يعتبر التطعيم ضد الأمراض طريقة فعالة ومأمونة واقتصادية في الوقاية من الأمراض المعدية وقد شهد النصف الثاني من القرن العشرين انخفاض معدل حدوث هذه الأمراض بشكل ملحوظ وذلك بعد تطبيق التطعيم الإجباري في أنحاء العالم وسجلت منظمة الصحة العالمية انحسار الإصابة بمرض الجدري من العالم وشلل الأطفال في أمريكا وأنحاء كثيرة من العالم، على سبيل المثال قلل استخدام تطعيم الهيموفليس انفلونزا الإصابة بنسبة 95%. يتم التطعيم لإكساب الجسم مناعة شبيهة بالمناعة المكتسبة من الإصابة بالأمراض إذ يتم اكتساب المناعة إما عن طريق الإصابة بالمرض (مناعة طبيعية فاعلة) أو إعطاء التطعيم (مناعة صناعية فاعلة) أو إعطاء الأجسام المضادة (مناعة صناعية منفعلة) وهذه الأخيرة ذات تأثير قصير المدى يحدد من استخدامها إلا في حالات معينة. ويجب الإشارة إلى ان المولود في الأشهر الأولى من عمره لديه مناعة ضد أكثر الأمراض بسبب انتقال الأضداد إليه عن طريق المشيمة وهنا يلعب اكساب المناعة في السنة الأولى من العمر الدور الأهم إذ يجب ان يكتسب الطفل في السنة الأولى مناعة ضد أكثر الأمراض التي يتوقع خطرها على صحته وحياته. يبدأ التطعيم منذ الولادة بإعطاء تطعيم الدرن (وهو يطبق في الأماكن الموبوءة من العالم) ويعطى عادة في الذراع الأيسر، وتلاحظ الأم وجود بثرة في الذراع تترك ندبة دائمة تساعد الطبيب على التعرف على حدوث المناعة ولو بعد فترة طويلة. أما التطعيم الثاني الذي يبدأ منذ الولادة فهو التهاب الكبد وهو هام جدا وتزداد أهميته عند أطفال الأمهات الحاملات للفيروس، والذين لم يصابوا به خلال الحمل من أمهاتهم، وهو يؤخذ على شكل ثلاث جرعات الفاصل بين الأولى والثانية حوالي 1 - 2 شهر، وبين الثانية والثالثة 5أشهر. وفي عمر شهرين يعطى التطعيم الثلاثي ويقصد به الدفتريا - الكزاز - السعال الديكي ويتوفر الآن الشكل الحديث منه والذي يشمل الشكل اللاخلوي للسعال الديكي وهو لا يسبب الأعراض الجانبية والتي تشكو منها معظم الأمهات في الشكل التقليدي وهي ارتفاع درجة الحرارة والألم والوزمة وشدة الصياح، ويعطى هذا التطعيم ب 3 جرعات في السنة الأولى بفاصل شهرين، ويدعم بعمر 5 ،1 سنة، ويعطى معه تطعيم شلل الأطفال وهو يعطى بشكله الفموي نقطتان أو شكله العضلي حسب المتوفر. كما يعطى عند عمر شهرين تطعيم الهيموفليس انفلونزا وهو يحمي من إصابة النزلة الوافدة التي تسبب الحمى الشوكية والالتهابات التنفسية الخطيرة عند الأطفال، وقد يخلطها البعض مع تطعيم الانفلونزا والأخير هو فيروس ولايعطى إلا في حالات محدودة بعكس الأول الذي يعتبر روتينيا في معظم بلاد العالم وهذا التطعيم يعطى بشكل ثلاث جرعات بفاصل 1-2 شهر ويتوفر الآن الشكل المختلط مع التطعيم الثلاثي مما يسهل على الطبيب والطفل عملية التطعيم. ولقد قامت وزارة الصحة مؤخرا بحذف تطعيم الحصبة الذي كان يعطى سابقا بعمر 6 أشهر واكتفت باعطائه مشتركا مع الحصبة الألمانية والنكاف بما يسمى الثلاثي الفيروسي عند عمر سنة ويعاد هذا التطعيم بعمر 4-6 سنوات مع دخول المدارس. وبعد السنة الأولى من العمر ينصح الأطباء باعطاء تطعيم الحماق وهو جرعة وحيدة تقي من جدري الماء (العنقز) وأثبتت فعاليته حوالي 90%. في نهاية السنة الأولى من العمر يكون الطفل قد اكتسب مناعة من حوالي 11 مرضاً خلال أربع زيارات للطبيب تلقى خلالها 11 حقنة وفي عمر 18 شهراً وبعد ان يكون الطفل قد نما واشتد عوده يعطى جرعة داعمة من بعض التطعيمات السابقة وهي شلل الأطفال - الثلاثي البكتيري - الهيموفليس انفلونزا وهذا التطعيم تخاف منه الأمهات لشدة أعراضه ولكن بعد توفر الشكل الحديث منه في المستشفى نطمئن الأمهات انه لا داعي للخوف وسيمر التطعيم بسلام دون شكوى تذكر من الأمهات. وبعد بلوغ الطفل عمر السنتين ننصح باعطائه تطعيم التهاب الكبد أو هو جرعتان تعطى بفاصل 6 أشهر يقي من التهاب الكبد أ وهو الذي ينتقل عن طريق الطعام والشراب ومع دخول المدرسة يعاد إعطاؤه جرعة داعمة ثانية من الثلاثي البكتيري وشلل الأطفال والثلاثي الفيروسي وذلك بحقنتين منفصلتين. والجدول الأساسي للتطعيمات الذي تم تطبيقه مؤخرا في المستشفى بناء على توصيات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وآخر ماتوصلت إليه الجمعية الأمريكية لطب الأطفال عام 2001 كما يجب الإشارة إلى توفر تطعيمات أخرى تعطى في حالات خاصة (مثل اللقاح الرئوي) ويعطى في حالات نقص المناعة عند استئصال الطحال أو بعض الأمراض الدموية (مثل الأنيميا المنجلية، والثلاسيميا) لقاح الانفلونزا يوصى به عند المصابين بالربو ويبدأ به بعمر 6 أشهر ويعطى سنويا كما يتوفر تطعيم الحمى الشوكية ويبدأ به في عمر 18 شهر ويعاد كل 3 سنوات كما يتوفر تطعيم الحمى التيفية في بعض الحالات وخاصة عند السفر للأماكن الموبوءة. د. فاطمة الاسطواني استشارية طب الأطفال مستشفى المركز التخصصي الطبي