نابلس - أ ف ب - شن الجيش الاسرائيلي حملة اعتقالات على الناشطين الفلسطينيين في مدينة قلقيلية وثلاث قرى فلسطينية شمال الضفة الغربية اعاد احتلالها صباح امس، في اطار عملية "الجدار الواقي" التي ينفذها في الأراضي الفلسطينية والتي تتضمن العودة الى مناطق انسحب منها. وأفادت مصادر فلسطينية وإسرائيلية ان القائد المحلي ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" رائد موسى نزال استشهد في قلقيلية في "تبادل للنار". وتتهم اسرائيل نزال بتدبير هجوم شباط فبراير في مستوطنة "كارني شومرون" شمال الضفة والذي ادى الى مقتل ثلاثة اسرائيليين، اضافة الى عدد من الهجمات بالسلاح الآلي والعبوات الناسفة على الطرق القريبة من قلقيلية. واعتقل الجيش خلال احتلاله قلقيلية وقرى بيتا وسلط الدهر وجباع امس نحو 28 فلسطينياً يتهمهم بالمشاركة في هجمات استهدفت اسرائيليين. وقال شهود ان الجنود تدعمهم نحو 15 مصفحة ومروحيتان اعتقلوا في قلقيلية 13 فلسطينياً بينهم مسؤولون محليون في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس. في قرية جبع القريبة من جنين، اعتقل الجيش عشرة من عناصر قوات الامن الفلسطينية وحركة "فتح"، وخمسة فلسطينيين من قرية اخرى في المنطقة. وأوضح شهود ان الجنود فتشوا المنازل بعدما أعلنوا حظراً للتجول. وللمرة الثانية تغير اسرائيل على قلقيلية منذ ان انسحبت منها في التاسع من نيسان ابريل الجاري. وجاء في بيان للجيش الاسرائيلي: "النشاط في قلقيلية... سيستمر الى ان تكتمل المهمة". وأكد وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر الذي تفقد القوات في المنطقة انها "عملية محدودة"، ولا تستهدف اعادة احتلال البلدة. واضاف للاذاعة العسكرية: "نحن نتحرك بناء على معلومات عن الإعداد لاعتداءات في قلقيلية" التي لا تبعد كثيراً عن ضواحي تل ابيب. وجاءت الحملة الاسرائيلية على قلقيلية في اعقاب محادثات اجراها الرئيس جورج بوش في مزرعته في تكساس مع ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي حذر الولاياتالمتحدة من "عواقب وخيمة" على مصالحها في الشرق الاوسط ما لم تخفف من انحيازها وتأييدها للحملة العسكرية التي تشنها اسرائيل على الفلسطينيين. ودعا الرئيس الاميركي اسرائيل الى انهاء حصارها مقر عرفات في رام الله وكنيسة المهد في بيت لحم واستكمال انسحابها من المناطق التي اعادت احتلالها في الضفة. لكنه طالب الفلسطينيين أيضاً "بعمل المزيد". وفي قطاع غزة، أفاد مصدر أمني فلسطيني رسمي ان فتاة فلسطينية استشهدت مساء اول من امس بعد اصابتها برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي قرب الشريط الحدودي مع مصر في منطقة تل السلطان في رفح. وأشار الى ان "دبابة اسرائيلية تتمركز قرب جثة الشهيدة وتمنع أي سيارة اسعاف فلسطينية من الوصول الى المنطقة حيث تركت تنزف". ودعت "حماس" أمس إلى مواصلة "الجهاد" ضد اسرائيل خلال تظاهرة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة. وشدد عبدالعزيز الرنتيسي، احد قياديي الحركة، امام 15 الف متظاهر احتشدوا وسط المخيم بعد صلاة الجمعة على ضرورة استمرار الجهاد حتى انتهاء الاحتلال وعدم التخلي عن شبر واحد من الاراضي الفلسطينية. وفي الشوارع هتف المتظاهرون داعين الى استمرار الانتفاضة حتى تحرير فلسطين. وأطلق المتظاهرون النار على ثلاث دمى لرئيس الوزراء ارييل شارون ورئيس اركان الجيش الجنرال شاؤول موفاز ووزير الدفاع قبل احراق العلم الاسرائيلي.