كان من البديهي اعتبار كوريا الجنوبية مرشحة اولى لاحراز كأس اسيا لكرة القدم في نسختها الثالثة عشرة في الصين من 17 الحالي حتى 7 اغسطس المقبل بعد انجازها التاريخي بوصولها الى نصف نهائي مونديال 2002، لكن ما سجلته من نتائج بعد ذلك لم يكن مشجعا على الاطلاق وقلل كثيرا من فرصها في احراز لقبها الاسيوي الثالث. وحققت كوريا الجنوبية افضل انجاز حتى الان في نهائيات كأس العالم عندما بلغت نصف النهائي في النسخة الاخيرة التي استضافتها على ارضها مع اليابان قبل ان تخسر في مباراة تحديد المركز الثالث امام تركيا لتحل رابعة. وكان قائد السفينة الكورية في المونديال المدرب الهولندي غوس هيدينك الذي نجح تماما في نقل اسلوب الكرة الهولندية الى المنتخب الكوري في توظيف قدرات لاعبيه فحقق نتائج باهرة على حساب منتخبات عريقة رغم الشك الذي لف بعض القرارات التحكيمية خصوصا امام ايطاليا واسبانيا. واختلفت صورة المنتخب الكوري الجنوبي تماما بعد المونديال، فغادر هيدينك تاركا وراءه ارثا ثقيلا لخلفه البرتغالي هومبرتو كويليو الذي تولى المهمة في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى مونديال 2006 في المانيا والتي شكلت الاعداد الرئيسي لنهائيات الصين ايضا. وفشل كويليو مع المنتخب الكوري فشلا ذريعا لان اداءه تراجع بشكل ملحوظ فتردت النتائج امام منتخبات دونه مستوى وخسر امام فيتنام ثم تعادل مع سلطنة عمان وجزر المالديف في التصفيات الاسيوية وتصفيات كأس العالم، وكان من الطبيعي ان يتعرض كويليو لضغوط كبيرة لم يتمكن من تحملها فقدم استقالته من منصبه. وبقي الاتحاد الكوري حائرا نحو شهرين لانه طرح اسماء عدة لتولي المهمة، وبعد فشل مفاوضاته مع الفرنسي برونو ميتسو (مدرب العين الاماراتي) اعلن تعاقده مع الهولندي الاخر جو بونفرير الذي بدأ العمل مع المنتخب في 23 من الشهر الماضي، اي قبل نحو ثلاثة اسابيع من انطلاق البطولة الاسيوية. وكان بونفرير (58 عاما) اشرف على منتخب نيجيريا وقاده الى احراز ذهبية اولمبياد اتلانتا 1996، وهو يعرف تماما الكرة الاسيوية لانه عمل في المنطقة الخليجية فترة وتولى تدريب منتخبي قطر والامارات وبعض الاندية ايضا. ورغم قصر الفترة التي اشرف فيها بونفرير على المنتخب الكوري، فان المدرسة الهولندية قد تعود بالفائدة على مشاركته في النهائيات الاسيوية كما حصل مع هيدينك في كأس العالم. وتبحث كوريا الجنوبية عن لقب اسيوي عز عليها 44 عاما، وستكون نهائيات الدورة الثالثة عشرة في الصين الميدان المناسب لتحقيق ذلك، فرغم نجاحها في خوض نهائيات كأس العالم ست مرات حتى الان، فشلت في تعزيز رصيدها قاريا واكتفت بلقبي النسختين الاوليين عامي 1956 و1960 على حساب اسرائيل قبل ان تطرد الاخيرة من الاتحاد الاسيوي، واوقعتها القرعة في المجموعة الثانية الى جانب الاردنوالكويت والامارات، والتقت مع الاخيرتين اكثر من مرة في البطولة نفسها. وتملك كوريا الجنوبية تاريخا كرويا يتحدث عن نفسه لم يستطع اي منتخب اسيوي ان يحققه حتى الان لانها الاكثر ظهورا في نهائيات كأس العالم من القارة الاكبر مساحة والاكثر ازدحاما بالسكان. ويكفي كوريا الجنوبية فخرا انها شاركت في كأس العالم ست مرات حتى الان، منها خمس مرات متتالية من 1986 حتى 2002، فيما كانت المرة الاولى عام 1954. ولم ينعكس سجل كوريا الجنوبية الناصع على الساحة العالمية على نتائجها في كأس الامم الاسيوية، لانها خلافا للتوقعات كانت غير قادرة على فرض سيطرتها على المنتخبات الاخرى وسحب بعضها البساط من تحتها وحرمها السيادة المطلقة ولقب "زعيمة اسيا. كوريا والمونديال تعود حكاية كوريا الجنوبية وكأس العالم الى عام 1954 في سويسرا، لكنها كانت فريسة سهلة في ظهورها الاول على الساحة العالمية، فلقيت خسارتين كبيرتين، الاولى امام المجر بقيادة عملاقها فيرينك بوشكاش صفر-9، والثانية امام تركيا صفر-7. وانتظرت كوريا 32 عاما قبل ان تشارك في المونديال للمرة الثانية وتحديدا عام 1990 في ايطاليا، وحلت اخيرة في مجموعتها لكن نتائجها كانت افضل من المرة الاولى اذ تعادلت مع بلغاريا 1-1، وخسرت امام ايطاليا 2-3، والارجنتين 1-3. وكانت العروض الاكثر متعة لكوريا في مونديال الولاياتالمتحدة عام 1994، وهي وان خرجت من الدور الاول الا انها اظهرت تطورا كبيرا في مستواها وقدرة قتالية ميزتها وما تزال سمتها حتى الان. ففي المباراة الاولى، حولت كوريا تخلفها امام اسبانيا صفر-2 الى تعادل 2-2، ثم تعادلت مع بوليفيا صفر-صفر قبل ان تخسر امام المانيا 2-3، علما بانها لعبت بعشرة افراد بعد طرد هونغ ميونغ بو وكانت متخلفة صفر-3 في نصف الساعة الاول. وفي مونديال فرنسا 1998، كان الحلم يراود الكوريين بامكان تخطي الدور الاول. البداية كانت جيدة في المباراة الاولى مع المكسيك حيث وجد الكوريون انفسهم متقدمين في الدقيقة 28 اثر ركلة حرة نفذها ها سوك جو، لكن الفرحة لم تدم اكثر من 80 ثانية لان الحارس جوي طرد لمخاشنته المكسيكي راميريز فاصبح الوضع محرجا لهم خصوصا في الشوط الثاني التي تلقت فيه شباكها ثلاثة اهداف فخسرت 1-3. واثرت النتيجة كثيرا على معنويات الكوريين وكانت الخسارة قاسية في مباراتهم الثانية امام هولندا صفر-5 فطار رأس مدربهم تشا بوم كون على الفور واسندت المهمة الى مواطنه كيم بيونغ سوك الذي قاد المباراة الثالثة مع بلجيكا وانتهت بالتعادل 1-1. وجاء الانجاز عام 2002 حين تعملق المنتخب الكوري وبلغ نصف النهائي للمرة الاولى في تاريخه، اولا وقع في الدور الاول في المجموعة الرابعة الى جانب الولاياتالمتحدة والبرتغال وبولندا لكنه نجح في التأهل الى دور ال 16 لمواجهة نظيره الايطالي حيث تغلب عليه 2-1، ثم واجه اسبانيا في ربع النهائي وفاز عليها بركلات الترجيح 5-3 بعد تعادلهما صفر-صفر في الوقتين الاصلي والاضافي، واوقفت المانيا مشواره في نصف النهائي بفوزها عليه 1-صفر، ثم حل رابعا بخسارته ايضا