالفضائيات غير الموجهة والتي تؤدي إلى صراع بين ثقافة الحدث وثقافات الآخرين ينتج عنها سلوكيات انحرافية وعلى رأسها السرقة بصفة عامة وسرقة السيارات بصفة خاصة فمعظم الاحداث يلجؤون إلى سرقة السيارات من اجل الظهور بها في مواقع التجمهرات والتفحيط والاستعراض بها على الرمال وأداء مهام مشبوهة عليها ومعظم هذه السرقات تتم بشكل غير منظم وتتدخل بها الصدفة بشكل كبير. ويساعد على ذلك حقيقة وبشكل قوي سلوكيات بعض المواطنين التي تعتبر محفزة على السرقة وذلك من خلال ترك مفتاح السيارة عليها أو النزول منها وترك المحرك بحالة تشغيل كما ان تربية الابن بالضرب والحبس والحرمان القاسي يؤدي إلى أفعال انعكاسية تأخذ طابع السرقة كنوع من الاعتراض في العقل الباطني ضد الأسرة ولا ننسى أن قلة الدخل ومستوى الحي والتعليم والتفكك الأسري بطلاق أو وفاة أحد الأبوين ووقت الفراغ غير الموجه عند الأحداث تعتبر قنابل موقوتة في حالة ضعف الوازع الديني وانعدام التوجيه الاسري والمستوى التعليمي المناسب للأسرة بالإضافة إلى جانب قرناء السوء. هل هي سرقة كما تحدث ل(الجزيرة) الدكتور عبدالله بن عبدالكريم العثيم وكيل قسم التربية بفرع جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية ببريدة وأورد تساؤلا مهماً وهو: هل سرقة الأطفال .. سرقة؟! حيث أجاب ان التربية قضية الإنسان وقدره تكليفا وتشريفا ان المتحدث في أي مجال من مجالاتها تأخذه الحيرة والشك والتردد في أسلوب المعالجة وأبرزها التربية حيث لا تقوم على معادلات محسوبية ونتائج يقينية كما قد يبدو للبعض، كلا فهي معادلات غير رياضية ولا كيميائية ولكنها أكثر حساسية منها وأكثر خطورة. مضيفاً من جهته الدكتور العثيم ان سرقة الأطفال من الناحية العلمية تصف في علم النفس التربوي ضمن نقائض الأطفال والتي تحتاج إلى مبادرة علاجية حتى لا تستفحل كما تستدعي دقة وأناة بالغة حتى تتكرس يدي الطفل أو ينتج عن المعالجة مشكلات وأزمات أخرى ضارة بحياة الطفل.. أو مستقبله.. من هنا فلابد ان نتعامل مع سرقات الأطفال بأسلوب خاص دون ان نستصحب انها سرقة حقيقية تقابل تلك لدى الراشدين ولكن دون ان نستسهلها أو نتجاهلها فتتحول تدريجيا لا سمح الله لتصبح صفة خلقية له في المستقبل.. بعد هذا التأصيل لمفهوم السرقة بشكل عام لدى الأحداث أوضح د. العثيم الأسباب الاساسية لظاهرة سرقة الأطفال بالآتي: - تكثر ظاهرة السرقة لدى الأطفال في مرحلة الطفولة الثانية بين سن السابعة والثانية عشرة وقد تمتد قليلاً وأهم الخصائص الاجتماعية لهذه المرحلة هي حب التملك حيث يحرص الطفل على، الاقتناء أكثر من مقدرته على إدراك الأدبيات الاجتماعية والتربوية وهذا من أهم الأسباب ان لم يكن اهمها. يحرص الطفل في مرحلة الطفولة الثانية وخصوصا في النصف الثاني من المرحلة إلى تأكيد ذاته عن طريق قياسه بأعمال يحس عن طريقها بالاستقلالية والتصرف الخاص . هذه الخصيصة اذا لم يتم أشباعها