سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أمين عام المجلس العربي للطفولة د. حمد العقلا ل«الجزيرة»: نتعامل مع عشرة ملايين طفل منذ 12 عاماً
المجلس مظلة عربية لتنمية الطفولة ورعايتها
ظاهرة أطفال الشوارع ليست مقصورة على الدول الفقيرة
تتفشى في العالم عامة ظاهرة اطفال الشوارع ليس فقط على مستوى البلاد الفقيرة أو المعدمة بل أيضاً على مستوى البلدات المتقدمة مع اختلاف الأسباب، ورغم التقدم الصحي والتعليمي في كثير من بلدان العالم إلا أن تلك الظاهرة في ازدياد، وتقوم هيئات وطنية واقليمية ودولية كثيرة في العقود الأخيرة للتصدي لتلك الظاهرة.. حيث تشير الاحصاءات إلى أن عدد أطفال الشوارع في العالم يقارب ل«100» مليون طفل.. أما في عالمنا العربي فالعدد يتراوح ما بين «7» إلى «10» ملايين أي يقترب من عشر عدد أطفال العالم، وكان من أول الجهات المتصدية للظاهرة في العالم العربي المجلس العربي للطفولة والتنمية الذي يترأسه صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز بمبادرة شخصية منه منذ عام 1980م.. ومنذ ذلك الوقت بذل المجلس جهوداً مضنية للتصدي للظاهرة ومن أجل الطفولة العربية وتنميتها وكل ما يعود بالنفع لصالح الطفل العربي منسقاً جهوده مع المنظمات العربية والدولية المعنية بهذا الشأن حتى توجت جهوده بالحصول على صفة الاستشاري لدى المجلس الاقتصادي الاجتماعي بالأممالمتحدة «ECOSOC» وهو أول منظمة عربية تحصل على هذه الصفة، وتواصلاً مع المجلس في تأدية رسالته فقد التقينا مع الدكتور حمد عقلا العقلا الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس تحرير عدة مجلات خاصة بالطفولة والمجلس مثل «خطوة» و«الطفولة والتنمية» حيث تحدث عن أهمية التصدي لظاهرة أطفال الشوارع ودور المجلس وأهدافه ومشاريعه فكان هذا الحوار.. التأسيس * بداية.. نحب أن نتعرف على المجلس اجمالاً؟ - المجلس العربي للطفولة والتنمية منظمة عربية غير حكومية ذات شخصية اعتبارية تعمل في مجال الطفولة وما يتصل بها حيث تدعم وتنسق الجهود الحكومية والأهلية وتشجع على تبني الأفكار والدراسات والمشاريع المقررة لرعاية ونماء الطفل العربي والعمل على ادماجها ضمن خطط ومشاريع التنمية الوطنية في الأقطار العربية.وتأسس المجلس بناء على مبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز منذ عام 1980م والتي استهدفت تشكيل منظمة عربية تعنى بالطفولة. واستقرت تلك المبادرة على تنفيذ القرار الصادر عن المؤتمر العربي حول الطفولة والتنمية والذي عقد بتونس عام 1980م برعاية جامعة الدول العربية بتأسيس المجلس الذي عقد مؤتمره التأسيسي في عمان بالأردن في عام 1987م. وأعلن قيام المجلس كمؤسسة طوعية عربية اعتبارية مستقلة وكمظلة عربية للجهود الرامية لرعاية الطفولة وتنميتها وتم انتخاب سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيساً له واتخذ المجلس من مدينة القاهرة بجمهورية مصر العربية مقراً له. حيث تنظم علاقته بدولة المقر اتفاقية خاصة لهذا الغرض تحدد شخصيته ووضعه القانوني وغير ذلك من الأمور.. رعاية الطفل العربي * حدثنا عن الجهود العامة التي بذلها المجلس من أجل رعاية الطفل العربي وتنميته؟ - تزامن تأسيس المجلس مع الجهود العربية والدولية لاقرار اتقافية حقوق الطفل وبدأ يباشر جهوده بالتنسيق والتعاون مع جامعة الدول العربية والمكتب الاقليمي لمنظمة اليونسيف للنهوض بأوضاع الطفولة العربية وجاءت مبادرته في عام 1990م لإعداد وثيقة عربية موحدة للطفل العربي وتقديمها إلى مؤتمر القمة العالمي للطفولة الذي نظمته الأممالمتحدة في سبتمبر 1990م لتكون ثمرة التعاون المشترك الذي تم تطويره لاحقاً في اتفاقية تعاون. كما شارك المجلس في كافة الأنشطة العربية والدولية في سبيل اقرار اتفاقية حقوق الطفل في العام 1989م وأيضاً في الاعلان العالمي لبقاء الطفل وحمايته ونمائه وخطة العمل لتنفيذه في التسعينات في عام 1990م والعمل على تطبيق هذه الوثائق الدولية من خلال أنشطة وبرامج تعود بالنفع لصالح الطفل العربي وعلى هذا الأساس حصل المجلس في العام 1991م على صفة الاستشاري لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأممالمتحدة «ECOSOC» وهو أول منظمة عربية تحصل على هذه الصفة وهذا يبين مدى الجهود الصادقة للمجلس من خلال السنوات الماضية.