الوقائع تؤكد أننا مجتمع استهلاكي بات يلهث وراء كل ما يقضي على مدخراته ومداخيله المالية، فالحقائق تؤكد أن فئات عمرية مختلفة من النساء ومن طبقات متعددة قادرة على الصرف وغيرها أخذت تبحث عن مستحضرات أعدت وروجت بزعم تنعيم وتطرية وتبييض البشرة عند النساء.. ونركز هنا على مواد تبييض البشرة خاصة وأن نسبة كبيرة تميل بشرتهن إلى الحنطي أو تميل للسمرة قليلا مما يجعلهن يسارعن لبذل الأموال لكل مدع بأنه يوفر لهم مواد فاتحة للبشرة مهما كان تركيبها ومهما خالطها من مواد كيماوية كاوية محرقة تسبب مضاعفات قد لا يتضح ضررها إلا بعد حين وهذا ما سنتناوله عبر هذا التحقيق: في البداية تحدثت الدكتورة ترف الفتيح اخصائية أمراض جلدية فقالت بالفعل في الآونة الأخيرة يتداول النساء هذه الخلطات والكريمات الممزوجة مع بعضها حيث تصل من 5 إلى 6 مواد فالكرتيزون بحد ذاته مادة دواء ذي نتيجة حسنة للمريض الموصوف له تحت إشراف طبي وسيء النتيجة لشخص لم يوصف له فهو يعمل على تبييض البشرة حيث يقبض ويخفف الإحمرار من البشرة ويكسب البشرة نعومة مبدئياً وهذا ما يسر مستخدمه في البداية مع أنه لا يأتي بذلك التبييض الطبيعي بل المائل لزرقة ومع استمرار الاستخدام يؤدي لضمور البشرة والاسمرار وزيادة الشعر بالإضافة لإحداث شقوق في الوجه أو الجزء المستخدم فيه والأصلاح المعدنية على المدى البعيد تقوم بتحويلها للون الأزرق كما أن البشرة تتعود على هذه الخلطات فلا يستطيع المستخدم لها تركها ولو حاول تركها فستعود للبشرة حبوب مرة أخرى، بل وبوضع أسوأ حيث يصيب البشرة إدمان على تلك الكريمات. ووضحت الدكتورة أنه في حالة اصابة البشرة بالإدمان فيتطلب ذلك فترة علاجية طويلة لسحب تأثير الكريمات بشكل تدريجي وتبدأ البشرة بالتشافي ولكن بشكل بطيء وعلى مدى طويل ويعود ذلك لكون البشرة تعودت على الكريمات كما ذكرت مسبقاً ومن الصعب أن تعود لوضعها الطبيعي بسهولة. كما حذرت من استخدام أي علاج سواء مرهم أو كريم أو غير ذلك موصوف لمريض ما فقد يكون مجدياً له واستخدامه تحت أشراف وفحص طبي فلا يعني ذلك أن يستخدمه أي مريض جلدياً حتى لو كان هناك تشابه في الحالة المرضية.. فحتى الطبيب العام لا يستطيع معالجة الوضع فكيف بوصفات لم تقع أساساً تحت إشراف طبي. وعلى كل حال كلما ارتقى المستوى الثقافي كلما زاد الاتجاه للطب فالوعي اسعف الكثير في الفترة الأخيرة حيث انتشر بشكل أكثر من السابق. حبوب الشباب أما بالنسبة لحبوب الشباب أو البثور وما يرافقها فينصح بمعالجتها وعدم إهمالها لكن كما ذكرت مسبقاً لابد أن يتم ذلك بعرض المريض نفسه على طبيب معالج أخصائي جلدية أما تركها فيؤدي لنتائج غير مرضية حيث ستترك آثاراً على الوجه والبعض تختفي لديه الحبوب بعد الزواج هذه في حالة كونها تعود لأسباب هرمونية ومنها ما تكون له أسباب أخرى. وأشارت د. الفتيح إلى خطورة استخدام الكريمات المساعدة على التخلص من العرق وتقول: من الخطأ استخدام مراهم أو كريمات تساعد على التخلص من العرق دون استشارة طبية.. فنحن لا نعرف تركيباته وبالنسبة لمشكلة التعرق المستمر فله حل وعلاج لدى اخصائي الجلدية. خلط خاطئ أما الصيدلي أحمد كمال البكري فوضح وجهة نظره في هذا الموضوع فيقول: حالات كثيرة تستخدم هذه الكريمات استخداما خاطئا وتخلطها بطريقة غير ايجابية