بالطرق الصحيحة فلاشك ان السرقة تمثل اشباعاً لها. - اشباع حاجات الطفل - أو ما يظنه كذلك - أمر من اهم خصائص مرحلة الطفولة الثانية وبالتالي فان حرمان الطفل منها يعتبر سبباً مهماً جداً للسرقة حيث ينزع الطفل إلى إشباع حاجاته بطرائقه الخاصة. هذه الأسباب الثلاثة هي أهم الأسباب وهي مترتبة على الخصائص المميزة لمرحلة الطفولة الثانية ومرحلة المراهقة الأولى على ان ثمة أسباب أخرى يكون لها بعض الدور في وجود الظاهرة. وأبان د. العثيم ان منها: - حب الطفل للمغامرة والشعور بالقوة. - تأثر الطفل ببعض قصص الأطفال بطريقة سلبية، فقصة قبض الشرطة على لص يمكن ان توحي للطفل انه يمثل دور الشرطة او دور اللص كذلك. - تقليد الطفل السارق لأقاربه أو أخوته ممن لديهم هذه النقيصة. - حب الانتقام والإيذاء حيث يرى الطفل ان سرقته قد تؤذي صاحب البقالة مثلا فيتلذذ بذلك. وأكد د. العثيم وبشدة أن أصل الأسباب هو قلة وعي بعض الأسر بهذه الطريقة وعدم إلمامهم بأسبابها وطرائق علاجها. هذه أسبابها أما من الجانب الاجتماعي فقد تحدث ل(الجزيرة) الاخصائي الاجتماعي في دار الملاحظة الاجتماعية بالمنطقة الشرقية أحمد عسيري مبينا ان ظاهرة سرقة الأحداث يتسم بالظهور والانتشار لكن لابد من وضع أيدولوجية لمعرفة دوافع السرقة لدى الأحداث والأطفال. وأنه من خلال الدراسات والاحصائيات التي تخص دور الملاحظة الاجتماعية موضحاً العسيري ان واقعية السرقة لدى الطفل والحدث بداية تتبع ما يلي: - فقدان هوية التربية لدى الطفل: فالأسرة في هذه الحالة لا تأبه بما يفعله الطفل في مرحلة التنشئة الاجتماعية ويكون التحصين التربوي شبه منعدم فالبعض يعتقد بأن التربية ما هي الا الاهتمام بتوفير ضروريات الحياة الاساسية من غذاء وكساء من الماديات فقط؟! وأضاف الاخصائي العسيري قائلاً لابد على الأم في السنوات الأربع الأولى من تنشأة الطفل تنشئة اجتماعية أي من سن الثانية إلى سن السادسة لابد وان ينصب اهتمام الأم في غرس القيم الاسلامية والمفاهيم الصحيحة في الطفل وذلك بملاحظة سلوكه وتعليمه العادات الصحيحة واستثارة كوامن الطفل وطاقاته واستغلالها الاستغلال الأمثل في البروز بشخصية الطفل وعلى سبيل المثال عندما يتلقى الطفل بعض سور القرآن وهو في سن الثالثة نجد انه يصل إلى سن السادسة وقلبه متعلق بالقرآن الكريم لأنه عود على ذلك. أو ذلك الطفل الذي يجد التوبيخ منذ صغره عندما يقوم بالتلفظ بألفاظ غير لائقة فيواجه من قبل والديه بنقد فتكون ردة فعله بعدم العودة بما فعل فنجد انه يترسخ فيه مثل ذلك النقد فيتحول بمخرجات هذا النقد إلى مبدأ يكون معه باستمرار في مظاهر سلوكه. وأضاف العسيري: ثم يأتي بعد ذلك دور الأب في مواكبة زوجته في التلقين والنصح والإرشاد مع مراعاة عدم إثارة الطفل واستخدام العنف والضرب الشديد واستخدام المفردات الجارحة التي قد تؤدي أحياناً على ممارسة سلوكيات قهرية بالاضافة الى غياب القدوة الحسنة