في مجلس ضم لفيفاً من الشعراء ومحبي الشعر دار الحديث عن الصحافة الشعبية وما تنشر من غث وسمين وانقسم الحضور إلى قسمين الأول يؤكد أن وجود الغث يساهم في ابراز السمين.. وأن ليس كل صفحاتنا الشعبية مكرسة لنشر الغث. أما القسم الثاني فيرى أن الغث يصرف الناس عن المتابعة لاعتقادهم بأن هذا الغث يمثل العنوان وأن المتابع ليس ملزماً بالبحث عن السمين في ظل تكاثر الغث المنشور في صحافة الأدب الشعبي ولأنني أؤيد الفئة الأولى فقد ركزت الفئة الثانية على اقحامي في النقاش فقلت: أنا شخصياً لست مسؤولاً الا عن القسم الشعبي بجريدة الجزيرة ولست على استعداد لنقاش يخرج عن مسؤوليتي فلا أنا ممثل للصحافة الشعبية ولا وكيل على أحد أو عنه. قال أحدهم: ومدارك الأول وما تنشره فيه من قضايا عن ساحة الأدب الشعبي الا يمثلك؟ قلت: بلى ولكن في الجزيرة فقط أما في المجالس فأنا لا أناقش الا عملي فمن له ملاحظة على ما نطرحه في«مدارات شعبية» و«تراث الجزيرة» فليبديها وأنا على استعداد لمناقشته.. فنظر محدثي إلى من حوله.. ثم صمت هنيهة فقال بنبرة جادة: الا من هو جابر؟ قلت: يا أخي الفاضل مثل هذا السؤال لا يجب طرحه وأنا هنا أسألك السؤال الذي يجب أن يكون هو محور النقاش الجاد.. ما رأيك فيما يطرحه جابر؟!.. فقال محدثي: أنا«اللي قاهرني» انني لا أعرف الشخصية الحقيقية لجابر.. قلت: عدنا إلى نقطة الصفر فسؤالي واضح وإجابتك بعيدة كل البعد عنه وهنا انبرى شاب من الحضور قائلاً: يجب أن تكون المناقشة للعمل بعيدة عن شخصية صاحبه كما يفعل«جابر» بأسلوبه المرح.. والجارح أحياناً. واستمر النقاش حول قضايا كثيرة لايهم المتحدثين منها الا أشخاص أصحابها.. فقلت في نفسي: إن هذه العينة من المهتمين لا تشجع على بذل المزيد من الجهد.. لكن العزاء أن الوعي يتزايد وأن ما يصلنا من رسائل تناقش بجدية أكثر من بعض المجالس وإن كان معظم روادها يدعون الاهتمام بالادب الشعبي. ** فاصلة «الدعاوى إن لم يقيموا عليها بينات.. فأهلها أدعياء» **آخر الكلام: في وقتنا هذا وباوقات قبله للخبث ناس.. وجانب الخير له ناس