اطلقت اسرائيل حملة عسكرية جديدة اعادت من خلالها احتلال كل من مدينة جنين ومدينة قلقيلية في الضفة الغربية وفتشت المنازل في المدينتين كما اقتحمت مدينة نابلس. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون انه عازم على احتلال اراض في الضفة وذلك في اعقاب العملية الاستشهادية التي حدثت يوم الثلاثاء في القدس والتي اسفرت عن مصرع 19 اسرائيليا . وتشمل الخطط الاسرائيلية الجديدة ابعاد عدد من الفلسطينيين عن الضفة وقطاع غزة. وقد أدانت السلطة الفلسطينية الاعتداءات الجديدة وبدأت حملة دولية لتنبيه العالم الى ضرورة وقف العدوان الاسرائيلي. إلى ذلك استمرت اسرائيل في بناء السور الذي يفصل الضفة الغربية . وفي اول رد فعل لها تجاه ما يجري اعربت الولاياتالمتحدةالامريكية عن قلقها من بناء هذا السور إلا انها أكدت مجددا ما تسميه حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها. وأمس شن الفلسطينيون اول هجوم لهم ضد السور الجديد. أول هجوم ضد السور وقد اعلنت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان فلسطينيين قاموا ولأول مرة صباح أمس الأربعاء بتفجير قنبلة واطلاق النارعلى عناصر الشرطة الاسرائيلية الذين يوفرون الحماية لأعمال بناء الجدار الامني بين اسرائيل والضفة الغربية. وقالت الاذاعة ان مجموعة فلسطينية فجرت قنبلة لدى مرور دورية من حرس الحدود مكلفة بحماية العمال الذين يقومون ببناء الجدار الأمني في قطاع قرية كفر سالم العربية داخل فلسطين 48. واضافت ان تبادلا غزيرا لاطلاق النار جرى من دون وقوع خسائر في الجانب الاسرائيلي. وذكرت الاذاعة ان الجيش الاسرائيلي بدأ حملة ملاحقة في الضفة الغربية باتجاه مدينة جنين القريبة بحثا عن منفذي الهجوم فيما توقفت اعمال البناء بشكل مؤقت. وكانت اعمال البناء في هذا الجدار الذي تصل مرحلته الأولى الى 110 كيلومترات.بدأت رسميا الاحد الماضي لمنع تسلل مهاجمين الى داخل اسرائيل. وسيمتد الجدار عند انتهاء العمل فيه مسافة 350 كيلومترا بين اسرائيل والضفة الغربية على طول الخط الاخضر. احتلال جنين وقد نفذت القوات الاسرائيلية عمليات بحث في منازل في جنين التي احتلتها وقلقيلية صباح امس فيما قامت عشرات الدبابات وحاملات الجند المدرعة بإغلاق الشوارع في المدينتين الواقعتين شمال الضفة الغربية. بعد يوم من التفجير الاستشهادي الذي استهدف حافلة في القدس وأوقع 19 قتيلا. إلا أن الجيش الاسرائيلي انسحب من نابلس الواقعة جنوب جنين منتصف صباح امس «الاربعاء» وأعاد انتشاره في بعض الاحياء على أطراف المدينة. وذكرت التقارير أنه تم اعتقال 15 فلسطينيا على الاقل في أنحاء الضفة الغربية. وتأتي العمليات الاسرائيلية بعد اجتماع للوزراء الاسرائيليين ناقشوا فيه الرد على التفجير الذي أدى إلى مقتل 19 إسرائيليا وجرح 50 آخرين. وقرر الاجتماع أن إسرائيل سترد على مثل تلك العمليات من الآن فصاعدا باحتلال أراض تابعة للسلطة الفلسطينية والبقاء فيها حتى تتوقف تلك العمليات. وقال شهود عيان إن نحو 50 دبابة ومدرعة إسرائيلية. تدعمها المروحيات العسكرية وطائرات الاف-16. دخلت جنين قبل منتصف ليلة الثلاثاء/الاربعاء. وتمركزت في مواقع في العديد من مفترقات الطرق الرئيسية وفرضت حظرا للتجوال. ثم دخلت قوات إضافية نابلس ليلة الثلاثاء/الاربعاء وقلقيلية في ساعة مبكرة صباح امس.. وأورد شهود عيان وقوع تبادل قصير للنيران في جنين وقلقيلية حيث أبدى مسلحون فلسطينيون بعض المقاومة حينما اقتحم الجيش الاسرائيلي المدينتين. وفي نابلس حاول الجنود الاسرائيليون اعتقال تيسير خالد وهو عضو بارز في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. غير أن خالد لم يكن في منزله لحظة وصول الاسرائيليين. وغادر الجنود منزله بعد احتجاز زوجته وأطفاله لوقت قصير. وفي جنين تمركزت القوات الاسرائيلية في مبنى يطل على مخيم اللاجئين المجاور. وأجبرت كافة سكان المبنى على التجمع في شقة واحدة. وقامت القوات بتفتيش المنازل في مدينة جنين وفي المخيم المجاور لها. يذكر أن جنين شهدت أعنف معارك خلال الحملة التي شنتها القوات الاسرائيلية أواخر آذار (مارس) الماضي في أعقاب موجة من التفجيرات الانتحارية في المدن الاسرائيلية. ومنذ إنهاء إسرائيل هجومها في أوائل أيار (مايو) الماضي. تقوم القوات الاسرائيلية بعمليات توغل يومية في مناطق تابعة للسلطة الفلسطينية بهدف القبض على ناشطين. إصابة ثمانية فلسطينيين وافادت مصادر طبية وامنية فلسطينية امس من جانب آخر ان ثمانية فلسطينيين اصيبوا ليل الاربعاء الثلاثاء بشظايا قذيفة دبابة اسرائيلية جنوب مدينة غزة. وقال مصدر طبي لوكالة فرانس برس ان «ثمانية مواطنين من سكان مدينة الزهراءالاسكانية جنوبغزة اصيبوا الليلة قبل الماضية بشظايا قذيفة اطلقتها قوات الاحتلال من دبابة في محيط مستعمرة نتساريم جنوبغزة». واشار المصدر الى ان «الجرحى الثمانية وبينهم فتاة في السادسة عشرة اصيبت في عينها. وجميعهم مدنيون. نقلوا الى مستشفى شهداء الاقصى في دير البلح للعلاج وحالتهم بين طفيفة ومتوسطة». وقال مصدر أمني لفرانس برس ان «قوات الاحتلال فتحت الليلة قبل الماضية وفجر امس نيران رشاشاتها الثقيلة واطلقت عدة قذائف مدفعية في اتجاه منازل المواطنين في مدينة الزهراء مما الحق بعض الاضرار اضافة الى الجرحى». خطة شارون التدميرية هذا وقد حذرت القيادة الفلسطينية امس من ان احتلال وتوغل الجيش الاسرائيلي في عدد من المدن والمناطق في الضفةالغربية هو جزء من «خطة شارون التدميرية» للشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية ومحاولة لتقويض الجهود الدولية لاعادة عملية السلام. وقال ناطق رسمي باسم القيادة الفلسطينية في بيان ان «هذا التصعيد العسكري لقوات الاحتلال الاسرائيلي والمبرمج والمعد سلفا لشن هذه الحرب التدميريةعلى الشعب الفلسطيني ومؤسساته الرسمية وبناها التحتية ما هي إلا محاولات لاجهاض هذا التحرك الدولي الذي يهدف الى اعادة مسار السلام ووقف هذه الجرائم التي ترتكب يوميا ضد شعبنا الفلسطيني». وهدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في بيان صدر عن مكتبه امس بان اسرائيل سترد على الهجمات الفلسطينية باعادة احتلال اراض خاضعة للسلطة الفلسطينية. ودانت القيادة بشدة «مواصلة قوات الاحتلال الاسرائيلي للتصعيد العسكري باعادة احتلال العديد من مدننا وقرانا فارضة الحصار الشامل والاغلاق على كافة المناطق الفلسطينية. وتمنع حركة المواطنين الفلسطينيين بإقامتها العديدمن الحواجز والمواقع العسكرية على مداخل جميع مدننا وقرانا ومخيماتنا». وذكرت القيادة ان «مدننا ومخيماتنا ومناطقنا تتعرض للقصف ورمايات الرشاشات بين الحين والآخر وتواصل عمليات التوغل في الاراضي الفلسطينية وتشن حملات الاعتقالات العشوائية ضد اخوتنا وابناء شعبنا خصوصا في الخليل ورام الله والبيرة وجنين وقلقيلية ورفح وخان يونس وغيرها». واكد البيان