ويضم المجلس حوالي 40 موظفاً ما بين متخصص ومتخصصة ومسؤول يعملون في الفريق الواحد في شؤون الطفولة، بالاضافة إلى الاستعانة بالعديد من الخبراء المتخصصين في المجالات المختلفة ذات الصلة بشؤون الطفل.كما يضم المجلس إدارتين ووحدتين معنية جميعها بشؤون الطفل وتنميته بالاضافة إلى مركز متخصص وهي كالتالي: - إدارة الشؤون المالية والإدارية، وتشرف على كافة الشؤون المالية والإدارية للمجلس. - إدارة البرامج وتشمل: - وحدة تنمية مشاريع الطفولة. - وحدة مشاريع التطوير المؤسسي. - وحدة مشاريع إعلام الطفولة. - مركز معلومات الطفولة. ويقوم بجميع البيانات وتوفيرها للباحثين وإنشاء موقع على الانترنت للمجلس. - وحدة تنمية الموارد: هي الوحدة المعنية بالبحث عن مصادر التمويل لتفعيل أنشطة المجلس. - وحدة الجودة الشاملة: لمراقبة سير العمليات الإدارية في الإدارات الأخرى وتقسيم الأداء. انجازات المجلس * ما هي أبرز انجازات المجلس في العقد الماضي؟ - من أبرزها مساهمته الفاعلة نحو تطبيق الاعلان العالمي لحقوق الطفل وخطة العمل العربية من خلال مجموعة من الجهود أهمها: - البناء المؤسسي للهياكل المعنية بالطفولة العربية مثل: - المجالس العليا واللجان الوطنية للطفولة. - التطوير الإداري والبناء المؤسسي للجمعيات الأهلية العاملة في مجال الطفولة. - التقرير الاحصائي السنوي عن واقع الطفل العربي. - تحديد احتياجات الطفولة. - المراكز البحثية وتدريب الباحثين. - الباحثون واحتياجات الطفولة. - تنمية الوعي الصحي والبيئي المدرسي في الدول العربية. - برامج ومشروعات وأنشطة موجهة للطفولة. وذلك من خلال سلسلة من الفعاليات التي تتفق في جوهرها مع المجالات التي حددها الاعلان العالمي لحقوق الطفل وخطة العمل العربية وذلك على المحاور الثلاثة التالية: - محور الرعاية: ويتمثل في مجموعة مشروعات وأنشطة ذات علاقة برعاية الطفل العربي، كالبرنامج المنزلي للتدخل المبكر لتدريب أمهات الأطفال المعاقين، والمركز التدريبي لمكافحة أمراض الجهاز التنفسي. محور الحماية: وهي مشروعات لحماية الأطفال في الظروف الصعبة كالتصدي لظاهرة أطفال الشوارع وعمل الأطفال، والاستجابة لأوضاع الأطفال في الظروف الصعبة. محور النماء ويهدف لتنمية الطفل العربي من خلال مشروعات منها: المشروع العربي لتنمية ثقافة الطفل، واكتشاف وتكريم الأطفال المبدعين في الوطن العربي، ومشروع الكوادر التعليمية، والتربية الأسرية، وتحليل أوضاع مشروع تحليل أوضاع الأطفال والشباب، ومشروع الطفلة العربية.هناك أنشطة متنوعة ومشاريع لجهات أخرى معنية نساهم معهم كالمشاركة في مهرجان القاهرة الدولي لسينما الطفل، والدعوة لابتكار الشخصية الكرتونية العربية، واصدار عدد من المطبوعات مثل الكتب والأبحاث والدراسات والمجلات «مجلة الطفولة والتنمية» و «مجلة خطوة». منظمات أخرى * ما هي الجهات الدولية والعربية التي تتعاونون وتنسقون معها لخدمة الطفل العربي؟ - نتعاون مع جهات معنية كثيرة ولكن من أبرزها جامعة الدول العربية، برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الانمائية، والشبكة العربية للمنظمات الأهلية، مركز المرأة العربية، المعهد العربي لحقوق الانسان، المكتب الاقليمي لمنظمة اليونسيف، المكتب الاقليمي لمنظمة اليونسكو، برنامج الأممالمتحدة للأغذية، المجلس الدولي لبحوث الادمان، مؤسسة منقور الدولية، منظمة الصحة العالمية، المركز الاقليمي للأمن الانساني، المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، البنك الدولي، منظمة العمل الدولية، الاتحاد الدولي للرضاعة الطبيعية، المجالس العليا واللجان الوطنية للطفولة في الوطن العربي، المنظمة الكشفية العربية، الشبكة العربية لمحو الأمية، وزارة الشؤون الاجتماعية - مصر ، وزارة الداخلية - الإدارة العامة لرعاية الأحداث - مصر، منظمة أرض البشر السويسري - مصر، المركز الاقليمي لتكنولوجيا المعلومات وهندسة البرامج «ريتسك» مصر، مركز بحوث التنمية والمستقبل - مصر، المرصد الوطني لحقوق الطفل - المغرب، جمعية المواهب والتربية الاجتماعية - لبنان، مؤسسة الحريري - لبنان، مؤسسة رشد كرامي - لبنان، جمعية كشافة الرسالة الإسلامية - السودان، أكاديمية المليك للتدريب - السودان، وزارة الدولة المكلفة برعاية الطفل والأسرة - المغرب، المؤسسات الإعلامية العربية، إلى جانب عدد كبير من الخبراء والمتخصصين في شتى مجالات الطفولة. ظاهرة أطفال الشوارع * قام المجلس العربي للطفولة والتنمية بجهود واسعة من خلال مشروع التصدي لظاهرة أطفال الشوارع - هل لك أن تعطينا فكرة عن هذا المشروع وحجم الظاهرة؟ - أطفال الشوارع هم الذين يتخذون من الشارع اقامة لهم دون حماية أو رعاية وهم بذلك أحد صور الضياع والانحراف سواء كانوا ذكوراً أو اناثاً.. وهم بشكل عام يعانون من ضعف في العلاقات الأسرية لأسباب اجتماعية أو اقتصادية وهناك آخرون بسبب الفقر العام أو الكوارث أو الظروف السياسية.وتشير آخر الاحصائيات أن أطفال الشوارع في العالم المجموع حوالي «100» مليون طفل وفي العالم العربي المجموعة يتراوح ما بين «7» إلى «10» ملايين طفل.. والغريب في الأمر أن الظاهرة تزداد حتى في الدول الغنية وليست الفقيرة فقط بسبب مشكلات مختلفة سياسية واقتصادية وأسرية وبيئية. وأعد المجلس مشروعاً يحمل اسم التصدي لظاهرة أطفال الشوارع وبشعار «معاً حتى لا ينام طفل عربي في الشارع».. وتتركز فكرة المشروع في إعداد وتطوير مشروع عربي متكامل يتضمن البدائل وأساليب التدخل للتعامل مع الظاهرة على مستوى البلدان العربية التي تعاني منها وقد اخترنا كمرحلة أولى خمس دول عربية هي: «السودان، مصر، لبنان، المغرب، واليمن» ويعتمد المشروع على جانبين الأول وقائي ويعمل على تحسين تنمية الطفل من خلال أسرته وحيه.. وجانب رعائي مثل اقامة مراكز محو أمية وتدريب واقامة ليلية ويتطلب تنفيذ المشروع في مرحلته الأولى مبلغ مليون دولار أمريكي خلال السنوات الخمس القادمة، كما تم تقديم الدعم الفني والمادي لجمعية قرية الأمل لأطفال الشوارع بالقاهرة. كما أجرى المجلس دراسة استطلاعية حول الظاهرة.. وقام بالتعرف على الظاهرة عالمياً بزيارة عدد من البلدان التي تنتشر فيها للاستفادة من خبراتها مثل الهند والفلبين والبرازيل وهندوراس. وعقد المجلس ورشة عمل اقليمية للتصدي للظاهرة عام 1999م شارك فيها 17 دولة عربية و6 جمعيات أهلية و4 أنظمة اقليمية ودولية بجانب عدد من الخبراء والمهتمين، وقدمت أعمالا إعلامية وملصقات ولقاءات صحفية للرئيس وانتاج فيلم عن أطفال الشوارع، قام المجلس بإعداد دراسة تعريفية وأصدر كتاباً عن أطفال الشوارع.وأرسل المجلس فريق خبراء إلى ثلاث دول عربية هي السودان والمغرب واليمن لبحث الظاهرة ومساعدة تلك الدول في التصدي للظاهرة.وبدأ المجلس في القيام بحملة تبرعات لصالح قضية أطفال الشوارع على المستوى العربي من خلال تنفيذ خطة إعلامية لاثارة الوعي بأهمية الظاهرة وتوج ذلك باقامة حفل فني خيري لصالح أطفال الشوارع على الفضائية المصرية و ART وثلاث قنوات أخرى حضره نخبة كبيرة وتم جمع حوالي ثلاثة ملايين جنيه مصري وقدمت فيه أغنية عن أطفال الشوارع. الرؤية المستقبلية * ما هي الرؤية المستقبلية لمواجهة ظاهرة أطفال الشوارع من خلال جهودكم في المجلس؟ - رغم أن مواجهة ظاهرة أطفال الشوارع تتطلب توفير الامكانات المادية والبشرية والفنية وتوازيها حركة مجتمعية قوية من أجل تحقيق الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي إلا أن المجلس يؤكد عزمه على مواصلة دوره في التصدي لتلك الظاهرة وفق رؤية استراتيجية مبنية على تنفيذ المشروعات القطرية في الدول الخمس التي يشملها المشروع في مرحلته الأولى، واقامة مركز عربي للتدريب في مجال أطفال الشوارع، واجراء البحوث والدراسات لتحديد حجم الظاهرة، وتبني فعاليات من شأنها تنمية الموارد لتوفير امكانية التوسع في المشروع العربي.. والاستمرار في مواصلة الجهد الإعلامي العربي لتوعية الرأي العام بهذه الظاهرة..