تفاجأت وأنا أقلب صفحات (الجزيرة) وأتنقل بين مقالات هادفة.. ومقالات تربوية نافعة.. ومقالات جميلة لبعض الكتاب في مجالات مختلفة.. واستوقفني مقال ل «ابن بخيت» في عدد الجزيرة رقم (10824) في زاوية (يارا) بعنوان (كرت أحمر) حيث ذكر فيه مغامراته في فترة المراهقة!! وتفاصيل مغازلاته المحرمة!!.. والأحرى ان يستر المسلم على نفسه.. بعد ان ستر الله عليه... والمسلم العاقل يستحي ان يبوح بشيء من ماضيه البائس.. ولكن «ابن بخيت» أصر وأبرز لنا بطولاته في ميدان (المعاكسة!!) بكل تبجح..!! وجاهر بها!.. ومما قاله: (بعد ان عرفت ان تلك الفتاة تحبني أو تميل إلي قررت ان أكون على (مستوى المسؤولية) فبدأت بالتركيز على الأغاني كي أتزود بالنصائح والتوجيهات الضرورية!!.. وكنا نلتقي في صباحات المدرسة ونرفع أيادينا بالتحايا الحبية من بعيد لبعيد! لم نتبادل بعد الأسماء والعناوين!!) وأكمل مغامرته البائسة التي انتهت بطرده ومفارقته.. حيث قال (وقالت لي فارق بس عن وجهي).. وذكر كلاما أسمو بالقارئ الكريم عن ذكره فأقول: ألم يقرأ هذا الكاتب هداه الله قوله صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين وان من المجاهرة ان يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عليه) وقال أحد السلف في بيان هذا الحديث (أي بإشهار ذنبه في الملأ وذلك خيانة على ستر الله الذي أسدله عليه، وتحريك لرغبة الشر فيمن أسمعه وأشهده.. فهما خيانتان انضمتا إلى جنايته، فتغلظت به..). وقال ابن القيم في إعلام الموقعين: (المجاهرون خارجون من عافية الله وهم المتحدثون بما فعلوه من المعاصي فإن السامع تتحرك نفسه إلى التشبه، وفي ذلك من الفساد المنتشر مالا يعلمه إلا الله). فليس من المروءة ان يظهر الإنسان معصية قد ارتكبها ويهتك ستر الله عليه..!! ومما يلحظ في ذلك المقال!! ان الكاتب لم يصرح ولم يلمح لا من قريب ولا من بعيد بهذا الخطأ الذي ارتكبه في مراهقته.. ولم يبين للقارئ ويحذره من خطر المعاكسات.. التي أفسدت الأسر.. ونكست رؤوس الآباء.. وأضاعت الفتيات.. وأوقعتهن في حبائل الشيطان ومكائده. فما أدري ما الفائدة من عرض مثل هذه المواقف السلبية!! (دون إنكار لها أو تبيين خطرها).. والتي مازال التربويون يحذرون منها ومن خطرها على المجتمع!! ونحن من هذا المنطلق.. نأمل من (ابن بخيت) ان يستغل عموده الصحفي في معالجة المشاكل الاجتماعية والسلوكيات الخاطئة.. ويستغل هذا المنبر الإعلامي في توجيه الشاب في فترة المراهقة بالاشتغال بما ينفع دينه.. ويستحسن لأي كاتب إذا أحس بملل من الكتابة ان يأخذ فترة نقاهة..!! ليستجمع أفكاره.. ويلملم خواطره.. ويسوغها لخدمة المجتمع والرقي بمستواه الثقافي.. والعلمي.. والعملي.. همسة.. نذكر الكاتب بقول الشاعر: وما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفِّك غير شيء يسرّك في القيامة أن تراه وأخيراً.. أشكر صفحة (عزيزتي الجزيرة) على إتاحة الفرصة للتعقيب والسلام عبدالعزيز عبدالله السعدون بريدة