قدر لي أن أكون وزميلي الفنان التشكيلي محمد العمير مرافقين لمعرض الفن التشكيلي والخط العربي السعودي الذي شاركت به المملكة ممثلة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب في فعاليات المهرجان الثقافي العربي الذي أقيم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الشهر الماضي والذي قدم للشعب الإثيوبي صورة مشرقة لما تعيشه بلادنا الغالية من نهضة شاملة في كافة معطيات الحياة المعاصرة.. كما قدم أيضا إطلالة جميلة للمشهد الثقافي السعودي بشكل عام والخطاب التشكيلي السعودي المعاصر بشكل خاص.. لقد تفاعل المتلقي هناك مع الأعمال التشكيلية السعودية التي أبدعتها أنامل نخبة من فنانينا وفناناتنا التشكيليين والتي تطرقت في مضامينها إلى مشاعر الحج والتوسعة الضخمة للحرمين الشريفين إضافة إلى التطور الهائل لبلادنا الغالية في كافة المجالات التنموية ومشاهد من الموروث الشعبي السعودي الأصيل ولقد وجدنا أن الغالبية هناك ليس لديها أي خلفية عن الفن التشكيلي السعودي بشكل عام بل ان أحد الفنانين التشكيليين الإثيوبيين قال لي إنه مندهش لوجود لوحات تشكيلية لفنانات تشكيليات سعوديات كنت أعتقد والكلام للفنان الإثيوبي أن المرأة في السعودية لا ترسم أو أنه بصحيح العبارة ممنوعة أن ترسم وقد صححت له هذه المعلومة.. وأوضحت له ومن خلال أعمال الفنانات المشاركات في المعرض أن الفن التشكيلي النسائي السعودي يسير جنباً إلى جنب مع الرجل من حيث المستوى والحضور المحلي والدولي وان الدولة أعزها الله منحت المرأة السعودية حرية التعبير والمشاركة بما تسمح به تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وتقاليدنا وعاداتنا العربية الأصيلة. ومن هنا فإن الفن التشكيلي يمنح المتلقي أو المشاهد أياً كان وفي أي زمان ومكان الفرصة للاطلاع واكتساب المعلومات والخبرات الثقافية والتنموية والتي قد يجهلها عن بلد ما. فهو ومن خلال قراءة الأعمال الفنية والتفاعل معها يكون قد خرج بحصيلة ثقافية عن بلاد هذه الأعمال، إضافة إلى إدراكه للمستوى الثقافي والفكري لأبناء الوطن الذي تنتمي له هذه الشريحة من الفنانين التشكيليين. واللوحة الفنية بما تحتويه من أفكار ومضامين ومعطيات شكلية وإبداعية وتقنية تساهم بالتعريف بالوطن الأم وهي بذلك تقدم الصور الحية للوضع الفكري والثقافي والفني والتقني والتنموي والحضاري بشكل عام وعليه فإن من واجب الجهات المسؤولة عن إقامة وتنفيذ المعارض الفنية التشكيلية الدولية سواء كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون أو خلافهما ملاحظة أهمية أن تكون الأعمال أو اللوحات المختارة للمشاركات الدولية باسم الوطن ذات أفكار ومضامين ودلالات قوية وأن تكون هذه الأعمال ذات مستوى تقني وفني وتكنيكي قوي لأنها سوف تكون سفيراً للوطن وبطاقة تعريف للمستوى الحضاري والثقافي بكافة قنواته. وبالتالي فإن هذه اللوحة التي تعرض هنا وهناك سوف تكون خير سفير يمثل الوطن في كافة المنتديات والفعاليات الدولية المختلفة. أملي أن تؤخذ هذه الملاحظة بعين الاعتبار وأن نحرص جميعاً على أن تكون الأعمال الفنية التي تمثلنا خارجياً منتقاة بعناية فائقة جداً بعيداً عن المجاملة والأسماء الرنانة لأننا جميعاً حريصون على أن نقدم للآخرين صورة مشرفة لواقعنا الحضاري والثقافي والفكري الذي تعيشه بلادنا بفضل الله من خلال هذه الأعمال الفنية التي هي في الواقع سفيرنا المتجول.