إصدار وتجديد الإقامات يتصدر أبشر في أكتوبر    الدحيم: «سيتي سكيب العالمي» بات منصة عالمية للفرص الاستثمارية في القطاع العقاري    رابطة العالم الإسلامي تدين استهداف قوات الاحتلال لوكالة "أونروا"    شراكة إعلامية سعودية صينية واتفاقيات للتعاون الثنائي    انتظام 30 ألف طالب وطالبة في أكثر من 96 مدرسة تابعة لمكتب التعليم ببيش    وزارة الصناعة والثروة المعدنية تمكِّن 150 مصنعًا من تحقيق معايير الجودة العالمية    4 مهددين بالغياب عن الأخضر أمام الصين    حرس الحدود بمكة ينقذ مواطنًا تعطلت واسطته البحرية في عرض البحر    وزير الدفاع يلتقي سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة    دور التحول الرقمي في مجال الموارد البشرية في تحقيق رؤية المملكة 2030    الابتسام يتصدر ممتاز الطائرة    وزير التخطيط والتعاون الدولي: المشاريع السعودية تسهم في تحسين الخدمات باليمن    وزارتا الرياضة والاستثمار تعلنان إطلاق منتدى الاستثمار الرياضي (SIF)    محافظ الطائف يلتقي مديرة الحماية الأسرية    موافقة خادم الحرمين الشريفين على استضافة 1000 معتمر من 66 دولة    الخريجي وسفير أمريكا لدى المملكة يستعرضان العلاقات الثنائية بين البلدين    تعيين الشثري رئيساً تنفيذياً لهيئة المنافسة    احتفال أسرة الصباح والحجاب بزواج خالد    إحباط 3 محاولات لتهريب أكثر من 645 ألف حبة محظورة وكمية من مادة «الشبو»    نائب أمير منطقة مكة يستقبل المندوب الدائم لجمهورية تركيا    وزير الصحة: 10 % نموي سنوي لقطاع الأدوية بالمملكة    تدشين 3 عيادات تخصصية جديدة في مستشفى إرادة والصحة النفسية بالقصيم    مقتل المسؤول الإعلامي في حزب الله اللبناني محمد عفيف في قصف إسرائيلي على بيروت    محافظ الطائف يلتقي مديرة الحماية الأسرية    رئيس مجلس الشورى يرأس وفد السعودية في الاجتماع البرلماني بدورته ال 29 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في باكو    "سعود الطبية" تستقبل 750 طفلاً خديجًا خلال 2024م    السياحة: نسبة إشغال الفنادق في الرياض تجاوزت 95% بالتزامن مع إجازة منتصف العام الدراسي    نمو سجلات الشركات 68% خلال 20 شهراً منذ سريان نظام الشركات الجديد    "تلال" تختتم مشاركتها في "سيتي سكيب الرياض" بتوقيع اتفاقيات إستراتيجية لتعزيز جودة الحياة في مشاريعها    "الأرصاد"سماء صحو إلى غائمة على جازان وعسير والباحة ومكة والمدينة    وزير الرياضة يشهد ختام منافسات الجولة النهائية للجياد العربية (GCAT)    المكسيكي «زوردو» يوحّد ألقاب الملاكمة للوزن الثقيل المتوسط لWBO وWBA    «الطاقة»: السعودية تؤكد دعمها لمستقبل «المستدامة»    بيولي ينتظر الدوليين قبل موقعة القادسية    منتخب هولندا يهزم المجر برباعية ويلحق بالمتأهلين لدور الثمانية في دوري أمم أوروبا    شمال غزة يستقبل القوافل الإغاثية السعودية    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    «إعلان جدة» لمقاومة الميكروبات: ترجمة الإرادة الدولية إلى خطوات قابلة للتنفيذ    5 فوائد صحية للزنجبيل    بيني وبين زوجي قاب قوسين أو أدنى    الإستشراق والنص الشرعي    المتشدقون المتفيهقون    تجاوز الدحيل القطري.. الخليج ينفرد بصدارة الثانية في «آسيوية اليد»    أمن واستقرار المنطقة مرهون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة    إطلاق النسخة الرابعة من «تحدي الإلقاء للأطفال»    السخرية    المؤتمر العالمي الثالث للموهبة.. عقول مبدعة بلا حدود    البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الثاني