في تحول سياسي يهدف فيما يبدو الى تهدئة الفلسطينيين اشار البيت الابيض يوم الاربعاء الى استعداد الرئيس الامريكي جورج بوش لمناقشة الجوانب السياسية لاتفاق سلام في الشرق الاوسط قبل ان يتحقق وقف اطلاق النار على الارض. يأتي هذا التوجه الجديد في اعقاب تصريح بوش يوم الثلاثاء انه يأمل ان يصبح للفلسطينيين (دولتهم المسالمة) ويبدو انه يرمي الى ارضاء من يريدون مباحثات سلام واسعة ويشعرون بالغضب من عدم مطالبة بوش لإسرائيل بوقف اجتياحها للمناطق الفلسطينية. وتعرض بوش لضغوط من اوروبا لممارسة النفوذ الامريكي على اسرائيل لتخفف حصارها لمقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله. وانتقد محللون من الشرق الاوسط فشل بوش في التدخل بصفة شخصية في الازمة لوقف الهجمات الفلسطينية التي يفجر منفذوها انفسهم وعمليات التوغل الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية. وفي تعبير عن الغضب العربي من الهجمات الاسرائيلية على الفلسطينيين قلصت مصر يوم الاربعاء اتصالاتها الحكومية بإسرائيل لكنها تركت القنوات الدبلوماسية مفتوحة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض اري فلايشر للصحفيين في اشارة الى القضايا الامنية والسياسية (هناك خطان ارشاديان حيويان يسعى الرئيس الى تعزيزهما ويمكن ان يكونا فعالين بصورة منفصلة ويمكن ان يكونا كذلك معا). واضاف (الامر المهم هو ان يبدأ الطرفان في التركيز بمساعدة من الولاياتالمتحدة على تحقيق تقدم فيهما او في اي منهما). وصف المندوب الفلسطيني في الاممالمتحدة ناصر القدوة هذه التصريحات بأنها (تطور ايجابي). وقال لرويترز (نحن نفهم انه يجب عمليا معالجة الوضع على الارض اولا. لكننا نعتقد ايضا ان هذا يجب ان يحدث في اطار سياق سياسي وكلما كانت التفاصيل واضحة كان الوضع افضل). ولم يستبعد وزير الخارجية كولن باول يوم الاربعاء امكانية لقاء مسؤولين من الشرق الاوسط الاسبوع المقبل خلال زيارته اوروبا اذا كانت هذه اللقاءات مفيدة. وكانت حكومة بوش في السابق تشدد على ضرورة ان تكون الخطوة الاولى هي تنفيذ الطرفين خطة تعاون امني وضعها مدير المخابرات الامريكية جورج تينيت وتقوم على ان يعمل الطرفان معا على الحد من العنف. وتدعو هذه الخطة الفلسطينيين الى جمع الاسلحة غير المشروعة واغلاق الاماكن التي تصنع فيها القنابل والقبض على من يشتبه في ارتكابهم اعمال العنف وامداد اسرائيل بمعلومات عن اي هجمات محتملة في المستقبل. كما تدعو اسرائيل الى سحب قواتها الى مواقعها السابقة على بدء الانتفاضة الفلسطينية في سبتمبر ايلول عام 2000 والى الامتناع عن مهاجمة مبان معينة تابعة للسلطة الفلسطينية والى رفع الحصار المفروض على الاراضي الفلسطينية. وجادلت واشنطن بصفة عامة بأن تطبيق خطة السناتور الامريكي السابق جورج ميتشل المتعلقة بالجوانب السياسية الاوسع سعيا لاقامة سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين سيتبع التوصل لاتفاق بشأن الامن. وقال فلايشر (يعتقد الرئيس انه ... سيكون من الاسهل الوصول الى العملية السياسية حالما يوضع وقف اطلاق النار موضع التنفيذ. لكن الرئيس كان دائما مستعدا لاي شيء يتيح اقامة اقصى حوار بناء). وسئل المتحدث: هل تضع حكومة بوش القضايا السياسية على مائدة البحث فرد بقوله (انها على المائدة). مهما يكن من أمر فإنه لم يتضح بعد هل تنبئ تصريحات فلايشر بجهد امريكي جدي لمعالجة قضايا رئيسية مثل الحدود واللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات اليهودية وهي مسائل محورية في اي تسوية سياسية عامة. واحجم بوش بصورة ملحوظة منذ توليه الرئاسة عن التدخل بصفة شخصية في عملية السلام في الشرق الاوسط مكتفيا بالاستعانة بوزير خارجيته كولن باول في اجراء الاتصالات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون.