ترغب واشنطن في نجاح الفريق الافغاني الموالي لها، والواقع أن الكثير من أمراء الحرب الذين هم طوع بنانها من البشتون والطاجيك الذين دفع لهم الأمريكان آلاف الدولارات من أجل ضمان الولاء لهم ضد أسامة بن لادن يحاولون رشوة وخداع مرشحيهم.ولكن وجود حكومة مؤقتة ناجحة مهما كانت فرصتها في إقامة انتخابات برلمانية نزيهة هو أمر حيوي بالنسبة للولايات المتحدة، أولا سوف يمكن ذلك بوش على الرغم من فشله في القبض على بن لادن أو من كان يأويه مثل الملا عمر، من الادعاء بأن أمريكا قد وفت بوعدها في جلب «الديموقراطية» إلى أفغانستان. الأمر الثاني والأكثر أهمية هو أن ذلك يعتبر تصريحا بخروج أمريكا من البلد، وكما يقول أحد المقالات في وول ستريت جورنال، على لسان أفضل أصدقاء بوش في «الحرب على الإرهاب»: إن بناء الأمة يتطلب بقاء قوات أمريكية على الحدود الأفغانية الباكستانية لمدة تتراوح بين 10 و15سنة». ولكن حتى لو قام الديموقراطيون والقتلة والسفاحون في أفغانستان ناهيك عن وساوسنا بشأن بعض «النواب» بتنحية عادتهم القبلية جانبا، ليس من المؤكد أن تستطيع أي سلطة مركزية لأفغانستان أن تفعل أكثر مما هو حادث بالفعل: أي حكم شوارع كابول بينما أمراء الحرب بما فيهم أحد نواب الوزراء يتقاتلون مع المافيا المناوئة في باقي البلاد. وحامد كرزاى، رئيس الحكومة المؤقتة الحالية، لديه مورد واحد فقط للشعبية، وهو لا يأتي من سفاحي التحالف الشمالي الذين «حرروا» كابول من طالبان في نوفمبر الماضي. كما أنه لا يأتي من شعب البشتون، حيث تعتمد منزلته فقط على الولاء الشخصي، ولكنه يأتي من أصدقائه في الغرب، الذين نصحوه أن يرتدي العباءة الخضراء ودفعوه للأمام، ويأتي من الدول الغربية التي وعدت بأن تقوم من خلاله بتمويل إعادة بناء أفغانستان. وقد وافق زعماء العصابات في أفغانستان على أن يتركوا كارزاي على رأس الحكومة المؤقتة التالية، ولكن في الوقت الحالي، يقوم نفس زعماء المافيا بإدارة العديد من المدن الكبرى في أفغانستان، ولا تزال المؤسسات الإنسانية والخيرية، في كثير من الحالات، تجبر على تقديم مساعداتها عبر أولئك الرجال المتحجري القلوب، في مزار الشريف وإقليم نانجهار وفي خوست، والناجحون في الانتخابات يعلمون أن مساعداتهم الإنسانية تأتي عبر أمراء الحرب. يحاول كارزاي تكوين أول جماعة سياسية غير طائفية يزعمون أنها مع شقيق أحمد شاه مسعود، زعيم الطاجيك الذي قتل قبل يومين من أحداث 11 سبتمبر المروعة التي جرت في الولاياتالمتحدة، وزعماء القبائل لهم استخداماتهم. فقد قام البريطانيون من قبل باستخدامهم في السيطرة على أفغانستان في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كما قام الرئيس البائس نجيب الله الذي أطاحت به جماعة طالبان عام 1996 بإقناع اثنين منهم بإبقائه في الحكم. وعلى ذلك مع وقوف المال الأمريكي إلى ورائه، يمكن أن تكون لدى كارزاي فرصة طيبة لقيادة أفغانستان، على الأقل في الوقت الحالي.