الفلسطيني «ان هذه الاعتداءات لن تثنينا عن مواصلة جهودنا الحثيثة لدفع مسيرة السلام الى الامام لانها خيارنا الاستراتيجي». واشار الى ان «عمليات التصعيد العسكري الاسرائيلي هذه تأتي في الوقت الذي تعد فيه الادارة الامريكية خطابها الرسمي حول تصورها لاتمام السلام والدولةالفلسطينية» محذرا ان «الاعتداءات اليومية للجيش الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومدنه وقراه ومخيماته ومقدساته المسيحية والاسلامية ليست الا محاولة لاجهاض اي جهد دولي». اتصالات فلسطينية عاجلة و صرح صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين امس ان السلطة الفلسطينية اجرت اتصالات عاجلة مع دول العالم خصوصا الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وطالبتهم بالتحرك الفوري لوقف «العدوان والحرب»الاسرائيلية. وقال عريقات لوكالة فرانس برس «اجرينا الليلة قبل الماضية اتصالات عاجلةمع دول العالم خصوصا الولاياتالمتحدة والمجموعة الاوروبية وطالبناهم بالتحرك الفوري والعاجل لوقف الحرب والعدوان الذي يشنه شارون ضد شعبنا وسلطته». وتابع «لقد اخبرناهم ان شارون يحاول احباط اي فرصة واي جهود دولية لإعادة عملية السلام». خطط لإبعاد فلسطينيين وقال مسؤول اسرائيلي لوكالة فرانس برس امس ان اسرائيل تبحث ابعاد مسؤولين فلسطينيين الى الخارج ردا على الهجمات لكن ذلك لا يطال الرئيس ياسر عرفات. لكن المسؤول نفسه قال ان عمليات الابعاد المحتملة التى لم يوضح كيف ستتم لن تطال الرئيس عرفات او مروان البرغوثي امين سر حركة فتح في الضفة الغربية الذي اعتقلته اسرائيل في 15 نيسان/ابريل الماضي في الضفة الغربية. واضاف ان «البرغوثي سيحاكم على جرائمه والمسألة الآن هي هل يحاكم امام محكمة مدنية او عسكرية» على حد قوله. حماس : العمليات مستمرة الى ذلك أكد الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة المقاومة الاسلامية «حماس» على استمرارالعمليات الفدائية «حتى دحر الاحتلال لان العدو الاسرائيلي استعمل كل وسائل العدوان على شعبنا». وقالت قناة الجزيرة القطرية التي أوردت النبأ ليل الثلاثاء/الاربعاء إن ياسين أدلى بهذا التصريح تعليقا على العملية الاستشهادية في القدس. وقال ياسين في تصريحه للقناة الفضائية «نؤكد حقنا .. في الاستمرار في المقاومة في الدفاع عن النفس. وهذه العمليات هي تأتي في هذا السياق لتؤكد استمرار المقاومة حتى دحر الاحتلال . قلق أمريكي تجاه الجدار الإسرائيلي ومن جانب آخراعرب مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط ويليام بيرنز امس الاول الثلاثاءعن قلق الولاياتالمتحدة من ان يؤدي الجدار الدفاعي الذي تبنيه اسرائيل الى رسم حدود من جانب واحد وان يترافق مع مصادرة اراض. لكن بيرنز اشار الى ان هذا القلق لا يشكل ادانة لسياسة اسرائيل لتوفيرما اسماه امنها حيال الهجمات الفلسطينية. وقال «ندعم ونتفهم حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها. ولكل مجتمع الحق في الدفاع عن نفسه حيال الاعمال الوحشية الارهابية كتلك التي وقعت صباح امس». على حد قوله. لكن بيرنز الذي كان يتحدث امام لجنة فرعية في مجلس النواب حذر من ان يكون هذا الجدار «محاولة لرسم حدود من جانب واحد». واعرب بيرنز ايضا عن الامل في ألا يؤدي هذا الجدار الى تأزيم الظروف الحياتية اليومية «للمدنيين الفلسطينيين الابرياء» والا يشكل عقبة في طريق استئناف الحوار السياسي.