فعندما يكون الأب والام واقعين في ممارسات خاطئة فإن الطفل يتلقى بالمحاكاة والتقليد فإذا كان الأب يكذب ويغش فيؤثر ذلك على الطفل. كذلك من الدوافع - التفكك الاسري (طلاق الأم): ان هذا السبب يندرج مباشرة تحت موضوع انعدام العملية التربوية في الأسرة فعندما تكثر المشاكل بين الوالدين وتتسع الفجوة بينهما فتبعاً لذلك يبتعد الطفل ويكون غيابه عن الرعاية الأسرية فيفقد الحنان والاستقرار النفسي والعاطفي ويكون مرتعاً خصباً للفكر المنحرف والخروج من واقعيته ممارسة أي سلوك والطالب يكون سلوكه منحرفاً والسرقة هي ملجأ الطفل وذلك لعدم وجود الضبط الاجتماعي من الآن ونقول بأن الطفل يقع في مخالفات كثيرة حتى في ظل ارتباط والديه فاذا كان المنزل مهيأ باثارة المشاكل التي تصل إلى حد إظهارها بشكل مباشر للطفل وتعكس إلى الكره والحقد من قبل الوالدين فإن ذلك هي النهاية للطفل. أما اذا وقع الطلاق فغالبا ما يعمد الأب إلى الزواج من قبل أخرى وأيضا الام تتزوج بآخر فيكون الطفل في هذه الحالة غير مستقرة وتتولد لديه عقدة عندما يتأمل في هذه الحقيقة المرة التي تراوده بين الحين والآخر فيشعر بعدم قيمة أسرته فيعيش فراغاً عاطفيا قد يستمر معه إلى ان يصل مرحلة متقدمة من العمر وبالتالي يتأثر شخصيته ارتباطا بماضيه حتى وان وجد رعاية والده ووالدته فيما بعد فإن ذلك لا يمثل أي قيم وبالتالي يحقد على والديه ويشمئز منهما وعندها يلجأ الطفل لممارسة المخالفات السلوكية ومن ضمنها السرقة. أيضا من الأسباب الحالة الاجتماعية (المركز الاجتماعي للأسرة) ونقصد بالحالة الاجتماعية الجانب السلبي لها من المستوى الاجتماعي فالطفل اذا كانت أسرته متدنية اجتماعيا فان ذلك الموضوع يولد له شعور بالنقص والتميز في كافة شرائح المجتمع. يلجؤون للسرقة ولو تحدثنا عن الأحداث الصغار في أحد شرائح المجتمع نجد ان هناك فروقاً واضحة خاصة اننا دولة متقدمة وبدأنا ننفتح على المجتمعات الأخرى بشكل سريع في مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ومن هنا نركز على الناحية الاجتماعية والاقتصادية. وعلى سبيل المثال «ذلك الطفل الذي يشغل والده مركزاً مرموقا في احد القطاعات الحكومية أو احدى الشركات الضخمة فإن أقرانه الذين وضعهم الاجتماعي متدنٍ جداً ويشغلون آباؤهم وظائف متواضعة يولد لهم احساس بالنقص ويلجأون إلى السرقة كسلوك قهري وتعبير عن معاناتهم. ومن الأسباب كما يؤكدها الاخصائي الاجتماعي العسيري: الحالة الاقتصادية وهي قلة المورد والدخل لدى الأسرة وتدني المستوى المعيشي للأسرة. فالطفل في هذه الحالة يكون محروما من أشياء كثيرة وينظر إلى جزءين في المدرسة أو في الحي (الحارة) فإن لم يوفر له والده متطلباته الشخصية يشعر بمرارة الحرمان عندما يجد الفرق ومن ثم يحقد على أسرته وعلى المجتمع ويلجأ إلى السرقة لاشباع رغباته. وأعود وأقول إن هذين الدافعين بدآ في الظهور بشكل خطير في السنوات الأخيرة وخاصة في