أطلقت إسرائيل حملة محمومة لتكثيف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية بالاعلان عن تجنيد ألف أسرة كمستوطنين في الوقت الذي صعدت فيه عدوانها حيث اقتحمت أمس مدينة بيت لحم وشددت قبضتها على قلقيلية. وامتدت الاعتداءات الجديدة إلى قطاع غزة الذي استشهد فيه فلسطيني فيما دمرت القوات الإسرائيلية موقعا للامن الفلسطيني. وفيما يتصل بالجدل الدائر حول العمليات ضد المدنيين قالت حركة حماس أمس إنها ستوقف العمليات ضد المدنيين إذا أوقفت إسرائيل قتل المدنيين الفلسطينيين. شهيد في غزة وقالت مصادر فلسطينية وشهود عيان إن شابا فلسطينيا استشهد مساء الاحد بعد إطلاق دبابة إسرائيلية قذيفة بالقرب من إحدى المستعمرات جنوب قطاع غزة، وذكرت المصادر أن محمد حسين أبو الخير «71 عاما» من حي الامل في خان يونس أصيب بشظايا قذيفة أطلقها عليه جنود إسرائيليون في محيط مستعمرة جاني طال المقامة على أراضي الفلسطينيين بالقرب من خان يونس أدت إلى مقتله على الفور. وفي وقت لاحق أفاد شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي المتمركز في المستعمرة فتح نيران أسلحته باتجاه المناطق الفلسطينية المقابلة غير أنه لم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو قتلى. اعتداءات جديدة هذا وقد اقتحمت القوات الإسرائيلية مدينة بيت لحم وشددت قضبتها العسكرية على مدينة قلقيلية أمس الاثنين في الوقت الذي كثف فيه الجيش الإسرائيلي غاراته على المناطق الفلسطينية. واجتاحت القوات الإسرائيلية بيت لحم فجر الاثنين من عدة محاور مدعومة بعشرات الآليات والدبابات العسكرية بعدما انسحبت منها اليوم السابق لدى احتلالها لها لعدة ساعات. وقال محمد المدني محافظ بيت لحم ان القوات الإسرائيلية وصلت حتى محيط كنيسة المهد وانتشرت بشكل واسع في شوارع المدينة بعدما فرضت حظر التجول عليها. وأضاف ان القوات الإسرائيلية ركزت في حملتها هذه المرة على مخيم دهيشة للاجئين الفلسطينيين وجمعت رجال المخيم في منزلين واعتقلت أبو خليل اللحام منسق مخيمات اللاجئين في محافظة بيت لحم. وصرح المدني بأن الحكومة الإسرائيلية تحاول من خلال اعادة احتلالها المتكرر للمدن الفلسطينية شرخ العلاقة والثقة بين المواطن الفلسطيني والسلطة الوطنية على انها غير قادرة على حمايته واتخاذ القرارات. وقال شهود عيان ومصادر أمنية فلسطينية ان عشرات من عربات الجيب وحاملات الجنود المدرعة اقتحمت بيت لحم والقرى المحيطة. وصرح مصدر عسكري إسرائيلي بأن جنودا يستقلون سيارات جيب دخلوا ساحة كنيسة المهد في قلب المدينة قبيل الفجر ومنعوا الدخول إلى الكنيسة. وقال المصدر ان هذا الاجراء اتخذ حتى لا يهرب المطلوبون إلى الكنيسة كما حدث في المواجهة السابقة التي حدثت في ابريل/ نيسان. وقام الجنود الإسرائيليون بعمليات تفتيش من منزل إلى منزل في بيت لحم بحثا عن نشطين، ولم ترد أنباء عن وقوع اشتباكات. وأوضحت مصادر فلسطينية وشهود عيان ان نحو 80 جنديا مشطوا منازل بيت لحم وأيضا البلدات والقري القريبة واعتقلوا عشرة من سكان مخيم دهيشة للاجئين جنوبي بيت لحم بعد ان حظروا التجول فيه. وادعى الجيش الإسرائيلي ان الغارات الجديدة هي «لتأمين المكاسب» التي تحققت خلال الهجوم الواسع على الضفة الغربية طوال أكثر من شهر والذي قال إنه يستهدف اقتلاع النشطين الفلسطينيين. ويؤكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان هذه الغارات قد ترجىء اصلاح السلطة الفلسطينية الذي تطالب به إسرائيل وزعماء العالم. ويوم الاحد طالب عرفات الذي وعد بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بحلول الشتاء القادم بأن ترفع إسرائيل فورا حصارها عن كل مدن وقرى الضفة الغربيةوغزة لتسهيل عملية الاعداد للانتخابات. التوغل في قلقيلية وتوغلت القوات الإسرائيلية في قلقيلية فجر أمس قرب الحدود بين إسرائيل والضفة الغربية وقال شهود ان القوات الإسرائيلية اعتقلت أربعة شبان خلال الليل وفتحت الدبابات الإسرائيلية نيرانها صوب بعض المنازل لكن لم تقع خسائر في الارواح. وأعلنت القوات الإسرائيلية حظر التجول في اجزاء من المدينة لليوم الثالث على التوالي. وقال شاؤول موفاز قائد الجيش الإسرائيلي يوم الاحد حين نرى ضرورة للعمل في المناطق سنفعل ذلك. لا ننوي البقاء هناك لفترات طويلة ولكن ذلك يعتمد فقط على الحاجة لاحباط ومنع المهاجمين الانتحاريين من دخول الاراضي الإسرائيلية، وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي ان الهدف من دخول المدن الفلسطينية هو اعتقال ناشطين يعتزمون تنفيذ عمليات في إسرائيل. تدمير