ترى العائلة أن الإجازة فرصة تغيير جو.. ويرى رب العائلة أن الإجازة ارتخاء. - متطلبات تغيير الجو للعائلة تستدعي جدول عمل وتخطيطاً واشرافاً على التنفيذ.. أي لا ارتخاء لرب العائلة.. صحيح.. حصل رب العائلة على تغيير جو.. لكن الحقيقة انه استبدل عمله اليومي الروتيني الذي يستنفر لإنجازه «50%» من الجهد.. بعمل مؤقت جديد يحتاج إلى تركيز ومتابعة أكبر تستنفر «50%» من الجهد.. فخسر الاستمتاع بالارتخاء وخسر الاستمتاع بتغيير الجو نتيجة التحفز والتأهب. - هل هذه إجازة؟!.. هي لاشك لرب العائلة رحلة عمل شاقة.. مهمته فيها أن يسعد أشخاصاً آخرين يبدؤون باثنين هو وزوجته وينتهون إلى عدد أفراد العائلة. - في أوقات الإجازة يتحول رب العائلة إلى ربان لفريق.. أعمارهم مختلفة وأذواقهم مختلفة واحتياجاتهم مختلفة. - حكى لي صديق أنه في إجازة صيف العام الماضي أخذ عائلته إلى بلد آخر.. وأمضى شهراً مرهقاً منهكاً. - شكا أولاً من مساحة الشقة ورثاثة التأثيث.. لكن كان ذلك هو المتوفر وهو ما يتناسب مع الميزانية المرصودة لإنفاقها على ستة أشخاص أصغرهم عمره ثمانية أشهر. - وحيث إنهم في إجازة فقد كانوا ينامون قرب الفجر.. المشكلة أن أصغرهم يصحو السابعة صباحاً وقد بدأ نهاره.. ولتغير الجو عليه فقد مرض لمدة أسبوع. - يقول صاحبي لم تكن تلك الإجازة إجازة بل كانت إنهاكاً نفسياً وعصبياً وجسدياً وصحياً ومن ثم عائلياً.. لقد اشتريت لي ولعائلتي زمناً تعيساً ما منا من سعد بها أو كان يرغبها.. ويتساءل لماذا؟. وما هو السبب؟.. وكيف لم أفكر بأسلوب بديل يمنحني حق الاسترخاء ويمنحهم حق تغيير الجو. - هل يمكن ذلك؟.. أن تحصل على حق الاسترخاء.. وتحصل عائلتك على تغيير الجو؟. كيف؟.. ومن يدلنا؟. - هذا الصيف وبعد أحداث 11 سبتمبر.. أمريكا خارج خارطة الهجرة الصيفية.. ولدى كثيرين نفس الرأي بخصوص أوروبا.. لذلك أمام المصطاف السعودي والخليجي الهارب من درجات الحرارة العالية ست مدن تقدم تغيير الجو.. والاستعداد السياحي.. هي جدةوأبها محلياً.. ودبي خليجياً.. والقاهرةوبيروتودمشق عربياً.. وجاكرتا آسيوياً.. - جدة ودبي وجاكرتا لاشك أنها مدن عظيمة كبيرة متعددة النشاطات والأماكن الترفيهية.. لكن صيفها لاهب والرطوبة فيها عالية.. هذه المدن لاشك أنها مشتى جميل لكنها ليست مصيفاً. - دمشق تحتاج إلى سنوات حتى تتعلم ثقافة السياحة ويتكون لديها البيئة والبنية السياحية.. بيروت مازالت تعالج جروح الحرب الأهلية وتحتاج إلى سنوات حتى تشفى.. أما القاهرة فحرارتها في ارتفاع، وأثاث شققها المفروشة في اندثار.. رغم كنوزها الأثرية العظيمة. - بقي أبها البهية.. مازالت بنية السياحة فيها صبية فقدرتها الاستيعابية مازالت صغيرة.. وقبل كل هذا إمكانيات الترفيه العائلية فيها بين محدودة ومحددة.