عصر العولمة وانفتحنا على العالم الخارجي وعندما وصلنا لدرجة يقيس المجتمع أفراده بما عندهم من «المادة» وليس بما عندهم من «الدين والمبادىء والقيم..». يشاركهم في السرقة ثم تحدث الاخصائي الاجتماعي أحمد عسيري عن العوامل المساعدة على السرقة حيث بدأها برفقاء السوء مبينا ان الطفل في هذه المرحلة يتأثر وعلاقات الطفل أو الحدث في مرحلة النشئة الاجتماعية والمراهقة دائما ما يصحبها محاولة اثبات الذات بشتى الوسائل فعندما ينخرط الطفل مع مجموعة يتسمون بالمخالفات السلوكية ولو بشكل خاص أنهم يسرقون فتبعاً لهم هذا الطفل يكون طوعاً لهم فلا يستطيع ان يكون شاذاً منهم الا في حالة عدم الاقتناع بما يفعلون ولكن اذا لم يكن لديه الاقتناع الكامل بما يودون فعله ويريدون ان يكون في نفس الوقت شاذاً منهم فلا يستطيع لأنه سيواجه بنقد منهم من قبل أقرانه بالجبن والضعف وأنه عالة عليهم لا يعتمد عليه إلى غير ذلك من الاسفاف بشخصيته ففي هذه الحالة يرضح لافكارهم ويشاركهم في أي سلوك منحرف من ضمنها السرقة، كذلك من العوامل المساعدة الغزو الثقافي (القنوات الفضائية) مبينا العسيري ان هذه القنوات الفضائية وبلا شك دست السموم والأوبئة الفكرية التي خلخلت قيمنا وجعلت هناك صراعاً بين القيم. ولو تحدثنا عن علاقة القنوات الفضائية بسرقة الأطفال والأحداث لوجدنا ان هذه القنوات تحمل في طياتها أفلاماً تحوي خدعاً سينمائية على حد قولهم تسوق العقول وتجعل من المجرم او اللص بطلاً هماماً من أبطال الفيلم وهذا اللص له طرق ملتوية في الدخول إلى المنازل أو سرقة السيارات أو المحلات التجارية وتتوالى احداث الفيلم بشكل يشحذ همة الطفل ويجعل له هذا الشيء هاجساً له في منامه ومؤثراً في سلوكه وقد تصل الأمور والله المستعان إلى ان يجعل ذلك الفاسق «بطل الفيلم» مثله الاعلى فيتأثر بما وقع من تصرفات فيتجه الطفل إلى تقليده ومحاكاته حتى يصل الأمر إلى تقليد مشيته ومظاهر شخصيته ومن ثم على مخالفته ومن ضمنها السرقة. كذلك من العوامل المساعدة العوامل الجسيمة (العضوية) وهذه حالات تكون نادرة كأن يكون المراهق مصابا بعاهة أو مرض في أحد أطرافه أو مصاب بصعوبة في النطق أو مرض مزمن يستمر معه في جميع مراحل حياته فيتولد لديه احساس بأنه شاذ في المجتمع ويعتقد بأن أفراد المجتمع متشائمون منه ويراوده الشك بداية في أسرته إذا لم يتداركوه بالرعاية السليمة فيعوض هذا النقص بممارسة السلوكيات الخاطئة الى ان تصل إلى جريمة السرقة. دوافع عديدة من جانبه تحدث الاخصائي الاجتماعي في دار الملاحظة الاجتماعية بالدمام دحام بن عشيان الشمري مبينا من جهته أن هناك العديد من الدوافع للأحداث للسرقة التي بدورها تؤثر سلباً على الحدث حتى يقع في الانحراف ومنها: الانحلال العائلي حيث أن انفصال الزوجين عن بعضهما ينعكس سلباً على الابناء وعلى سلوكياتهم وينتج من ذلك أما ان يتجهوا إلى الأب أو إلى الام وبذلك يكره الحدث المكوث في