حصدتُ القحطَ فيها أيّ صحراءٍ بتولْ! لملمتها.. متدفّقاً فيها السرابُ! خريرهُ شعرٌ على شفةِ المُحولْ للصيفِ حَمْحمةٌ وفي غُلَواء أحلامي صليلْ وصبايَ مشنوق وما زالت على شهقاتِه شذراتُ مبحوحِ الصهيلْ متوجّساً أمشي كما يحبو السراب متحسّساً جسدَ الرمال لملمتُها.. وحقائبي ملأى ابتهالاتٍ - هوىً - لغمامةٍ خجلى يراودها الهطول لملمتُ صحرائي وفي عيني دمشق أنختُ أتعابي بها أطلقتُ أسراب الذبول ونضوتُ رثّاً من تقاليدي نسيتُ لدى اندلاقِ «الميجنا» والزيزفونْ جدبَ الربابة والنخيل أغنيةُ أنثى دمشقُ وبدعةٌ ورديةٌ ومظلةٌ تؤوي حدائق لم تلد غير الربيع من الفصول زهراتها متفتحاتٌ، لا تعي معنى الجفول للحبِّ هاتيك الحقول.. عبّأتُ أحداقي جمالاً ثم - لمّا ضجّ في فكري العرار - نثرتُ ما جمّعتُ من حسنٍ ومن حبٍّ ومن صورٍ رجعتُ أفلُ أشرعتي لأن الزيزفون لم ينم إلا في دمشقَ كما ترى البدويَّ - عذريّاً - وفيّاً للنقابِ ولا يجيد سوى البكاء على الطلول