واصلت الصحف الأمريكية تعليقاتها على زيارة ولي عهد المملكة العربية السعودية سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز للولايات المتحدةالأمريكية ولقائه بالرئيس الأمريكي جورج بوش وأجمعت هذه الصحف على الربط بين نتائج هذا اللقاء واللهجة الحاسمة للرئيس بوش في تعليقه على الاجتياح الإسرائيلي لمدينة قلقلية الفلسطينيةبالضفة الغربية ودعوته لوقف العدوان الإسرائيلي فورا. نيويورك بوست قالت تحت عنوان «بوش يضغط على إسرائيل» إن الرئيس بوش غير لهجته تجاه إسرائيل بعد محادثاته «الودية» مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حيث نقلت عن بوش قوله إنه يجب على إسرائيل أن تنهي انسحابها من المناطق الفلسطينيةالمحتلة فورا. وقالت الجريدة إن موقف بوش تغير عقب لقائه بالأمير عبدالله بالنسبة لدفاعه السابق عن الحصار الإسرائيلي لمقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله حيث كان قد قال الأسبوع الماضي أنه يتفهم الحصار لوجود متهمين بقتل وزير إسرائيلي داخل المقر، ولكن تصريحات بوش الأخيرة أكدت ضرورة رفع الحصار عن رام الله وبيت لحم فورا. واشنطن بوست كشفت النقاب عن خطة سلام من ثمانية نقاط قدمها ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش لوضع حد للصراع العربي الإسرائيلي، تتضمن الخطة انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967ونشر قوات دولية لحفظ السلام في الضفة الغربية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منها. تقدم الخطة السعودية تصورا لحل شامل للصراع العربي الإسرائيلي استنادا على المبادرة السعودية التي اقرتها القمة العربية في بيروت خلال شهر مارس الماضي. ونقلت الجريدة عن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي قوله إن خطة الأمير عبدالله تشمل كل شيء من انسحاب القوات الإسرائيلية وحتى إعادة بناء السلطة الفلسطينية لبدء محادثات الوضع النهائي مع الإسرائيليين. نيويورك تايمز ارجعت التشدد الجديد في موقف الرئيس الأمريكي جورج بوش تجاه توغل القوات الإسرائيلية في مدينة قلقلية الفلسطينية حيث طالب الرئيس بوش بحزم إسرائيل بسحب قواتها من المدينةالفلسطينية التي توغلت فيها بقوله «يجب أن ينتهي هذا فورا» وقالت الجريدة إن موقف بوش الجديد يعكس إصرار السعودية على ضرورة أن تتباعد المواقف الأمريكية بدرجة ما عن مواقف رئيس الورزاء الإسرائيلي آرييل شارون. وجددت الجريدة الإشارة إلى تحذير الأمير عبدالله بن عبد العزيز للرئيس بوش بضرورة كبح جماح شارون حتى تستعيد الولاياتالمتحدةالأمريكية مصداقيتها في العالم العربي، وفي افتتاحيتها التي علقت فيها على لقاء تكساس بين الأمير عبدالله والرئيس بوش قالت الجريدة إن الأمير عبد الله لم يأت للقاء لمجرد انتقادات للسياسات الأمريكية أو تهديدات لها وإنما قدم خطة سلام بناءة من ثمانية نقاط تمثل محاولة لكسر جمود عملية السلام في الشرق الأوسط. هيوستون كورنيكل نشرت تقريرا تحت عنوان «بوش: حان الوقت لتوقف إسرائيل هجماتها» وقالت الجريدة إن هذه الكلمات الحاسمة للرئيس بوش حول الاجتياح الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية يختلف تماما عن لهجته السابقة في التعامل مع هذه القضية وفي الوقت نفسه تأتي بعد يوم واحد من لقائه غير العادي مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في مزرعته الخاصة بولاية تكساس الأمر الذي لا يخلو من دلالة واضحة تبرر الربط بين اللقاء وتغيير المواقف. شيكاغو تربيون واصلت تغطيتها للقاء بين الأمير عبدالله والرئيس بوش وقال تحت عنوان «السعوديون يوضحون المأزق للرئيس بوش» أن ولي العهد السعودي أكد للرئيس بوش خطورة الموقف في الشرق الأوسط في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. ونقلت عن الرئيس بوش أن اللقاء مع الأمير عبدالله أكد على الرؤية المشتركة بشأن ضرورة تحقيق السلام ولكن الرؤية بشأن طريقة تحقيقه مازالت محل مناقشة بين الجانبين. في الوقت نفسه أشارت الجريدة إلى النشاط المكثف للوبي الصهيوني المؤيد لإسرائيل لإجهاض الموقف القوي الذي اتخذه بوش ضد إسرائيل عقب لقائه بالأمير عبدالله حيث يطالب أعضاء الكونجرس الأمريكي الرئيس بوش بزيادة دعمه لشارون وإدانة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالإضافة إلى تقديم مائتي مليون دولار مساعدات أمريكية لإسرائيل. يو إس إيه توداي وصفت اللقاء بين الأمير عبدالله بن عبد العزيز والرئيس بوش بأنه كان لقاء غير عادي حيث استمر خمس ساعات في حين كان مقررا له ثلاث ساعات فقط وقالت الجريدة إن الأمير عبدالله نقل للرئيس بوش الانتقادات العربية للمواقف الأمريكية المنحازة لإسرائيل. كما ربطت الجريدة بين اللهجة الحاسمة التي استخدمها الرئيس بوش لمطالبة إسرائيل بالانسحاب من مدينة قلقلية التي اعادت التوغل فيها مرة أخرى وبين التحذيرات الواضحة التي نقلها له الأمير عبدالله في لقائهما معا. بوسطن جالوب قالت تحت عنوان «بوش يستضيف الأمير عبدالله» إن ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي جورج بوش نجحا خلال لقائهما في تسوية بعض الخلافات التي ظهرت في مواقف البلدين تجاه الصراع العربي الإسرائيلي والحرب الأمريكية ضد الإرهاب وحاولا تجنب أي توتر جديد في العلاقات بين الحليفين الإستراتيجيين. ونقلت الجريدة عن مصادر مقربة من اللقاء أن المملكة العربية السعودية انتقدت الدعم الأمريكي الأعمى لرئيس الورزاء الإسرائيلي آرييل شارون في عدوانه ضد الشعب الفلسطيني. ونقلت عن الرئيس بوش قوله إنه تعهد مع الأمير عبدالله باستمرار العلاقات الاقتصادية والعسكرية الخاصة بين البلدين وأهمية هذه العلاقات لصالح الدولتين وصالح قضية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم كله. وفي افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان «الرسالة السعودية» قالت بوسطن جالوب إن الأمير عبدالله حرص خلال زيارته للولايات المتحدة على توصيل رسالة تحذير للإدارة الأمريكية على أعلى المستويات من خطورة ترك الأمر لرئيس الوزراء آرييل شارون لكي يفعل بالفلسطينيين ما يشاء لأن ذلك سيدمر المصالح الأمريكية نفسها في المنطقة في ظل الغليان الذي يشهده الشارع العربي بسبب مشاهد الجرائم الإسرائيلية في فلسطين على شاشات القنوات الفضائية يوميا.