المنزل مما يؤدي به إلى الخروج عن جو الأسرة وبذلك يتعرف على رفاق السوء وينحرف معهم بتقليد سلوكياتهم. كذلك من الدوافع قلة التوجيه وانعدامه حيث ان فقدان الرعاية والتوجيه من قبل الأب وفقدان العطف والحنان من قبل الأم يجعل الابن غير متزن عاطفياً قليل الثقة بنفسه مما يؤدي إلى الاندفاع نحو الانحراف والفساد وهو في مقتبل العمر. كذلك تدهور المستوى الاقتصادي للأسرة وعدم إشباع رغبات الحدث من قبل أسرته وتوفير احتياجاته فانه يلجأ للآخرين لتأمين حاجاته المادية حيث يتعرف على رفاق السوء ويستغلونه بسبب حاجته المادية أو يتبع طرقا أخرى كالسرقة لتلبية رغباته مما يدفعه إلى الانحراف والسرقة. كذلك عدم وجود القدوة الحسنة فإذا كان رب الأسرة أو الاخ الكبير للحدث منحرفاً فإن ذلك يدفع الحدث إلى ارتكاب العديد من الانحرافات ومنها السرقة أو يقوم بتقليد والده ما يؤدي به إلى الانحراف واتباع الطرق غير المشروعة لتلبية رغباته. وقال الاخصائي الاجتماعي الشمري ان هناك عدة عوامل مساعدة على السرقة منها: - فقدان العائل الاسري والتشتت الاسري أما بفقدان أحد الوالدين أو كلاهما سواء بالوفاة أو السجن أو المرض الطويل أو تفكك الروابط العائلية بالطلاق أو بالهجر والتفكك يعتبر من أهم العوامل المسببة لانحراف الأحداث فهو بداية النهاية ومن ذلك انعدام الموجه للحدث مما يجعله يسلك بعض الطرق التي تؤدي بدورها إلى الانحراف ويجيء من أولياتها السرقة. - أيضا الوازع الديني: حيث انه اذا نشأ الحدث في أسرة غير مبالية من ناحية العقيدة والتوجيه الديني فيكون بذلك الوازع الديني لديه ضعيفا فلا يجد من يأخذ بيده إلى طريق الخير فوالداه نجدهما طوال اليوم مشغولين بالأمور الدنيوية فتجد الأب لا يصطحب أبناءه معه إلى المسجد لأداء الصلوات أو حضور المحاضرات الدينية التي تساعدهم في معرفة أمور دينهم ويبصرهم بالأفعال الطيبة من القبيحة وكل ذلك يؤدي إلى بعد الحدث عن طاعة الله سبحانه وتعالى مما يجعله مهيأ لفعل الجريمة في أي وقت ومعرضا لوساوس الشيطان. - وقد تكون المدرسة عاملاً مساعداً على الانحراف وسلوك الجريمة الذي لا تتوقع ان يسلك بطريق الانحراف وليس بمعنى هذا انها عامل مباشر ولكن قد تسوء العلاقة بين الحدث ومعلمه بسبب جهل المعلم بخصائص التلاميذ النفسية والعقلية والجسمية والوجدانية والاجتماعية في مراحل نموهم المختلفة فإذا ساءت هذه العلاقة نجد ان الحدث يكره المعلم والمدرسة على حد سواء بكل ما فيها وفي هذه الحالة قد يلجأ الحدث اما إلى الكذب أو الرياء لكي يتقي غضب المعلم وأما إلى الهروب من المدرسة والعودة إلى المنزل في المواعيد المدرسية حتى لا يتعرض لعقاب والديه ويقضي هذا الوقت في الشوارع بين رفقاء السوء ومغريات الطريق التي تدفعه إلى الانحراف وبالتالي السرقة. وكذلك عندما تسوء علاقة الحدث مع زملائه بالمدرسة فتجده عرضة للسخرية من زملائه ونقدهم اللاذع له نتيجة لانخفاض مستواه