موقع أمني بغزة وأفاد مصدر أمني فلسطيني أمس ان الجيش الإسرائيلي توغل ليل الاحد- الاثنين مئات الامتار شرق مدينة غزة قرب معبر المنطار (كارني) وقام بتدمير موقع لقوات الامن الوطني الفلسطيني الحدودية. وأضاف المصدر ان الجرافات الإسرائيلية قامت بتجريف موقع لقوات الامن الوطني الفلسطيني الحدودية في المنطقة إضافة إلى تجريف عشرات الدونمات الزراعية في المنطقة قبل انسحابها. وأشار إلى ان الجيش الإسرائيلي مازال لليوم السادس على التوالي يغلق معبر المنطار التجاري والمخصص لنقل البضائع والمواد الغذائية من وإلى قطاع غزة. من جهته أعلن ناطق رسمي باسم القيادة الفلسطينية في بيان ان اقدام حكومة إسرائيل وجيشها النازي على ممارسة أسلوبها العنصري النازي بإقدامها على حصارمدننا وقرانا ومخيماتنا وفصلها عن بعضها البعض في كانتونات عنصرية تفوق ما ارتكبه النظام العنصري السابق في جنوب أفريقيا فما له إلا دلالة واحدة وهي استمرار حكومة إسرائيل في شن حرب الابادة الجماعية ضد شعبنا، ولذا فاننا نطالب الاممالمتحدة ومجلس الامن الدولي والمؤسسات الانسانية وكافة قادة العالم واللجنة الرباعية الامريكية والروسية والاوروبية والاممالمتحدة بالعمل الجدي والعاجل لوقف هذا العدوان العسكري الإسرائيلي الهمجي والظالم ورفع الظلم والمعاناة اليومية عن شعبنا. وكان مسؤول فلسطيني أفاد ان الجانب الإسرائيلي يغلق معبر المنطار التجاري الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل لليوم الخامس على التوالي بسبب إصرار إسرائيل على تحصيل مائة بالمائة من رسوم ادخال البضائع مخالفة بذلك الاتفاقيات. تكثيف الاستيطان وفي الوقت الذي أغارت فيه القوات الإسرائيلية على بيت لحم اعلن مجلس بنيامين الاقليمي الذي يمثل مستعمرات إسرائيلية في الارض المحتلة شمالي القدس حملة لتجنيد الف أسرة جديدة للاقامة في المستوطنات هذا العام. وقال اليزار سيلا رئيس حملة التجنيد في المجلس لراديو إسرائيل: نريد ان نعطي دفعة للمجتمعات وننشطها، وصرح بنيامين بن اليعازر وزير الدفاع الإسرائيلي بان حكومته وافقت على ما أسماه «النمو الطبيعي» للمستعمرات وهو تعبير تستخدمه إسرائيل لتوسيع المستعمرات القائمة في الاراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967م. وقال بن اليعازر للراديو معلقا على حملة تجنيد المستوطنين «لن أسمح بهذا» وصرح بأن هذه هي المرة الاولى التي يسمع فيها بخطة لتجنيد مستوطنين جدد سيكون من حقهم مثل باقي الإسرائيليين في الضفة وغزة الحصول على منح من الحكومة الإسرائيلية وقروض عقارية ميسرة وتخفيضات ضرائبية. وقال موسي راز نائب حزب ميرتس اليساري ان تدفق مستوطنين جدد سيعني نشر المزيد من الجنود والمخاطرة بحياتهم من أجل الدفاع عن المستوطنين. وتساءل قائلا في اشارة إلى المستوطنين: أليس عند هؤلاء الناس قلوب هل هم غير مستعدين لان يضعوا في الحسبان أمننا وموقفنا الاقتصادي. المستوطنات تشكل عبئاً أمنياً ويعيش نحو 200 الف مستوطن إسرائيلي في الضفة وغزة وسط أكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني في مستعمرات غير مشروعة بموجب القانون الدولي لأنها أقيمت في أرض احتلتها إسرائيل عام 1967م. حماس والهجمات الانتخابات وعلى صعيد آخر أكد الشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) أمس الاثنين ان الحركة مستعدة لوقف عملياتها ضد المدنيين الإسرائيليين في حال توقفت إسرائيل عن استهداف المدنيين الفلسطينيين بضمان دولي.وقال الشيخ ياسين في مقابلة له نشرت على موقع على شبكة الانترنت قريب من حركة حماس ان حركته مستعدة لوقف هجماتها ضد ما يسمى المدنيين الصهاينة اذا توقف العدو الصهيوني عن استهداف المدنيين الفلسطينيين بضمان دولي مثل ما تم الاتفاق عليه بين حزب الله والحكومة الصهيونية في ما عرف حينها بتفاهم نيسان. وأشار ياسين إلى ان حركته ستدرس المشاركة في الانتخابات الفلسطينية بشرط نزاهتها وألا يكون سقفها اتفاق أوسلو. وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أعلن في السابع عشر من الشهر الجاري ان انتخابات فلسطينية يمكن ان تنظم بعد انتهاء احتلال أراضينا من قبل الجيش الإسرائيلي التي أعاد احتلالها منذ بدء الانتفاضة في ايلول/ سبتمبر 2000. وأوضح ياسين: ان حركة حماس ستواصل المقاومة بكل الوسائل المتاحة مؤكداً نحن شعب يقع ضحية للعدوان والاحتلال والقهر والاستيطان ولا يملك مقومات الدفاع عن نفسه عسكريا أمام عدو يمتلك كل الامكانات العسكرية واقصى ما يملكه الانسان الفلسطيني هو التضحية بنفسه ليدافع عن أمته وشعبه وكرامته.