وصف مسؤولو الإدارة الأمريكية الاتفاق الذي توصل إليه الأمير عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي جورج بوش خلال لقائهما بولاية تكساس قبل أيام بأنه «تقسيم عمل» لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، ومن غير المحتمل أن يؤدي مؤتمر السلام المنتظر عقده خلال الصيف القادم إلى تحقيق نتائج ملموسة، وتقسيم العمل لا يؤدي إلى أي نتيجة بدون الاتفاق على الأهداف. فالبيت الأبيض يقول إن خطة الأمير عبد الله هي التطور الإيجابي الوحيد خلال الفترة الأخيرة والذي دفع الرئيس بوش إلى التحرك بسرعة للاستفادة منه. فإذا كان البيت الأبيض يدعم فعلا هذه الخطة فإن هذا يعد تغييرا جوهريا عما كان يقوله من ثلاثة أسابيع. قبل ثلاثة أسابيع كان بوش يهنئ شارون على حربه ضد الإرهاب رغم تجاهل شارون لطلبات بوش بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية، الآن الولاياتالمتحدة تقول إنها ملزمة بإقناع شارون الذي يزور واشنطن بأنه يجب إنهاء «سيكولوجيا العنف» التي تسيطر عليه وعلى الموقف كله، فقد قامت استراتيجية شارون سواء في لبنان أو في الأراضي الفلسطينية على أساس سيكولوجيا العنف باعتبارها ضرورية لمصالح إسرائيل الوطنية من وجهة نظر شارون. فقد كان شارون الراعي الأصلي لفكرة استعمال المناطق الفلسطينية التي تم احتلالها عام 1967، وتتطلب خطة الأمير عبد الله في صورتها الأصلية تخلي إسرائيل عن كل المستوطنات غير المشروعة في المناطق الفلسطينية. ولكن ما معنى تقسيم العمل بين الأمير عبد الله والرئيس بوش؟ شارون غير مستعد للتخلي عن المستعمرات، فأين يقف بوش حاليا؟. وفقا لما قالته جريدة نيويورك تايمز فإن بوش الأب ونائب الرئيس الحالي ديك تشيني وعددا من مسؤولي إدارة الرئيس بوش الأب يخبرون الرئيس بوش الابن أين تقف المصالح الاقتصادية الأمريكية، فهل اقتنع بوش الابن؟ لا يعتقد شارون أن بوش الابن اقتنع بوجهة نظر والده ولا كبار مساعديه، فشارون يأتي إلى واشنطن وهو واثق أن اتفاق تكساس بين الأمير عبد الله والرئيس بوش وكذلك المؤتمر المنتظر عقده في الصيف يقدمان صيغة للمحادثات يمكن أن يقبلها أو يتجاهلها، وهو لديه أسبابه الانتخابية التي تجعله يعتقد أن بوش لم يغير سياساته تجاه هذا الصراع، فقد تسبب الرئيس الأسبق جورج بوش الأب في مشكلات لإسرائيل عندمارفض تقديم مساعدات مالية لإسرائيل حتى لا تستخدم في بناء المستعمرات في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولكن بوش الأب لم يعد انتخابه في حين استمر بناء المستعمرات حتى الآن رغم أن اتفاقات أوسلو وواي بلانتيشن كلها تطالب بانسحاب إسرائيل من أغلب الأراضي الفلسطينية المحتلة. * «انترناشيونال هيرالد تربيون»