الاجتماعي او الاقتصادي أو لوجود عيب جسماني كوجود عاهة أو تشوه جسماني أو حسي. في هذه الحالة تكون هذه العوامل دافعاً للحدث إلى ان يرد على سلوكهم هذا اما بسلوك عدواني أو بالتعويض اللاسوي المبالغ فيه أو بالسرقة حتى يستطيع مجاراة زملائه أو بالكذب أو الهروب من المدرسة وهذا يكون بداية الإنحراف. الترفيه في المنزل إن الحدث اذا لم يجد في منزله من وسائل اللعب والتسلية المفيدة ما يشبع رغباته وحاجاته جعل من الشارع مسرحاً لنشاطه التلقائي فيجده مكاناً للعب مع أقرانه من نفس (عمره) أو من هم أكبر منه سناً وهكذا يتعرض للاختلاط بالصغار الجانحين أو بالكبار المجرمين حيث يشغلونه في أفعالهم الإجرامية وتلبية مطالبهم بالسرقة. كما ان الحدث يتأثر بالأصدقاء والأقارب وزملائه بالمدرسة وتكون الصدفة هي التي ساقته للتعرف عليهم وغالباً ينضم الحدث إلى من يماثلونه في الميول والعادات السلوكية وكذلك قد تكون القيمة الاجتماعية التي تلقاها في المنزل ضعيفة أو ان يكون محروماً من الحب والعطف والولاء واثبات الذات بين أعضاء أسرته بحيث يجد تعويضا عن ذلك في الصحبة السيئة. وسائل الإعلان فلا زالت الصحافة والتلفزيون والراديو والكتب من أهم وسائل التسلية والترفيه وخاصة عند الأحداث أكثر منها من سائل الثقافة والتربية الخلقية والاجتماعية وهذه الوسائل بحكم طبيعتها ومادتها وطريقة عرضها تعتبر من المثيرات الحسية والعقلية والانفعالية للنفس الحدث ومن ذلك نقول ان وسائل الإعلام يمكن ان تكون سلاحا ذا حدين فهي من ناحية قد تكون وسيلة نافعة من وسائل الثقافة والرقي العام للأفراد والجماعات بقدراتهم وأفكارهم واتجاهاتهم الاجتماعية. لأنه لا يستطيع شراءها من جهته تحدث الاخصائي النفسي عبدالرحمن العكشان قائلا: ان الاسلام ينظر إلى السلوك الاجرامي على انه انحراف ونقص في الفطرة وهذا يؤدي إلى إشباع هوى النفس وهذا السلوك عائد إلى عدة عوامل جعلت الحدث يتبع سلوكا معينا لا يرضى عنه المجتمع مما يؤدي به إلى الايداع في دور الملاحظة الاجتماعية. وأضاف الاخصائي النفسي العكشان ان هذه العوامل هي: إنحراف الفطرة وضعف الايمان واتباع هوى النفس والوسط الاجتماعي. وقال العكشان ان الاسرة هي العامل الأكبر والمؤثر على سلوك الفرد فهي التي تشكل سلوكه من خلال تقليد الحدث لوالديه أو لأخوته الكبارالذين هم بالنسبة له القدوة والمثل الاعلى الذي يحتذى به. بالاضافة الى الاهمال المتمثل بخروج الحدث من المنزل والعودة اليه دون ان يُسأل الى أين ذهب؟! ومع من ذهب؟! وهل هؤلاء الاشخاص الذين يذهب معهم ثقات أم لا؟! أيضاً المشاكل العائلية التي تحصل بين الزوجين وما ينجم منها من تأثير على أفراد العائلة وعلى تحصيلهم الدراسي. - كذلك الفقر وفيه يحاول الحدث الحصول على أشياء لا يستطيع شراؤها أو الحصول عليها مما يوقعه بجريمة السرقة. - التقليد ومنه تقليد الافلام والمسلسلات وعدم تقدير العقوبة المترتبة على فعل السرقة.