** لا يمكن لإنسان منصف.. أن ينكر حجم التطور الذي حققته أمانة مدينة الرياض في السنوات الأخيرة.. على أكثر من صعيد.. وبالذات.. صعيد التنظيم والنظافة وجمال المدينة.. ** فرغم كل الظروف.. وأياً كانت هذه الظروف.. فأمانة مدينة الرياض حققت نجاحات لا يمكن لأي منصف أن يتجاوزها أو يغمطها أو يجحدها.. فالأمانة.. عملت وعملت وعملت.. وحاولت تجاوز الكثير من الصعوبات والعقبات والظروف الصعبة والسهلة.. والتي لو لم يكن منها.. سوى تباعد أطراف الرياض وتبعج هذه المدينة وتناثر أحيائها.. حتى صارت من أوسع وأضخم مدن العالم.. أما الوعي «فعلمه عندكم!!» ** ومدينة الرياض.. لا شك مدينة جميلة.. لكن هذه المدينة.. ورثت مداخل سيئة.. بل «تِقْطَعْ الوجه) قوامها.. عشرات العشش.. والصنادق.. والاحواش.. التي تسد مداخل كل المدينة «تقريباً» وتتحكم في كل منافذها. ** هذه المشكلة.. كُتب عنها عشرات المرات منذ أربعين سنة وحتى اليوم .. ولا تزال المداخل تشتكي.. ولا تزال أكثر العشش والأحواش والصنادق موجودة. ** حقيقة.. لا أعرف سر هذا الاستمرار.. ولا سر هذا السكوت.. ولا سر هذا «الصَّقَهْ» ولا سر هذا «التَّغْميضْ» وبدأنا نشك.. في أن لكبار موظفي الامانة.. نصيب من هذه «الخلفات». ** زوروا فقط.. المدخل الشرقي للمدينة و«شوفوا مناظر تقطع الوجه وتفشِّل» وتجعلك «تْغَمِّض» من الفشيلة حتى تتعداها من شدة الحياء.. ** هل عجزت أمانة مدينة الرياض طوال تلك السنوات عن وضع حدٍّ لهذه التجاوزات؟ ** في شرق الرياض.. عشش وصنادق.. وأحواش.. وخلفات.. وأغنام.. وحمير .. حتى العمال.. متى أرادوا الهروب و«التَّوَزِّيْ» فهذه الأحواش جاهزة .. فالاندساس وسط هذه الأحياء المغلقة من العشش والأحواش ... كفيل بإخفاء قبيلة كاملة من العمالة الهاربة أو السائبة.. وليست المسألة.. مسألة أحواش قذرة.. ولا مرتع للذباب والبعوض .. ولا مزابل للقاذورات.. ولا مرتع للأغنام والحيوانات المريضة.. ولا أقذر ولا أسوأ بقعة في عاصمة «الثقافة؟!!» بل أيضاً.. مرتع لهؤلاء «المنحاشين» لسبب أو لآخر.. وعلى من فقد «سوَّاقه» أو عاملاً عنده.. أو «سْمِيرا ..أو.. فْنِيساً» أن «يزرق» هؤلاء.. وسيجد ضالَّته.. ** مشكلة «بعضنا» و«العلمو نورن» أنه يرى .. أن هذا الحي الغريب.. المليء بالأوساخ والقاذورات.. والسماد والرائحة التي تصرع من مسافة عشرين كيلو.. ** مشكلة «البعض» أنه يعتبر هذا المكان.. أفضل مكان للتمشية والفسحة وسعة الصدر.. ويتلذذ برائحة «الدِّمِنْ».. ويتلذذ بالجلوس بين الصنادق وبين هذه البهائم.. وبين أكوام السماد والتِّبِنْ»؟! ** والأغرب من ذلك.. أن هناك من يشتري حليباً ولبناً من هؤلاء العمال.. من أغنام أو خلفات مريضة.. وفي أواني في منتهى الوساخة.. بل إن بعضهم «يشفط» و«يَلْعَطْ» من حليب الخلفات .. من يصلي العصر حتى غروب الشمس.. في هذا الحي الرومانسي الجميل.. وفي هذه الأجواء المخملية الشاعرية.. و«تِبِنْ.. ودِمِنْ.. ووجوه.. ومناظر.. تْجَنِّنْ؟!!» ** يبدو.. أن هذا الحي.. يعمل كما تعمل «الأسواق الحرة» في بعض المطارات والدول الأخرى.. فهذا الحي.. «حُر» لا تشمله اللوائح والأنظمة.. وخارج إطار ونطاق البلديات والجهات الأخرى.. ** والمشكلة.. أن هذا الحي.. يتسع ويتزايد يوماً بعد آخر.. ** والمشكلة.. أن المأساة.. تتفاقم.. والناس هناك .. يعرفون أنهم خارج نطاق الخدمة.. وأن عمر هذاالحلي.. نصف قرن.. ولا يوجد أي مؤشر لتصحيح وضعه.. ** نحن لا نقول «طِقُّوهُم.. اِحْبسُوهُم، شيلوا صنادقهم بالشِّياوِلْ».. لكن على الأقل «أبعدوهم» مسافة مائة ميل.. واجعلوا لهم «حَرَضاً» جديداً.. وسوقاً حرة.. وليبيعوا ما يريدون.. ولينشئوا ما يريدون من العشش والصنادق.. وكل ما يريدون. ** نحن.. هَمُّنا.. جمال المدينة أمام الزائر وأمام الضيوف.. حتى الطائرة القادمة من الخارج.. وعند اقترابها من الأرض مسافة قصيرة للهبوط في المطار.. لا يوجد تحتها سوى هذا الحي الراقي الجميل.. الذي يُشعرك أن الرياض .. كلها عشش .. وصنادق.. وأحواش.. وبعارين.. وأصناف من الأغنام.. وتلال من الزبالة والسَّماد و«الرياض.. ترحب بالضيوف الكرام؟!!» ** ثم إن هؤلاء.. يبيعون «كل شيء؟!!».. الغنم.. والحليب.. والَّلبن.. والتمر.. والأقط.. والسمن.. والسماد والتِّبِنْ.. والفقع.. والضبان.. و.. و... وكل شيء موجود «بس.. وش تبي؟!» ** ولو احتجت أيضاً.. لوازم أخرى مشابهة وغير مشابهة.. فهم جاهزون..!!.