طالعت ما كتبه الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي في زاويته «دفق قلم» بعنوان «بنات الوطن» في عدد الجزيرة رقم 10820 فاشكر اولا هذا الكاتب الذي عرفنا في كتاباته الغيرة على بنات هذا الوطن الغالي.. من خلال مقالات متسلسلة تدور حول ما يتعلق بشأن المرأة ومستقبلها والحرص على عفافها وحشمتها وسيكون قلمه باذن الله من الاقلام التي ستكون حجة له يوم القيامة.. كما قال الشاعر: ولا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة ان تراه واقول نعم نحن ابناء الوطن نفتخر حقيقة ببنت الوطن التي نراها متعلمة ومثقفة ومعلمة.. وبرزت في علوم شتى وميادين مختلفة، ومع ذلك كله نجدها محافظة على دينها وعفافها وحشمتها. في وقت نجد اصنافا من المغريات تقف في وجوهها.. وتعترض طريقها وتحاول غمز عفافها.. ولمز حشمتها.. ولكن ذلك ما زادها الا تمسكا بالحجاب الذي هو.. سر علوها وشرفها واحترامها.. وتشبثا بقيمها الاصيلة المنبثقة من الكتاب والسنة والتي ميزتها عن غيرها من الشعوب الاخرى.. وهذا نموذج من النماذج المشرفة والمشرقة.. نفتخر به ويفتخر به كل ابناء هذا الوطن. ونجد على العكس من هذا من بعض الفتيات من غرتها الحياة الغربية البائسة.. فأسرعت قلبها واستحوذت على عقلها وتفكيرها فحاولت تقليدها بكل شيء فاضاعت دينها.. ولطخت حشمتها.. وفقدت لباسها الذي تميزت به.. وعاشت حياة متذبذبة لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء. فكل ما يستجد من موضة هنا او هناك تلحق بها وتحاكيها.. ولا توجد صيحة من صيحات الازياء المنسلخة إلا قلدتها.. وقد توعد صلى الله عليه وسلم من هذه حالها بقوله: «ونساء كاسيات عاريات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها».. فمن المحزن ان تكون شخصية بعض فتياتنا كالاسفنج تمتص ما حولها دون وعي او تمحيص .. فهناك فئة من بناتنا مازالت تبحث عن هويتها وحريتها.. فأحيانا تظنها في الملابس الكاسية العارية.. واحيانا تظنها بالخروج الى الاسواق بعباءة مزينة.. مطرزة.. مُخصرة.. فاتنة.. وتارة تظنها في الجلوس امام القنوات الفضائية وتقليبها واستقبال كل ما فيها من حريات مزعومة «كما يصورها الشيطان» ومحاولة محاكاتها. على الرغم من ان بعض المثقفين في بعض الدول الغربية يحذرون أبناءهم وبناتهم من اخطار الغزو الفضائي وعواقبه الوخيمة، ونحن للاسف الشديد نستقبل «ما هب ودب» واصبح بعض شبابنا وفتياتنا اسراء لقنوات منحلة تستهدف صراحة قيم الفتاة المسلمة وعفافها.. وتحاول كسر هذا الحصن الاسلامي الذي هو «هوية المرأة المسلمة ورمز حريتها».. فحريتها وهويتها التي تبحث عنها تكمن في حفاظها على سر تميزها.. وسر تألقها وسر احترامها.. وهو بتمسكها بتعاليم دينها واخلاقه ففيه عزها وشرفها الذي نفتخر به. واخيرا اجدد شكري وتقديري للدكتور «عبدالرحمن العشماوي».. ولصفحة «عزيزتي الجزيرة» التي اتاحت لي هذه الفرصة للتعقيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. عبد العزيز بن عبد الله السعدون/بريدة