فقد يكون الصيدلي غير فاهم أو الجمهور نفسه وينبهروا بالنتيجة فيتعاملون مع الأمور بطريقة غير إيجابية للدعاية فيسرعون إلى خلط أشياء مع عدم إدراك لموضوع السلبيات المترتبة على ذلك الاستخدام وبالذات الكريتزون. أما بالنسبة للكريمات المجدية وغير الضارة هي ما تكون واقعة تحت إشراف طبي وفحص مسبق ويوجد نوعان: خلطة جاهزة وتكون من شركات معتمدة احداهن تنتج بثلاث محتويات بنسب معينة واستخدمت على مجال واسع من الجمهور وأظهرت نتائج مرضية طبياً وصحياً وحققت نتائج تحسين للبشرة لمستخدميها. والنوع الآخر خلطات ممزوجة مع بعضها البعض عن طريق طبيب مشرف أو متابع لهذه الحالة. وبعض الأطباء في الوقت الحالي يخلط كريمات لم توجد في الكتب ويعمل عليها نوعا من الدراسة ويرى النتائج المجدية والإيجابية الظاهرة تحت نفس الظروف والحالات غير أنه نبه إلى بعض السلبيات التي تحتم الإشراف الطبي واجراء بعض التحاليل وعدم الاطمئنان إلى النتائج المبدئية الظاهرة فقد يكون الحافز أخطر كما وضح أن القصد من وراء ذلك أن أي مادة تدخل الجسم عن طريق الجلد أو من خلال طرق الاستخدام أيا كانت سواء لعلاج حب الشباب أو أي معاناة أخرى فذلك يسبب حساسية موجودة عند البعض وغير موجودة عند البعض الآخر فلا بد من اجراء تحاليل بالإضافة لاشراف طبي مسبق. مضار اختلاف النسب الدكتورة وفاء إبراهيم محمد أحمد اخصائية أمراض جلدية وتناسلية من مستشفى الحمادي تحدثت عن التأثيرات الصحية من جراء استخدام مبيضات دون استشارة طبية ووضحت وجهة نظرها تجاه الاستخدام لهذه الكريمات دون استشارة أو فحص طبي خاصة الكريمات التجارية حيث تحتوي على مواد مبيضة للجلد فالمواد من غير نسبة دقيقة ولم تقع تحت دراسة طبية فمن الممكن حدوث تفاعلات بين المواد الكيميائية ينتج عنها مواد مضرة للجلد ينتج عنها تهيج للبشرة والتهابات وتورم وبدل الحصول على بشرة صافية بيضاء ينتج لنا العكس فاللون يغمق عما كان عليه بالإضافة إلى تكوّن قشور، فالبعض يستخدمون مواد مبيضة من غير إشراف طبي فقد تكون البشرة دهنية وهذه المواد لا تناسب البشرة الدهنية أو قد تكون العكس جافة وهذه المواد لا تناسب البشرة الجافة وبالتالي يحصل للبشرة جفاف شديد. والبعض يستخدم كريمات ومراهم للتخلص من العرق من صيدليات أو من بائعي مستحضرات تجميل من تلقاء أنفسهم دون فحص طبي وقد يحدث تورم لكونها مواد كيميائية ملامسة والجلد في هذه الحالة رقيق حساس يكون عرضة للاحتكاك والعرق فاستخدام هذه المواد الكيميائية ينتج عنها تورم واحمرار وحكة وتترك آثاراً بنية اللون. الاختبار أولاً وأضاف الصيدلي أحمد كمال: من الخطأ استخدام أي كريمات بشكل عشوائي وحتى في حالة الفحص الطبي فلا ينصح الدكتور باستخدام الكريم مباشرة على الوجه فيسبق ذلك مرحلة اختبار للبشرة لمدة أربعة أيام وذلك بوضع الكريم على الذراع وفي حالة عدم التأثر فيعطي الطبيب الضوء الأخضر للمريض باستخدام الكريم على وجهه وفي حالة التأثر فذلك يعني مؤشر إنذار للمريض. ويختلف الفحص لمريض يرغب تبييض الوجه والذي يريد تبييض مساحة كبيرة فعلى حسب المكان والمساحة يتم التحديد من قبل الطبيب وحسب درجة الاسمرار.. وقد يعود الاسمرار لحالة اكزيما مرضية أو نتيجة للسمنة حيث تتركز منطقة السمار في الفخذين والابطين.. وقد يكون الاسمرار وراثيا وليس