للجنة الوزارية السعودية- الفرنسية بشأن العُلا    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    الحكمة السعودية الصينية تحول الصراع إلى سلام    رحلة قراءة خاصة براعي غنم 2/2    المرتزق ليس له محل من الإعراب    حكم بسجن فتوح لاعب الزمالك عاما واحدا في قضية القتل الخطأ    وطنٌ ينهمر فينا    خطيب المسجد الحرام: احذروا أن تقع ألسنتكم في القيل والقال    ختام مسابقة القرآن والسنة في غانا    أمير الباحة يكلف " العضيلة" محافظاً لمحافظة الحجرة    مركز عتود في الدرب يستعد لاستقبال زوار موسم جازان الشتوي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبادرة ولي العهد جاءت في وقت مهم.. لتوضيح الموقف العربي وإسقاط الإدعاءات الإسرائيلية
الأمور الداخلية اللبنانية جزء من طبيعة الحياة ولا يمكن أن تعيق القمة العربية
نشر في الجزيرة يوم 18 - 03 - 2002

* بيروت عبدالكريم العفنان جاك الخوري:
أكد وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي ان مبادرة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني تصب في خانة توضيح الموقف العربي واسقاط كل الادعاءات الاسرائيلية التي تقول إن العرب لا يريدون سلاماً وليسوا جاهزين وإنهم إرهابيون وكانوا يوهمون المجتمع الاسرائيلي والمجتمع الدولي بأن العرب لا يريدون سلاماً وجاء الموقف من المملكة العربية السعودية في توقيت مهم لتقول لهم إننا متمسكون بالسلام كخيار استراتيجي.
وتحدث الوزير اللبناني عن الترتيبات الخاصة بالتغطيات الاعلامية لأحداث القمة العربية في بيروت والوضع الداخلي في لبنان وعن العلاقات الامريكية الاسرائيلية وعن الضغوط الدولية مع لبنان بسبب موقفها من حزب الله والارهاب.
وتحدث أيضاً عن الحالة العراقية/ الكويتية وفيما يلي نص الحوار:
* معالي الوزير:
هل من الممكن إعطاؤنا صورة عن الترتيبات الخاصة بالتغطيات الإعلامية لأحداث القمة؟
هناك فريق إعلامي يتولى هذا الأمر ومركز إعلامي سيكون للصحفيين وسيتم تحضير كل الوسائل والمستلزمات المطلوبة لتسهيل عمل الإعلاميين وتوفر لهم التغطية المطلوبة ونتوقع وجود المئات من الإعلاميين عسى أن نتمكن من تلبية كل الحاجات والمتطلبات الضرورية ومن المعروف أن هناك لجنة ترعى هذا الشأن وفي طبيعة الحال هناك تغطية من داخل المؤتمر اتخذت كل الترتيبات اللازمة بالنسبة إلى البث الخارجي وبالنسبة للتواصل وتغطية عمل الإعلاميين.
* على المستوى الداخلي اللبناني، يوجد جدل إعلامي بالدرجة الأولى حول المسائل المتعلقة بالسياسة الحكومية اللبنانية هل يمكن أن يؤثر مثل هذا الوضع على التحضير للقمة أو حتى على طريقة مواكبتها إعلامياً؟
لا، موضوع القمة يأخذ الأولوية الآن وله صفة الأولوية ويطغى على كل القضايا الأخرى ليس فقط في لبنان بل حتى في العالم العربي حتى انه في الفترة الأخيرة هناك عدد كبير من الصحفيين الأجانب بدؤوا يتوافدون إلى لبنان ويطلبون تسهيلات ويريدون التغطية الشاملة لأعمال هذه القمة. القمة العربية من حيث توقيتها وموقعها والتطورات المحيطة والظروف التي تعيشها المنطقة، ولذلك هذا الحدث يفرض نفسه، الأمور الداخلية اللبنانية كما أي أمور داخلية في أي دولة من الدول لا تعيق عقد قمة ولا تعيق الاهتمام بالقمة ولا تتقدم بالأولوية على انعقاد هذه القمة.. هذه الأمور الداخلية في لبنان جزء من طبيعة الحياة السياسية اللبنانية المتميزة بالحيوية والحرية والديمقراطية والتعبير عن الرأي حول كل القضايا هي الآن ستبقى قبل القمة وستبقى بعد القمة هذه هي الحياة السياسية اللبنانية.
