دعت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية حزب العمل الإسرائيلي إلى الانسحاب من حكومة «آرئيل شارون»، الائتلافية وذلك في مقال افتتاحي تحت عنوان : بديل لسياسة شارون، قائلة إن المواجهة الإسرائيلية _ الفلسطينية قد وصلت إلى مفترق طرق، يتوجب على حزب العمل ترك الحكومة والوقوف على رأس معسكر السلام الإسرائيلي الذي يفضل السلام على (احتلال) الأراضي (الفلسطينية) . وأشارت الصحيفة إلى أن حالة الطوارىء الأمنية قد وفرت لحزب العمل حتى الآن مبررات للبقاء في الحكومة، بما في ذلك دعمه لعملية «الجدار الوقائي». التي اعتبرت ضرورة لا يمكن استهجانها، خاصة في أعقاب عملية «نتانيا» عشية عيدالفصح. إلا أن الأمر قد تغير الآن، وعلى حزب العمل أن يستجمع الشجاعة وأن يوائم نفسه مع التطورات. وفي رؤيتها لهذه التطورات، خاصة العسكرية، قالت الصحيفة : إن العملية العسكرية تقترب من استيفاء هدفها، ومن الممكن ملاحظة نتائجها التي تتمثل في: النجاح في إنزال ضربة لا بأس بها بالإرهاب الفلسطيني، لكنها عاجزة عن استئصاله من جذوره أو محو الأرضية التي ينمو بها، بل على العكس، كلما أخذت العملية في التعمق ظهر التناقض البديهي بها: فتدمير سلطات وأجهزة الأمن الفلسطينية المتورطة في تنفيذ العمليات التخريبية ضد إسرائيل، يقضي على العناصر في الجانب الفلسطيني التي ستطلب منها إسرائيل فرض سيادتها على المواطنين بعد انتهاء العملية العسكرية. وعلى صعيد التطورات الدولية التي توجب على حزب العمل الانسحاب من حكومة شارون.. قالت الصحيفة : لقد طرأت على الصعيد الدولي للنزاع تطورات هامة منها موافقة مؤتمر القمة العربي في بيروت على قرار يعرب عن الاستعداد لإنهاء النزاع مع إسرائيل وإيجاد حلول للقضايا مثار الخلاف، إضافة إلى تصريح الرئيس بوش، الذي أكد حق الفلسطينيين في العيش في دولة خاصة بهم. أما على الصعيد السياسي الداخلي فقد رأت الصحيفة أن ثمة تغييراً درامياً يلوح في الأفق على تشكيلة الحكومة، وبالتالي في نهجها ومزاجها يتمثل في قرب انضمام وزراء حزب المفدال (الحزب الديني القومي المتطرف)، وعلى رأسهم إيفي إيتام برؤاه الخطرة إلى الحكومة والتأثير على قراراتها، وكذلك كتلة إسرائيل بيتنا (اليمينية المتطرفة) ذات الخط المتشدد وكذا كتلة جيشر (بزعامة وزير الخارجية الأسبق دافيد ليفي). وخلصت الصحيفة إلى القول : إنه بعد أن أعطي شارون ولمدة عام كامل فرصة لتقديم خطة سياسية قابلة للتنفيذ إلى جانب الرد العسكري على الإرهاب، والذي خيب الأمل، فإن على حزب العمل أن يتزعم الجمهور الذي يفضل السلام على الأراضي، وهذا هو الخط الفاصل الحقيقي بين معسكر السلام ومعسكر اليمين. وعلى حزب العمل أن يقدم بديلاً واضحاً لسياسة شارون، التي تسعى إلى استمرار الاحتفاظ بالأراضي (الفلسطينية)، والدفاع عن هذا البديل أمام الكنيست (البرلمان) وأمام الجمهور. وعلى هذا البديل أن يقدم رؤية لدولة، تريد أن تحيا في أمن داخل حدود 1967 وأن تحافظ على طابعها (اليهودي). اما صحيفة «معاريف» الإسرائيلية فقد كتبت حول حالة التخبط التي تعيشها الإدارة الأمريكية حيال النزاع في الشرق الأوسط قائلة : إن رد الفعل الأمريكي على التصعيد القائم بين إسرائيل والفلسطينيين هو رد فعل مضطرب ومتلعثم، ومليء بالتناقضات الداخلية، ويكفي أن نشير إلى حقيقة أن الإدارة الأمريكية كانت قد أوشكت أن تأمر مبعوثها الخاص أنتوني زيني بحزم حقائبه والعودة إلى واشنطن، وذلك قبل 48 ساعة من إعلان الرئيس جورج بوش عن تعميق التدخل الأمريكي وإيفاد وزير الخارجية كولين باول إلى المنطقة. واشارت الصحيفة إلى أن الرئيس بوش يتعرض لضغوط متعارضة، من الداخل ومن الخارج، ما بين مؤسسة دبلوماسية في الخارجية الأمريكية أصابها الذعر إزاء تدهور وضع الولاياتالمتحدةالأمريكية في أوروبا والعالم العربي، ومؤسسة عسكرية صارمة تطالب بتمكين إسرائيل من قتال عرفات حتى القضاء عليه قضاء مبرما. كما أن بوش يعطي أذنا لتوسلات صديقه توني بلير ولمناشدات الرجل الخيّر، في نظره، الأمير عبد الله، لكن أذنه الثانية تصغي إلى المطلب الحازم للجناح المحافظ القوي بحزبه الجمهوري لكي يرفع يده عن رئيس الحكومة آرئيل شارون وعن جيش الدفاع الإسرائيلي.