تفاوت مستوى ممثلي الكرة الاسيوية في مونديال 2002 الذي يقام للمرة الاولى في اسيا، وكانوا تحت المجهر لانهم يريدون مقعدا اضافيا ثابتا لقارتهم في النهائيات، ففاق منتخبا الدولتين المنظمتين كوريا الجنوبية واليابان التوقعات، وخيبها السعودي والصيني، فبات المقعد الخامس بين مد وجزر. وما قدمه منتخبا كوريا الجنوبية واليابان يؤكد علو كعب الكرة الاسيوية وتقارب مستواها من الكرة الافريقية والاوروبية والاميركية الجنوبية، وان افضلية الارض والجمهور لم تكن وحدها العامل المساعد لهما على لفت الانظار بهذا الشكل، بل الجهوزية الفنية والبدنية للاعبيهما والخطط التكتيكية التي يعتمدون عليها والروح القتالية التي يلعبون هي المقياس الحقيقي لهما. ويمثل اسيا في المونديال الحالي المنتخبات الاربعة المذكورة، لأن ايران خسرت امام جمهورية ايرلندا في الملحق الاسيوي الاوروبي فذهبت نصف البطاقة الاخيرة الى القارة الاوروبية. وطالبت القارة الاسيوية الفيفا بخمسة مقاعد في المونديال الحالي لكن الاتحاد الدولي رفض ذلك، ما ادى الى انسحاب الوفود الاسيوية من مؤتمر الفيفا في لوس انجليس عام 1999. فالمنتخب الكوري الجنوبي حقق انجازا تاريخيا ودخل نادي العظماء في اللعبة عندما ازاح عقبة يصعب تخطيها بفوزه على نظيره الايطالي بطل العالم ثلاث مرات2/1 بالهدف الذهبي في طريقه الى ربع النهائي ضاربا موعدا للارمادا الاسبانية. وليس هذا فقط، بل ان الكوريين تفوقوا في كل شيء على ارض الملعب على رجال المدرب الايطالي جوفاني تراباتوني الذي لن ينفعه الندم والكيل لحكم المباراة. وقبل ذلك، كان الكوريون على قدر المسؤولية ووفوا بالوعد الذي قطعوه لجمهورهم بالتأهل الى الدور الثاني، ففازوا على بولندا 2/صفر، وتعادلوا مع الولاياتالمتحدة 1/1، وابهروا مواهب البرتغال وتغلبوا عليها 1-صفر في منافسات الدورالاول، وقدموا في مبارياتهم الثلاث مستوى ثابتا وتسلحوا بروح قتالية ودعم جماهيري جارف. والمنتخب الياباني، الذي حقق مشوارا ناجحا ايضا رغم خروجه من الدور الثاني بخسارته امام تركيا صفر/1، لانه قدم اداء راقيا جدا بقيادة المدرب الفرنسي فيليب تروسييه الذي عرف كيف يوظف قدرات لاعبيه. وبلوغ الدور الثاني انجاز ياباني ايضا لانه يتحقق للمرة الاولى في المشاركة الثانية في النهائيات، وتحقق عن جدارة لانهم اكدوا منذ البداية جهوزيتهم للمنافسة، فتعادلوا مع بلجيكا 2/2 وفازوا على روسيا 2/صفر وعلى تونس 2/صفر في الدور الاول.وعززت نتائج كوريا الجنوبية واليابان المطالب الاسيوية بالحصول على خمسة مقاعد ثابتة في نهائيات كأس العالم بعد ان كادت الامال تذهب ادراج الرياح اثر هزائم السعودية والصين لان البعض اعتبر ان الكرة الاسيوية ما تزال بحاجة الى المزيد من التطور لتنال بطاقتها الخامسة. ولم تشجع العروض السعودية والصينية كثيرا على انتزاع هذا المقعد، فالمنتخب السعودي لقي ثلاث هزائم في المجموعة الخامسة امام المانيا صفر/8 وهي الاعلى حتى الان في هذا المونديال، وامام الكاميرون صفر/1، وامام جمهورية ايرلندا صفر/3. بينما لم يكن نصيب المنتخب الصيني افضل ضمن المجموعة الثالثة، فلقي خسارة اولى امام كوستاريكا صفر/2، ثم امام البرازيل صفر/4، وامام تركيا صفر/3. واذا كان عزاء الصينيين ان الانجاز تحقق بالتأهل الى النهائيات للمرة الاولى في تاريخهم، فان الامر لا ينطبق على السعودية التي كانت تشارك للمرةالثالثة على التوالي بعد 1994 و1998. مطلب مُلِّح واعتبر امين عام الاتحاد الاسيوي الماليزي بيتر فيلا بان الخسارة السعودية الاولى امام المانيا «نكسة كبيرة للكرة الاسيوية»، لكنه اشار الى انها لن تؤثر على حصول اسيا على خمسة مقاعد في المونديال المقرر في المانيا عام 2006. وقال فيلابان في هذا الصدد «انها مباراة واحدة ولا اعتقد انها ستضر بمطالب اسيا للحصول على خمسة مقاعد في المونديال المقبل». واذا كان الاتحاد الاسيوي شعر باحراج من النتائج السعودية والصينية في المونديال الحالي، رغم ان احدا لم يشك بقدرات اللاعبين السعوديين والصينيين وفنياتهم العالية، فان التغاضي عن المطالبة بالمقعد الخامس «نظرا لفارق المستوى بين الكرة الاسيوية وباقي القارات»، لم يطرح. بل ان اداء كوريا واليابان سيدعم ذلك اكثر. وكانت المقاعد الاسيوية في صلب معركة انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي(فيفا) التي فاز بها السويسري جوزيف بلاتر على منافسه الكاميروي عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي عشية انطلاق المونديال. ووعد بلاتر وحياتو معا القارة الاسيوية في حملتيهما الانتخابية بخمسة مقاعد في نهائيات كأس العالم في المستقبل، وكان حياتو اكثر اندفاعا بقوله «سأنتزع (في حال فوزه) هذا المقعد من حصة منطقة اميركا الجنوبية». وحتى ان الرئيس الجديد للاتحاد الاسيوي القطري محمد بن همام اكد على هامش المونديال الحالي «سأحول بذل قصارى جهدي لكي احصل على خمسة مقاعد ثابتة لآسيا في مونديال 2006 في المانيا، معتبرا ذلك «التحدي الاساسي امامي بصفتي عضوا في اللجنة التنفيذية للفيفا وأنا واثق من اننا سننجح».