* من المعروف أن الوضع الداخلي اللبناني يؤثر على السياسة الخارجية اللبنانية؟
بالعكس السياسة الخارجية تؤثر على الوضع الداخلي، دعنا نقول انها لا تؤثر لكنها موضع رصد واهتمام من قبل الخارج.
* لكن وسائل الإعلام اللبنانية تفرد له صفحات واسعة؟
لأن وسائل الإعلام لها خلفيات سياسية معينة، ألخصها في المسائل التالية:
المسألة الأولى: الاهتمام بالحدث اللبناني لأنه الساحة العربية الوحيدة التي نشأت فيها حيوية سياسية ودينامية سياسية وساحة تعبير مفتوحة في كل الاتجاهات وهذا معروف وهذا ما يميز لبنان وما نعتز به في لبنان، ومن الطبيعي أن تكون المؤسسات الإعلامية مهتمة بهذا الموضوع.
المسألة الثانية: القضايا التي تثار على الساحة اللبنانية لا تثار على ساحات عربية أخرى، هذا أيضاً سبب آخر لاهتمام الإعلام بلبنان.
المسألة الثالثة: طبيعة الصراع الذي جرى في لبنان بيننا وبين إسرائيل والحرب المفتوحة لمدة عقدين من الزمن وأكثر وترابط هذه المسألة بكل الوضع العام في المنطقة ألقى الضوء أكثر فأكثر على الساحة السياسية اللبنانية، ولا نزال في إطار هذا الصراع والصراع ليس لبنانياً إسرائيلياً بقدر امتداداته وعمقه فهو جزء من الصراع العربي الإسرائيلي.
المسألة الرابعة:
انعقاد القمة في بيروت وما يصدر من مواقف من قوى مختلفة يلقي الضوء أكثر فأكثر.. هناك مجموعة من العناصر تجعل بيروت متقدمة على غيرها من العواصم وتجعل الاهتمام الإعلامي العربي والدولي ببيروت أوسع وأكبر من الاهتمام بساحات أخرى وهذا لا ينتقص من مواقف وقرارات وتحركات قيادات سياسية عربية مهمة لها دورها ولكن هذا هو الواقع اللبناني ويتم التعاطي معه على هذا الأساس.
* أطلق سمو ولي العهد الأمير عبدالله مبادرة قبل أقل من شهر على انعقاد القمة ما هو برأيكم تأثير هذه المبادرة على جدول أعمال القمة ومجال مجرياتها؟
الواضح أن الأفكار والتي تقدم بها الأمير عبدالله إنما تصب في خانة، أولاً توضيح الموقف العربي، وإسقاط كل الادعاءات الإسرائيلية التي تقول إن العرب لا يريدون سلاماً وليسوا جاهزين وإنهم إرهابيون وهذا ما شرع به شارون بعد 11 أيلول في استغلال تلك الأحداث وإلصاق تهمة الإرهاب بالعرب والمسلمين. على كل حال كانوا يوهمون المجتمع الإسرائيلي والمجتمع الدولي بأن العرب لا يريدون سلاماً وجاء الموقف من المملكة العربية السعودية في توقيت مهم، هذا هو موقفنا، نحن متمسكون بمرجعية مدريد ونحن متمسكون بالسلام كخيار استراتيجي، لكن السلام القائم على أساس القرارات الدولية، وبدا واضحاً أن الإرباك في إسرائيل مباشرة ولذلك حاولوا إعلامياً ودبلوماسياً أن يتعاطوا مع هذه المسألة وأن يقوموا بحركات بهلوانية مثل دعوة الأمير عبدالله إلى زيارة إسرائيل وإبداء الاستعداد لزيارة المملكة لمناقشة الأفكار، يعني محاولة إحداث اختراق سياسي ما وإعلامي أو دبلوماسي في الحالة العربية وتحديداً في الموقف السعودي وإرباك الوضع العربي وإثارة خلافات عربية عربية، هذا الأمر كان محسوماً لأن الموقف عموماً والأمير عبدالله خصوصاً، موقف معروف، هو موقف ملتزم بالثوابت العربية وبالسلام الشامل والعادل القائم على أساس القرارات الدولية والالتزام بها، وقال أكثر من مرة وقبل الأفكار الأخيرة الأمير عبدالله ان المشكلة هي في الإرهاب وهي في شارون وهي في هذه السياسة التي تعتمدها الحكومة الإسرائيلية ودعا المجتمع الدولي والولايات المتحدة إلى اتخاذ موقف من هذا الأمر.
