من موقد النار حتى هامة السحب كان الفتى شاهقا تمتد قامته نحو العلا ثائرا يختال في طرب * * * كان الفتى مفتاح يخطو خطوة الغريب حينما تشاكس الطريق رغبة الخلاص في عيونه يحيل حالة الضياع ها هنا هوية ويزرع الحروف بين رعشة السؤال تارة وبين حرقة الإجابة كان الفتى مفتاح مثل ذاته لا يشبه الوجوه واحدا كأنه الإلهام لحظة الكتابة * * * أتى الفتى يستحث الخطو نحو غد يبني معالم مجد صاخب لجب أتى يسابق ضوء الشمس من ألق أتى ليكتب تاريخا من الأدب * * * أبا كنت سفرا من الحب أو عاشقا هزه الوجد أو ناسكا عفر الطين أحداقه أو كما برهة من يقين المسافر «نرى صوتك الآن ملء الحناجر» نرى قلبك ألان نهرا تفيض على ضفتيه المشاعر نرى وجهك المتعب الآن وجه الحكيم المهاجر * * * لك الأرض عشب ندي ربيع من العمر قنديل شيخ تلا سورة الفجر إذ يورق الفجر سجادة من غمام * * * لك الظل صوت الأذان الرخيم إذا عسعس الليل بوح العصافير أنشودة من هديل الحمام * * * لك البدء حين انتهاء الحروف وحين ابتداء الكلام لما أتى وحروف الضاد معجمة تعلم الشعر من قاموسه العربي لما أتى كانت الأوراق مقفرة حتى سقاها من «الأضواء» والكتب * * * أنت يا من يأخذ الحرف إلى الصحراء كي يستبدل الجدب بماء الأسئلة أنت من أنت؟ غريب هكذا جئت ولكن أنت فينا الآن مثل السنبلة.