امام تركيا 2-3. البداية المثالية اسيويا كانت كوريا الجنوبية القوة العظمى على الساحة الكروية الاسيوية عند انطلاق مسابقة كأس الامم الاسيوية التي اقيمت نسختها الاولى في هونغ كونغ عام 1956، وشاركت فيها منتشية من مشاركتها في نهائيات مونديال 1954، وكانت اول من يحرز اللقب ويدون اسمه في السجلات الاسيوية. وفي الدور الاول، فازت على الفيليبين 2-صفر و3-صفر، وعلى تايوان 2-صفر و2-1، وفي الدور النهائي الذي اقيم بطريقة الدوري من مرحلة واحدة تغلبت على فيتنام 5-3، وتعادلت مع هونغ كونغ 2-2، ثم هزمت اسرائيل 2-1 في المباراة الحاسمة. واحتفظت كوريا باللقب للمرة الثانية على التوالي عندما استضافت في سيول نهائيات الدورة التالية عام 1960 بمشاركة اربعة منتخبات حيث فازت على فيتنام 5-1، واسرائيل 3-صفر، ثم على الصين 1-صفر. وبدأت مرحلة الهبوط بالنسبة الى هذا العملاق الاسيوي منذ الدورة الثالثة التي استضافتها اسرائيل عام 1964 بمشاركة اربعة منتخبات، فخسرت فيها كوريا امام الهند صفر-2 ثم فازت على هونغ كونغ 1-صفر قبل ان تخسر في المباراة الحاسمة امام اسرائيل 1-2 لتحل ثالثة. وبلغت كوريا قمة الفشل في تصفيات الدورة الرابعة التي استضافتها ايران عام 1968، ولم تتمكن من تجاوز التصفيات فحلت ثالثة في المجموعة الثالثة خلف تايوانواليابان، حيث تعادلت فيها مع اندونيسيا 1-1، وخسرت امام اليابان 1-2، وحققت فوزا كبيرا على الفيليبين 7-صفر، قبل ان تخسر في المباراة الاخيرة امام تايوان صفر-1. وفي الدورة الخامسة التي استضافتها تايلاند عام 1972، عادت الروح الى الكوريين وتصدروا ترتيب المجموعة الثانية بعد فوزهم على كمبوديا الوافدة الجديدة 4-1، وخسارتهم امام الكويت 1-2 لكنهم بلغوا نصف النهائي حيث احتاجوا الى ركلات الترجيح لتخطي عقبة تايلاند 2-1 بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل 1-1. ولم توفق كوريا في احراز لقبها الثالث بسقوطها امام ايران 1-2 لتكتفي بالمركز الثاني. وفشلت كوريا في الوصول الى نهائيات الدورة السادسة في ايران عام 1976، ثم عادت قوية في الدورة التالية عام 1980 في الكويت وبلغت المباراة النهائية قبل ان تخسر امام اصحاب الارض صفر-1 في النهائي. كوريا الجنوبية في سطور المساحة: 99237 كلم مربع عدد السكان: 45793000 مليون نسمة العاصمة: سيول الاتحاد: تأسس عام 1928 انضم الى الاتحاد الدولي (فيفا) عام 1948 انضم الى الاتحاد الاسيوي عام 1954 عدد الاندية: نحو 90 ناديا الاستاد الوطني: الاستاد الاولمبي في سيول (100 الف متفرج) الالوان: فانيلة حمراء وسروال احمر وجوارب حمراء تشارك في النهائيات للمرة الحادية عشرة بعد اعوام 56 و60 و64 و72 و80 و84 و88 و92 و96 و2000، وافضل نتائجها احراز اللقب عامي 1956 و1960 فيما حلت وصيفة اعوام 72 و80 و1988. شاركت في نهائيات كأس العالم 6 مرات اعوام 54 و86 و90 و94 و98 و2002 وبلغت نصف النهائي في المرة الاخيرة.