العرب لم ينجروا إلى هذا الموقف الإسرائيلي وعندما سقطت هذه المحاولة الإسرائيلية، أعلن شارون مباشرة وبشكل واضح رفض هذه الأفكار ورفض هذه المبادرة، بما يؤكد أن إسرائيل لا تريد سلاماً وبأن شارون تحديداً على رأس الحكومة الإسرائيلية لايزال ينحاز إلى خيار الإرهاب المفتوح ضد الشعب الفلسطيني.
طبعاً أمام المجتمع الدولي أيضاً أظهرت أنه في مرحلة أوروبا وليس العرب توجه سلسلة انتقادات للسياسة الأمريكية وتوجه سلسلة انتقادات للسياسة الإسرائيلية، وتلاقى هذا الموقف أيضاً مع الموقف الأوروبي عموماً، وبالتالي كان هناك صدى، كانت خطوة ذكية سياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً. الولايات المتحدة الأميركية اضطرت إلى التعامل مع هذه المسألة بكل جدية لأن السياسة التي اعتمدتها هي انحراف كامل تجاه إسرائيل أوصلتها إلى طريق مسدود. هذا الأمر يفتح افاقاً كثيرة إذا أرادت الولايات المتحدة الأميركية أن تمارس دورها الطبيعي الذي وعدت به، وهو الشريك والوسيط النزيه والعادل، من أجل الوصول إلى سلام شامل ودائم في المنطقة، لذلك بدأنا نرى الوضع الأميركي يتحرك ولو ببطء خصوصاً أمام انسداد هذا الأفق أمام شارون وحالة الاستنزاف التي يعيشها شارون والجيش الإسرائيلي بفعل ضربات المقاومة وعمليات المجاهدين الفلسطينيين والأمر المهم هو أنه عندما تطرح المبادرة من قبل المملكة العربية السعودية، هذه خطوة متقدمة جداً«بمعنى»: انها تدعم بشكل أو بآخر الموقف السوري اللبناني الفلسطيني من خلال التأكيد على الثوابت العربية من خلال التأكيد على السلام كخيار استراتيجي قائم على الثوابت العربية وعلى القرارات الدولية، ويوجه رسالة إلى الجميع إذا عقدتم سلاماً عادلاً وشاملاً مع الأطراف المعنية بالمواجهة المباشرة، فكل العرب يؤيدون ذلك هذا المزيد من الإحراج للإسرائيليين، بمعنى آخر ثمة تسهيلات كبيرة وفرصة استثنائية تعطى في هذه اللحظة الاستثنائية لكن لم نكن نتوقع شيئا. ما صدر من إسرائيل أثبتت إسرائيل أنها لا تريد سلاماً مما أحرج الجميع.
