حب الشهرة والبحث عن الاضواء بأي ثمن وبأي طريقة سبب في الكثير من العيوب والخلط العجيب بين الغث والسمين في وسطنا الشعبي,, ربما يقول قائل: كيف يكون (حب الشهرة) هو السبب الرئيسي أو على الاقل كيف يكون من الاسباب الرئيسية في العيوب الموجودة في الساحة الشعبية بجميع أروقتها,,؟ إجابة عن هذا السؤال أقول: الساحة الشعبية أقصر الطرق المؤدية للشهرة والساحة الشعبية أسهل بكثير من أي ساحة أخرى فعلى سبيل المثال الساحة الفنية يعتبر الدخول بها مغامرة ولابد لمن يريد ان ينتسب الى الساحة الفنية ان يكون لديه عدة مقومات مع وجود الموهبة ليضمن النجاح والاستمرار ومن ثم النجومية والشهرة والحصول على الاضواء كذلك المجال الرياضي من الصعب ان تحصل على النجومية من خلاله الا بعد مكافحة ومثابرة وتمارين وإصابات الى آخره هذا بعد وجود الموهبة,, أما الساحة الشعبية فهي الارضية الوحيدة التي يستطيع الراغب في الشهرة ان يمر بها باتجاه الاضواء بأقل التكاليف وأبسط الطرق وبدون موهبة ماعليك إلا أن تتعرف على أحد المنتسبين للصحافة وهو بدوره يعرفك على من يستطيع ان يجعل منك اسطورة في نظر القارئ لايهم القصيدة صالحة موزونة غير موزونة كل هذا لايهم اكتب أي شيء وإن لم تستطع كتابة أي شيء ادفع أي مبلغ لتحصل على نصوص تسمح لك بالوصول الى دوائر الضوء التي ستجعلك تلمع مثل النجوم هذا هو الاعتقاد السائد في مجتمعاتنا الخليجية ولهذا كثر الشعراء وكثرت المجلات وكثرت الصحف التي تهتم بالشعر وجوانبه وكثرت الطرق للحصول على الضوء من خلال هذه الساحة الشقية وكثر الضجيج وتصادمت المصالح وشنت الحروب الكلامية وتعددت العيوب,, هذا هو الجواب لمن يسأل كيف يكون حب الشهرة من أهم الاسباب الرئيسية او السبب الرئيسي الوحيد في عيوب الساحة الشعبية سواء صحافتها او ما تنشر من شعر ساقط او شعراءها الذين أصبحوا ينافسون الفتيات على أغلفة المجلات,, إلى آخر قائمة العيوب التي مازلنا في صدد حصرها وتحديدها مناقشة المواضيع والغوص في أغوارها ومعرفة خباياها يتطلب جهداً وتفرغاً وأدوات,, ولكن! ماذا بعد,,؟ معرفتنا بأن حب الشهرة من الأسباب الرئيسية التي أنتجت لنا الكثير من العيوب في الساحة الشعبية بجميع تشكيلاتها وأطرافها,, وما الخطوات التي نتوقع بعد اتخاذها ان تتقلص الرغبة في الشهرة والظهور من خلال الساحة الشعبية,,؟ ولو اعتبرنا ان مثل هذه الخطوات معروفة ومتفق عليها,, اي الآلية أو الجهاز الذي سيعمل على تنفيذها,,؟ اعتقد بأننا امام عمل جبار ومشروع ثقافي كبير نستطيع من خلاله حفظ ما تبقى من مياه وجوهنا,, كما اعتقد بأن الجميع سيستفيد من هذا المشروع الذي لم نعرف منه إلى هذه اللحظة سوى خطوة واحدة وهي خطوة (تحديد العيوب) وهي تلك المبادرة التي دعا إليها الحميدي الحربي في مدارات شعبية,, ولكن من المؤسف جداً أن يكون هناك من ينادي لمناقشة موضوع معين وعندما تنطلق الاصوات متجاوبة معه يسكت وينصرف عنها وهذا ما فعله الحميدي فقد نادى الجميع لتحديد عيوب الصحافة الشعبية ولكنه لم يحرك ساكناً بعد ذلك,, في بعض الاحيان نشعر بأن القصد من هذه المناقشات لا يتعدى الرغبة في ملء المساحات الفارغة أو التي ستأتي شبه فارغة,, أنا ما زلت مصراً على مناقشة موضوع عيوب الساحة عامة وعيوب صحافتها خاصة,, ولا بد أن يكون النقاش من قبل الجميع,, لا بد ان يكون هناك اهتمام بهذه المواضيع الشائكة,, ويجب ان يكون النقاش مفتوحاً حتى لو جاءت المناقشات على فترات متباعدة,, كما أعتقد بأن القراء مطالبون أيضاً بمناقشة المواضيع مع أرباب التحرير والكتاب والشعراء ولكنهم لايلغون دور المحرر ودور الشاعر والكاتب,, ربما يرى القارئ أشياء قد لا يراها المعد للصفحة او المحرر او الكاتب وفي المقابل قد يرى المحرر اشياء لايراها القارئ,, كل واحد منا سينظر للموضوع من زاوية,, وهنا يتحقق الهدف المنشود وتتضح الرؤيا للجميع، ولكن لكي تتضح الرؤيا للقارئ وللمحرر وللجميع لابد ان يتخلى البعض عن عنفوان الغرور الذي بداخله ويتنازل لمخاطبة الناس ويسمع منهم ويسمعون منه.