دخل المجلس الأعلى للقبائل الأفغانية «لويا جيركا» أمس الجمعة مرحلة حاسمة بعد ان انتخب أمس الأول حامد قرضاي بأغلبية ساحقة في انتخابات الرئاسة ليتفرغ اليوم لتشكيل الحكومة التي ستحدد فرص قرضاي في الحفاظ على وحدة أفغانستان. ويشارك ممثلو 32 اقليما وأفغان يعيشون في الخارج في مناقشات ساخنة في المجلس وهو البرلمان الأفغاني التقليدي ويتركز الإهتمام على خليط الأعراق الذي سيمثل في الحكومة التي ستدير البلاد 18 شهرا وإلى حين إجراء انتخابات عامة. وحصل قرضاي في انتخابات أمس الأول التي وصفت بانها خطوة على طريق الديمقراطية على 1295 صوتا من إجمالي أعضاء المجلس الذين يزيد عددهم على 1500 في أول انتخابات رئاسية حرة في تاريخ أفغانستان. وحصلت مسعودة جلال وهي طبيبة في برنامج الغذاء العالمي على 121 صوتا في حين نال المرشح الثالث مير محمد محفوظ ندائي وهو مسؤول حكومي 89 صوتا. وقال قرضاي للمندوبين بعد الاعلان عن فوزه ان نتيجة التصويت «مدعاة لفخري» وفخر أسرته التي لها ماض قديم في الخدمة العامة. ومضى يقول «إن شاء الله سأكون في خدمة أفغانستان وفي خدمة ديني وسأعمل على تنمية بلادي». وقال هميون واصفي وهو من أسرة الملك الأفغاني السابق محمد ظاهر شاه «نجاح قرضاي سيعتمد على تشكيل حكومته». ومهمة المجلس الحالية هي تشكيل حكومة ترضي أنصار الملك الأفغاني السابق وهم من البشتون الذين يشكلون أغلبية في أفغانستان وترضي ايضا الأقلية الطاجيكية والأوزبكية القوية التي تهيمن على تحالف الشمال الذي لعب دوراً في اسقاط حكومة طالبان الأفغانية السابقة والتي شكلت ايضا عصب الحكومة المؤقتة الحالية. وتقلد قرضاي أعلى منصب في البلاد بعد ستة أشهر رأس خلالها الحكومة الأفغانية المؤقتة ليتحول من رجل أعمال مجهول إلى شخصية دولية معروفة بعباءته التقليدية بعد ان أصبح حليفاً بارزاً للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب. واستقبل فوز قرضاي بحماس كبير وأخذ عدد كبير من أعضاء لويا جيركا يكبرون ولم تظهر أي بوادر على وجود مرارة بين زعماء القبائل وقادة الميليشيات المسلحة المجتمعين في سرادق كبير مقام في قلب العاصمة كابول. وفي خطاب حماسي تعهد قرضاي بالدفاع عن أفغانستان ضد أي عدوان أجنبي وقد قوبل بتصفيق حاد من أفغان لديهم شكوك عميقة في التدخل العسكري الأجنبي تمثل في طردهم للبريطانيين في القرن التاسع عشر والسوفيت في القرن العشرين. وخلف الستار انخرط القادة السياسيون والعسكريون في مناقشة تشكيل الحكومة الجديدة وتوزيع المناصب. وتولى قرضاي رئاسة الحكومة المؤقتة بموجب اتفاق رعته الاممالمتحدة في ديسمبر كانون الأول الماضي بعد إسقاط حكومة طالبان. كما يختار المجلس الأعلى للقبائل برلمانا مكونا من 111 مقعدا يبدأ أعماله بعد تشكيل الحكومة الجديدة. ودعا رجال دين اللويا جيركا إلى اطلاق اسم الحكومة الاسلامية على الحكومة الأفغانية الجديدة. وقال عبد الرسول سياف وهو بشتوني سني يرأس فصيل الاتحاد الإسلامي الأصولي «نظامنا السياسي اسلامي». وقال في كلمته أمام اجتماع لويا جيركا «أطلب من المجلس إطلاق اسم الإدارة الاسلامية الانتقالية لأفغانستان على الحكومة الجديدة». والشيء الوحيد الذي يتفق عليه اعضاء المجلس بالاجماع هو رفض طالبان الأصولية التي أطلقت اسم الامارة الاسلامية الأفغانية على البلاد قبل ان تسقطها حملة عسكرية بقيادة الولاياتالمتحدة شارك فيها ايضا تحالف الشمال الأفغاني المعارض. وقد هنأ كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة حامد قرضاي وحث عنان الأفغان على المصالحة الوطنية واقرار السلام. وقال فريد ايكهارد المتحدث باسم عنان انه «يرحب باقبال الشعب الأفغاني وقادته بحماس على هذه العملية الديمقراطية، هذا الانتخاب خطوة هامة على طريق اقرار السلام والاستقرار في أفغانستان».