* تقول إنها لحظة استثنائية، لكن البعض نظر إلى مبادرة الأمير عبدالله على أنها جاءت في توقيت غير مناسب؟
هذا الأمر ليس في سياسة الأمير عبدالله شخصياً، ومواقفه وتاريخه لا يشير إلى هذه الرغبة وهذا الاستعداد ليس أيضاً في مواقف المملكة التي عشناها في السنوات الأخيرة ما يدعو إلى مثل هذا التفكير البعض اعتبر بأن هذه الأفكار في لحظة تراجع شارون وانهياره بما تعطيه شيئاً من الأمل وتفتح له أبوابا معينة. الباب المطلوب الدخول منه هو باب السلام، وباب السلام يفتح على أساس القرارات الدولية. والسؤال الكبير: هل شارون مستعد لذلك؟
الجواب بلسان شارون: لا، وهذا ما كشف شارون أكثر أمام الأمريكيين وأمام الأوروبيين فكانت خطوة سياسة دبلوماسية إعلامية مهمة. نحن لسنا واهمين بأن إسرائيل تريد سلاما، لكن أمام هذه الحملة الإعلامية الكبيرة خصوصاً بعد 11 أيلول، صورت إسرائيل نفسها وكأنها في موقع الضحية، وفي موقع المعتدى عليه، وفي الموقع الذي يتعرض للارهاب، وبالتالي أرادت أن تجمع أوسع عطف ممكن من العالم خصوصاً الدعم المطلق تقريباً من الولايات المتحدة الأمريكية.
ففي فترة معينة نجحت في اختراق الحالة الأوروبية والحالة الغربية عموماً والعقل الغربي بطرح معين حول الإرهاب واتهام العرب والمسلمين. الصمود الفلسطيني من جهة والموقف اللبناني السوري من جهة أخرى الذي كان يؤكد على ضرورة التمييز بين المقاومة والإرهاب، الثبات على هذا الموقف وعدم الرضوخ لأي شكل من أشكال الضغوطات التي تعرضنا لها ولا نزال نتعرض لها، والتمسك بمواقفنا وثوابتنا، ثم الموقف السعودي على لسان الأمير عبدالله جاء ليقول للجميع لا نزال مستعدين للسلام.
اللقاء الذي حصل بين الأمير عبدالله والرئيس السوري بشار الأسد ومناقشة كل الحديث عن مدريد وعن عودة اللاجئين وعن القرارات الدولية، الالتزام بالسلام كخيار استراتيجي، والاستعداد للسلام على هذه الأسس يجب أن يبدأ من مكان ما، وقف هذا الإرهاب والظلم والقهر الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني.
* يبدو أن الترتيبات السياسية على المستوى العربي أصبحت جاهزة لانعقاد قمة بيروت لكن الحدث السياسي يتطور بسرعة وهناك أيضا تصعيد خطير من قبل حكومة شارون هل ترون أن هذه الأحداث ستؤثر بشكل مباشر على قرارات القمة؟
يجب أن لا ننتظر من شارون إلا ما يقوم به، وهذا ما قلناه منذ انتخابه رئيسا للحكومة، هذا هو شارون وهذا هو تاريخ شارون وهذا هو مشروع شارون.
شارون رجل إرهابي، مهووس بالدم والحقد والكراهية والتعصب ضد العرب والمسلمين، شارون يريد تصفية حساب مع الفلسطينيين من خلال تصفية كل ما تم الوصول إليه من اتفاقات، ومن خلال تصفية أكبر عدد ممكن من أبناء الشعب الفلسطيني وطردهم إلى الخارج واستقدام المزيد من اليهود إلى اسرائيل، هذا هو مشروع شارون.
السؤال، هل ينجح شارون أم لا، الكلفة كبيرة، شلال من الدم في فلسطين لكن الشعب الفلسطيني شعب بطل، وأثبت أنه قادر على إسقاط هذا المشروع، اليوم شارون يعيش مأزقاً حقيقياً لم يتمكن من تحقيق وعوده في فترة معينة تجاوز مدة الوعد الذي قدمه ثلاثة أشهر ولكن كان لا يزال يحظى بشعبية.
الآن النقاش داخل الإدارة العسكرية، النقاش داخل مراكز القرار السياسي والدبلوماسي، النقاش على المستوى الإعلامي، النقاش في المجتمع الإسرائيلي إلى أين؟ حتى الموقف الأميركي الذي كان يعطي تغطية شاملة لشارون في كل مواقفه، من سياسة الاغتيال الجماعي والاغتيالات الفردية، واستهداف المواطنين الفلسطينيين، أول أمس قال: سياسة عد القتلى لا تجدي والإدارة الأميركية حركت مجدداً موفدها إلى المنطقة، قد لا يصدر شيء ولكن هذا هو شارون، يستخدم سياسة الهروب إلى الأمام، في النتيجة لن ينجح ما دامت إرادة الشعب الفلسطيني يعبر عنها بالطريقة التي نشهدها.
