سلام عليكم يوم وُلدت ويوم أبدعت ويوم تعود مكلّلا بثوب صحة ليس له من الله مانع بإذنه سبحانه. اسمح لي أن أبدأ معك من حيث انتهيتَ، فليس أصعب على الدنيا من أن تترك من هي موقنة بأنه من أسباب تشبث الناس بها عند ما يمنحهم بعطائه ذلك الإحساس بجمالها وروعتها، عندها تتشبًَّث هي به وتطلب منه متوسِّلة بأن لا يتركها لأنها قد أعلنت عليه الحب على لسان كل من أحبُّوها من «منشور» روحه الذي يفصِّل أمامهم ألوان الطيف التي تشكل قوس قزح؛ أجمل ما تقع عليه العين عندما تتبادل السماء والأرض لحظات وصالٍ في فصل من فصول رواية عشقهما الأبدي؛ تذرف فيه العبرات لتروي عطش الأرض لوصلٍ؛ أحسب أنك عليه من الشاهدين الدائمين حيث حط بك الترحال في استراحة محارب في مسراك الذي أطلعتنا على بعض محطاته في رسالتك لأبي بشار. صالح .. أيها المنسل من بين وجِيبِ الآلام، لتحمِّلنا بأعاصير ألمك وألم الدنيا لك وبك، لننسلَّ معك من بين آلامنا ونطير إلى عالم فيه المتعة والشجن والجمال؛ الذي اعتدتَه عنواناً يدلُّنا عليك، ويطرحنا بأعتاب جمالات الدنيا لنتشبَّث بها؛ في صفقة دفعتَ ربما ثمنها، ولكن الدنيا كانت معك جاحدة كما معنا، وهذا ديدنها مع كل من يدلُّ على جمالاتها الآخرين ، وكنتَ كعادتك كريماً حتى مع من يطرحون الشوك في دروب السابلة، تبعده عنها لكيلا يقع غيرك حتى من وضعه فيه، فيخدشه وينزف، ومثلك لا يطيق رؤية اللون القاني الذي ينزفه «الإنسان» بيده أو بغيره. أخي: لا أدري هل ما زلت تذكر لقاءاتنا رغم محدوديتها في الجنادرية؟ ولكني أذكرها، وأذكر آخر لقاء جمعنا في منزل والدنا «حمد الدهامي» رحمه الله، ورغم قِصر تلك اللقاءات إلا أنها زرعتك في داخلي، إنساناً ومبدعاً تتوق النفوس إلى صحبته، وتغبط الجوارح بعضها على الاقتراب من عوالمك المحلِّقة في سماء الإبداع بضروبه المتعددة، ومشاربه المختلفة. سوف تحلِّق بإذن الله في سماء إبداعاتك مرة أخرى بيننا، وسنحتفل بعودتك قريبا بإذنه تعالى، وستحمل هموم وطنك مرة أخرى لأن قدَرك أن تثقل روحك بحب يكلف الكثير ويهب الأكثر، أليس من حقنا جميعا أن نعلن عليك الحب أيها المحب؟ دمتَ لكل محبّيك الذين أعلنتَ فأعلنوا: ما كان مخبوءا بين أضلعهم لك. ما أروع أن تعود إلى أذرع لن يرهقها أن تظلَّ مفتوحة في انتظار ذراعيك اللتين لامستا قلوب محبيك وأنت في ما وراء البحار. محبك محمد بن صديق عثمان [email protected]