مرضيا وقد يكون نتيجة لتعرض المريض لالتهابات أو بعد إزالة الشعر وكما ذكرنا مسبقاً قد يكون الاسمرار مكتسباً وقد يكون وراثياً. وحول السلبيات من جراء الاستخدام للمواد المبيضة للجسم فإن الاستخدام للأماكن أو الأجزاء الداخلية من الجسم يؤدي لتوصيله للدورة الدموية ويترتب على ذلك آثار سيئة صحياً على الكبد وجميع اجزاء الجسم الداخلية إضافة إلى تأثيره على الجسم حيث يحدث بعض الأمراض الجلدية مثل الارتكاريا الحادة والاكزيما وحتى في حالة الاشراف الطبي لا يعين الدكتور استخدام أي مبيض قبل فحص المكان.. فحينما يكون ذلك من الأماكن الداخلية في الجسم فلا بد من تيقن وتأكد الطبيب المعالج من خلو هذه الأماكن من الحكة والفطريات والإحمرار.. لأنه في حالة وضع أي مبيض في مثل هذه الأماكن دون فحص علماً أن ذلك المكان مصاب بحكة أو إحمرار أو فطريات فإن المبيض يزيده ضرراً ولذلك ننصح بعدم استخدام أي مرهم أو كريم دون استشارة طبية والأمر دقيق لدرجة أن الطبيب المعالج يحدد العلاج حسب الجلد وعمق اللون والمسافة. الكريمات والحمل وتحذر الدكتورة أماني محمد رشاد اخصائية نساء وولادة الحامل من استخدام أي دواء في فترة الحمل باستثناء حالات الضرورة الصحية الملحة حتى الكريمات تمنع من استخدامها نهائياً في هذه الفترة كما يجب عليها تجنب مزيلات العرق، بل عليها أن تستبدل ذلك بالنظافة المعتادة ولو اضطر لاستحمامها يومياً لأن استخدامها لذلك المرهم والكريمات المزيلة للعرق تؤثر عليه تأثيراً مباشراً.. وأشارت الدكتورة للكريمات الخاصة للتبييض المتداولة حالياً فتمنع الحامل نهائياً من الكريمات التي تحتوي على الكرتيزون فهي مضرة للجنين وللأم أيضاً فالسيدة الحامل عادة ما يحدث لها تغيير طبيعي في لون الجلد أو ظهور بعض الخطوط البيضاء في البطن وهذا التغيير يعتبر طبيعيا والكريمات لا تؤثر فيه ولا يحتاج أبداً إلى استخدام أي علاج لأنه يزول تدريجياً بعد الوضوع بإذن الله تعالى حتى لو ترك بعض الآثار البسيطة فهو أمر طبيعي وغير مقلق. 5% يصابون بالمياه الزرقاء أما استشاري طب العيون الدكتور نادر عبدالباسط من مستشفى الحمادي فوضح رأي الطب في استخدام تلك الكريمات بقوله: بالنسبة لاستخدام الكريمات بشكل عام فيسبب الحساسية بحيث ينتج عنها التهاب الوجه كله بما فيه جفون العين. أما عن تأثير الكريمات والكورتيزون فيجب أن يكون معروفاً أن نسبة تركيز مستحضر الكورتيزون للوجه أعلى منه المستخدم بالعين وعلى هذا فلا تستخدم هذه الكريمات داخل العين أو على قرب شديد منها وعلى كل حال فتأثير الكورتيزون يتسبب في حدوث مياه زرقاء للعين إذا استخدم موضعياً على العين وقد ثبت أن استخدام الكرتيزون الموضعي أربع مرات يومياً لمدة 6 ستة أسابيع قد يتسبب في إصابة حوالي 5% بالمياه الزرقاء وتزيد هذه النسبة في الأجيال اللاحقة القابلة الإصابة بالمياه الزرقاء وأيضاً نفسية المصابين تزيد على 5% عن أولئك الذين يعانون من قصر نظر شديد أو مرض السكري وأيضاً المصابين فعلاً بالمياه الزرقاء حيث يزيد الضغط مستحضر الديكا يشازرن أو البناشازرن أو البريدينزلون. نبحث عن البياض وتشاركنا في هذا الموضوع عدد من الفتيات المعالجات والمستخدمات لتلك الكريمات حيث تقول عفاف طالبة في المرحلة الثانوية: إن الكريمات سواء طبية أو غيرها قد تحقق