اللغة هي تراث كل أمة وركيزتها الحضارية، ونحن ولله الحمد نتكلم بلغة مقدسة من الواجب الديني علينا تعلمها ودراستها وصحة النطق بها والكتابة فيها، فقد روي عنه عليه الصلاة والسلام قوله: (رحم الله امرأً أصلح من لسانه)، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (تعلموا العربية فإنها من دينكم). ومما لا شك فيه ان لغتنا تعيش واقعاً مؤلماً في عصرنا الحاضر، فقد أصبحت غريبة بين أهلها، وأضحى تعلمها مرهونا بالطلب لها كتخصص. إننا وللأسف نعيش في واقع فقدت فيه الغيرة على هذه اللغة إلى درجة ان تجد المرء يخجل من التحدث بالفصحى، بل مما يستغرب عندنا أن تجد من يتحدث على أرضنا بلغة غيرنا دون ضرورة إلى ذلك كظروف تعلُّم ونحوها. ومما يحزن أيضاً أن نرى الخلل الكبير في المجال التعبيري والكتابي يسود غالبية المتعلمين، بل إنه يتخرج بعض الطلاب في مختلف التخصصات وتجدهم غير قادرين على القراءة الصحيحة أو الكتابة السليمة أو التعبير اللائق، حيث أصبحت الشكوى من هذا الضعف أمراً عادياً. زد على ذلك تفشي الأخطاء اللغوية من نحوية وإملائية وإنشائية في وسائل الإعلام المختلفة من إذاعة وصحافة وفي لوحات الإعلان. إخواني القراء: اننا بحاجة إلى وقفة نحاسب فيها أنفسنا؛ لنبحث عن الأسباب التي أوصلت أبناء أمتنا إلى هذا الضعف اللغوي الفظيع، ثم بعد ذلك نسعى جاهدين إلى وضع الحلول لنحصل على الأجر من الله سبحانه فجميع علوم العربية ما قامت إلا لخدمة كتاب الله عز وجل. * وأرجو أن يخرج منا من يكون له شأنٌ عظيمٌ في السير بلغتنا نحو التميز. * جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم / كلية اللغة العربية