طالب السفير محمد صبيح مندوب فلسطين الدائم بالجامعة العربية بضرورة تدخل المجتمع الدولي لحماية الشعب الفلسطيني من آلة شارون العسكرية، كما طالب بتوظيف الطاقات العربية للتصدي للمخططات الإسرائيلية. وقال صبيح في ندوة عقدت بالقاهرة بعنوان «رؤية مستقبلية للصراع العربي الإسرائيلي» أقامتها جمعية النداء الجديد ان رئيس الوزراء الإسرائيلي نجح في أمرين استراتيجيين الأول أنه ربط الحرب التي يشنها ضد الشعب الفلسطيني بالحرب الأمريكية ضد الارهاب ، الثاني نجاحه في اقناع جزء كبير من الرأي العام العالمي بأن الاصلاح الفلسطيني هو الضرورة الملحة الآن وذلك رغم نشر دباباته في شوارع الضفة الغربية وقطاع غزة. وأشار صبيح إلى أن الحديث عن الاصلاح الفلسطيني لا يستهدف سوى إحداث فراغ في السلطة الوطنية الفلسطينية كمقدمة لاشعال حرب فلسطينية داخلية وكسر الانتفاضة. وأضاف أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم لشارون رغم كل ما يعانيه في نضاله وأن الدعم العربي والسياسي والمادي والمعنوي يزيد الشعب الفلسطيني قدرة على الصمود وطالب صبيح بضرورة قيام الولاياتالمتحدة بالضغط على إسرائيل لوقف احتلالها للأراضي الفلسطينية ووقف عدوانها على الشعب الفلسطيني لأن إسرائيل لا تأبه بأي شيء وتواصل عملياتها التدميرية والتخريبية في القرى والمدن الفلسطينية. مستقبل الصراع من جهته أكد الدكتور أحمد صدقي الدجاني المفكر الفلسطيني وأستاذ التاريخ الحديث على ضرورة استمرار المقاومة الفلسطينية على المدى القصير موضحاً أن التفاعلات الجارية داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية سوف تحكم الصراع على المدى المتوسط مشيراً إلى أن الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد ما يسمى بمقاومة الارهاب هي حرب فريدة باعتبار أن الطرف الأول فيها معروف ويتألف من قوى العولمة والتي تتمثل في الشركات عابرة القارات، والطرف الآخر هو كل من يقاوم هذه العولمة. وأضاف الدجاني أن هناك صدعاً بين الموقف الرسمي والموقف الشعبي العربي مؤكداً ضرورة التنبيه لهذا الصدع، وقال إن هناك صراعاً ممتداً يمر بمراحل ناجمة عن استعمار استيطاني إحلالي عنصري يستهدف الدائرة الحضارية العربية بأكملها وان الانتفاضة الفلسطينية هزت أركان هذا الكيان وان الدعوة لوقفها خطأ، واستنكر الدجاني ما تردده بعض وسائل الإعلام من وصف المقاومة بالارهاب ودعا العرب إلى تقديم الدعم للمقاومة الفلسطينية التي قدمت في جملتها قيادة وشعباً وأجهزة السلطة نماذج للبطولة والتضحية. سيناريوهات وأوضح الدكتور مختار قاسم خبير الشؤون الإسرائيلية أن صمود الفلسطينيين لمدة عام آخر أمام العنف الإسرائيلي سيؤدي إلى عرض ما تم رفضه في كامب ديفيد، وفي حالة الصمود لمدة عامين آخرين سيؤدي إلى عرض ما طالب به الجانب الفلسطيني في كامب ديفيد من السيطرة على الأحياء العربية من القدس والمسجد الأقصى والأماكن المقدسة. وقال إن هناك ثلاثة سيناريوهات للتحرك العربي في مواجهة العنف الإسرائيلي. السيناريو الأول من خلال الطرف العربي الذي لا يستطيع أن يؤثر إلا من خلال المقاومة الفلسطينية في الداخل باعتبار أن أي محاولة للزج بجيوش عربية ستسفرعن كارثة مشيراً إلى ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية في الداخل ومن خلال التنسيق وتوزيع الأدوار من مظاهرات واعتصامات ومقاومة بالحجارة وبين العمليات الاستشهادية التي ينقصها الاطار السياسي الذي تتحرك فيه والتوقيت الملائم لتنفيذ عملياتها بمعنى متى توجه الضربة ومتى تعطي فرصة للانفتاح السياسي وإلى الدبلوماسية. السيناريو الثاني من خلال الطرف الإسرائيلي الذي يشمل كل ألوان الطيف السياسي والذي يتطلب التعامل مع كل فصيل سياسي في إسرائيل حسب توجهاته ورؤيته للحل مؤكداً على ضرورة عمل الأنظمة العربية في اتجاه تشكيل تكتل ائتلافي إسرائيلي يتبنى منهج الحل التاريخي على أساس اقامة دولتين وشعبين. السيناريو الثالث يرتكز على الولاياتالمتحدةالأمريكية وذلك باستخدام جميع أوراق الضغط العربي بالاضافة إلى ضرورة مخاطبة الشعب الأمريكي على أسس براجماتية من خلال توضيح كم الخسارة الأمريكية من التأييد المطلق لإسرائيل وكم المكسب الأمريكي في حالة تبني رؤية أكثر اعتدالاً مع ابراز التناقض بين الأهداف الاستراتيجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وأهداف السياسة الإسرائيلية مشيراً إلى ضرورة العمل في اتجاه رفع تكلفة المشروع الصهيوني نظير دفع الضرائب الأمريكية. ومن جهته قال سعيد النجار رئيس جمعية النداء الجديد أنه بعد أحداث 11 سبتمبر اكتشف أن هناك مخططاً مرسوماً يتجاوز فلسطين مشيراً إلى أن هذه الأحداث كانت المناسبة فقط لتنفيذ خطة مبيتة ازاء العالم العربي والإسلامي تبدأ بتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات كي يتم تحييده، كما يتم العمل على اقامة دولة في جنوب السودان مع تمركز عسكري إسرائيلي في القرن الأفريقي مؤكداً أن هذا المخطط من وجهة نظر الإدارة الأمريكية التي يسيطر عليها أكثر اليهود تطرفاً لوقف انتشار العرب والمسلمين تحت زعم مقاومة الارهاب.