الغرض وهو الحصول على بشرة بيضاء لكن المشكلة تكمن في المناسبة وقالت: حدث معي ذلك وحصلت على بشرة بيضاء على عكس بشرتي سابقاً إلا أن الجميع اتفق على أن اللون الاسمر يناسبني أفضل من البياض مما اضطرني للجلوس في الشمس لساعات طويلة آملة أن يعود لي لون بشرتي السابق. والتقت الجزيرة بالأخت أم عثمان وقالت نلاحظ اقبالا كثيرا من النساء على شراء هذه الخلطات المبيضة وبشكل كبير.. وابيع العلبة بطول الأصبع ب100 ريال (مائة ريال).. أما عن المواد المكونة والممزوجة فهذه مهمة صاحبتها التي تولت عملية الخلط والتعبئة في علب بلاستيكية صغيرة وأنا بدوري آخذها وابيعها. وابدت عواطف الراشد رأيها تجاه استخدام المبيضات قائلة: البحث عن الجمال مطلوب ولكن يجب توخي الحذر أثناء التعامل مع هذه الكريمات بإبعادها عن منطقة العيون قدر الإمكان حتى لا يسبب مضاعفات لها. الأخت لمياء جامعية تقول: استخدم هذه الخلطات شبه يومي ووجدت نتائج سريعة ومدهشة إلا إنني هذه الأيام توقفت عن استخدامها لكوني حاملا وأخاف من المخاطرة فقد تعود بأضرار لاحقة بي أو بجنيني. أما بالنسبة للأضرار المترتبة على المدى البعيد فلم تؤمن بها الأخت سلوى عبدالشكور حيث تقول: سني 16 سنة وأنا استخدم هذه الخلطات قبل انتشارها بشكل واسع واستخدمها شبه يومي وحينما تنتهي الكمية اشتري غيرها ولم يصيبني مكروه.. مع العلم بأني أقوم بخلطها بنفسي وهي عبارة عن كريمات ومراهم تصل الى ست مواد مع بعضها ولا أدري عن الآثار مستقبلاً. وحول انتشار هذه الخلطات أبدت وجهة نظرها الأخت سامية المرداس فتقول: انتشرت هذه الخلطات وبالذات التي تمتزج مع بعضها البعض بشكل واسع وأصبحت مشهورة لدرجة أنه لم يعد أحد لا يعرفها إلا القليل وأعرف الكثير من الصديقات والقريبات اللواتي كانت بشرتهن أما قمحية أو سمراء والآن أصبحن يتمتعن ببشرة بيضاء ناصعة جداً ولا نعرف المضار اللاحقة في المستقبل فقد يكون لها آثار سلبية على البشرة والجلد. وأعلنت رفضها لاستخدام مثل هذه الكريمات الأخت ندى الحامد حيث تقول: لا أؤيد استخدام مثل هذه الخلطات يكفي انني لاحظت على أختي التورم والتغيرات والتشوه على بشرتها منذ أن استخدمت هذه الكريمات إلا أنني أعاني من الحفر العميقة في بشرتي لكوني استخدم مراهم وكريمات لعلاج حب الشباب دون فحص طبي.. وبالفعل يتضح التشوه والحفر العميقة والتشوه لبشرة الأخت ندى. واضافت الأخت نوف الحامد: بالفعل اتضح على وجهي تورم وتركته وذكرت لي احدى الأخوات أن المرهم يحتوي في أحد مكونات الخلطة على الكرتيزون ومنذ ذلك اليوم لم أعد استخدمه. الأخت نوال أحمد تحدثت عما حدث لها من جراء استخدام هذه الخلطات فتقول: اشتريت هذه المواد التي ذكرتها لي إحدى صديقاتي حيث كانت تستخدمها وهي عبارة عن مراهم وكريمات تمزج مع بعضها البعض.. ومزجتها واستخدمتها لمدة ثلاثة أسابيع في البداية كل يوم اضعها وبعد أن لاحظت بداية التبييض وتحول لون البشرة للأفتح أبدأ بوضعها يوما بعد يوم هكذا.. وبعد مرور ثلاثة أسابيع لاحظت حدوث تورم في وجهي بشكل عام مما أحدث التشويه والتقبيح بدلاً من الجمال وبعد ما لاحظت ذلك اضافة إلى التحذير الموجه من اخواتي نتيجة ملاحظتهم الورم والتغير للأسوأ تركتها ولم أعد استخدمها وعادت بشرتي لطبيعتها سابقاً لأني لم استمر عليها فترة طويلة.