سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرياضة في أسبوع إشراف محمد عبد الرحمن رمضان
23/11/1385ه -العدد 87 - الموافق 15 مارس 1966م
الاتفاق بطل الشرقية والوسطى!؟ الهلال يخسر المباراة لعباً ونتيجة ..!
انتهى .. شوطها الأول دون أهداف .. وقد كانت الفرصة مهيأة للاتفاق ليحقق كسباً كبيراً خاصة وإعصار الهواء الشديد لصالحه .. ولكن قوة مراس مدافعي الهلال مع سوء تنظيمات الاتفاق لهجماته أضاعت كل فرصة عليهم .. حتى ضربة «البنلتي» التي احتسبها الحكم لصالحهم في الدقيقة 17 قذفها عبد الله يحيى بعيدا عن فوهة المرمى. أما في الشوط الثاني فقد كان الأمل معقوداً على لاعبي الهلال، وقد أصبح الهواء لصالحهم أن يحسنوا استغلاله.. ولكنهم ضيعوا الفرصة المواتية .. فقد كان الدبلي شاردا.. كما كان حميد تائها .. والكبش استسلم للسبيكة بعد أن سد في وجهه كل ثغرة حاول النفاذ منها .. ولم تعد هناك.. إلا محاولات من سلطان ومبارك تنتهي منها الكرة إلى أقدام «عبد الله يحيى» الذي كان عملاقاً كعادته بدد كل أمل لاح للهلال. وعلى أثر خطأ ارتكبه مدافعو الاتفاق بتعطيل الكرة داخل منطقة الجزاء وخروج «الباطوق» قذف «المهندس» الكرة التي وصلت إلى قدميه تائهة داخل المرمى الخالي من أي حراسة لتحقق هدف الهلال اليتيم في الدقيقة التاسعة. وتتضاعف النشوة لدى الهلاليين لهذا الهدف .. ويتقدم سالم تاركاً مركزه خالياً لإبراهيم الذي يتلقى كرة عرضية من أخيه محمد ليتقدم بها سريعاً يودعها مرمى «السوا» بعد دقيقة واحدة من هدف الهلال لتكون المفاجأة التي لم ينتبه لها الهلال .. وبالذات سالم اسماعيل .. وبدا الحماس واضحا جلياً على الاتفاق أكثر منه لدى الهلال .. واستطاع الزياني تغذية هجومه بكرات سهلة .. لولا كندا وسمارا ونبيل لحقق منها «ثلاثي فصمة» نصراً كبيراً للاتفاق.وتستمر المباراة .. ولحظاتها الأخيرة القاتلة تذوب لتبدأ فترة الراحة وتعود المباراة في وقتها الإضافي .. وضربات الكورنر تتضاعف لصالح الهلال .. وللحقيقة .. فإن الاتفاق لم ينل نتيجة المباراة بمحض الصدفة .. وإنما نالها عن جدارة .. لقاء الجهد المضاعف .. وقوة الإرادة .. فلم يتقاعس منهم لاعب عن أداء دوره .. وتحدث المفاجأة .. عندما يتسلم «أحمد حكيم» كرة طويلة من الزياني يتخطى بها «صالح أمان» ويقذفها كالصاعقة لتهز القائم وتنحرف إلى قلب مرمى الهلال. ولم يبق من زمن المباراة سوى دقيقة واحدة التهمتها نشوة النصر لدى الاتفاق وذهول المفاجأة عند الهلال بعد أن كان الأمل يداعب خياله في الاحتفاظ بإحدى الكأسين على الأقل .. وتنطلق صفارة الحكم الأستاذ جزمي بشار والذي وفق في إدارة المباراة .. وإن كنا نأخذ عليه بعض الهنات التي لا يخلو منها حكم .. ومنها شدته مع «سعود الفصمة» واحتسابه أكثر من فاول ضده دون أن يرتكب أي خطأ واضح لتعلن النهاية .. كما وفق مساعداه الأستاذان الدشان والجمل في مراقبة الخطين ..ونصيحة أخيرة أهديها للاعبينا .. وهي العمل على أن يكونوا كبارا في أخلاقهم وآدابهم .. في سلوكهم .. وتعاملهم مع زملائهم داخل الملعب وخارجه .. وأملنا أن لا نضطر إلى ذكر الأسماء .. فالهدف من وراء ممارستنا لعب الكرة.. ليس هو النصر أو الهزيمة .. وإنما لنتعلم منها الصبر وقوة الاحتمال وحسن السلوك والطاعة والخلق الفاضل وحسن المعاملة .. فهل تكفي هذه الإشارة لنتخلص .. كلاعبين .. ومشجعين .. من ارتكاب ما ينافي الخلق الرفيع وشرف المعاملة .. أم نسلط الضوء ونبرز البينة ونطالب بالعقاب.