* هل يمكن تحويل ثوابت العلاقة الأميركية الإسرائيلية إلى متغيرات لصالح الوضع العربي فيما إذا جرى ترميم وانسجام في العلاقات العربية العربية؟
أكيد، الموقف العربي الموحد عنصر أساسي في تغيير الكثير من المعادلات والموقف العربي الذي يعبر عنه في خطط استراتيجية واضحة سياسياً وإعلامياً ودبلوماسياً وتقضي بالتواصل مع كل مراكز القرار في العالم، حركة إعلامية على مستوى مراكز القرار والدراسات والأبحاث والجاليات والسفارات والإعلاميين والمفكرين والكتّاب والنواب والفاعلين في بلورة قرارات معينة. هذا التواصل ضرورة وثمة نقص كبير على مستوى العرب بهذا المجال، بينما إسرائيل تندفع في اتجاهات مختلفة مستخدمة كل إمكانياتها وكل طاقتها ولاحظنا هذا الشيء بعد 11 أيلول بشكل خاص لذلك علينا مسؤولية عربية.
الأمر الثاني: صمود الشعب الفلسطيني فرض تغييراً في المعادلة أسقطت المعادلة المقاومة اللبنانية، وحررت الأرض وكسرت هيبة الجيش الإسرائيلي وأسطورة الجيش الذي لا يقهر، نحن الآن أمام حالة مشابهة تماماً داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، صمود الشعب الفلسطيني جعل أميركا تقف محرجة ومربكة ليس ثمة خيار على الإطلاق إما استمرار هذه الحرب وبالتالي هذه المقاومة وهذا التصدي من قبل الفلسطينيين وسقوط مزيد من الخسائر يومياً ومزيد من الإرباك للحكومة الإسرائيلية وإلا الدخول في عملية السلام. هذه هي المسؤولية التي تقع الآن على عاتق الولايات المتحدة الأميركية.
الاقتصاد الإسرائيلي في حالة تراجع كبير كي لا أقول في انهيار. كان شارون يعمل على اساس استقدام المزيد من اليهود من الخارج إلى الداخل، ثمة هجرة من الداخل إلى الخارج وهذه ليست مسألة قليلة التأثير نفسياً وسياسياً واجتماعياً في المجتمع الإسرائيلي وفي الحياة السياسية الإسرائيلية.
إذن إلى أين، ما دام هذا الشعب الفلسطيني قرر أن يستمر في هذه الصيغة من التعاطي مع الإسرائيليين، ليس ثمة مجال إلا الحل السياسي، الحل السياسي هو إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، دولة مستقلة، القدس عاصمة لهذه الدولة، إزالة المستوطنات عودة اللاجئين خارج هذا الإطار ستبقى هذه الحرب مفتوحة.
نبقى في صدد المقاومة:
* يقال إن لبنان يتعرض الآن لضغوط دولية حتى ان البعض يقول إن سبب تأخير انعقاد مؤتمر باريس الضغوط الأميركية هل تعتقدون أن الحكومة اللبنانية تدفع ضريبة موقفها من حزب الله؟
نحن كنا طيلة الفترة السابقة بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والسياسة الأميركية المؤيدة لإسرائيل، كنا أمام خيارين، إما أن نهزم ونسحق وتبقى أرضنا محتلة ويدمر اقتصادنا ونخضع للسياسة الإسرائيلية بالكامل، إما أن ننتصر ونعاقب. فضلنا خيار الانتصار بكرامة ومواجهة العقاب.
نحن نتعرض لمحاولة عقاب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، نتعرض لمحاولات وعمليات انتقام من قبل الإسرائيليين وهذا أمر لا نتوقع عكسه من قبل الإسرائيليين.
المشكلة في السياسة الأميركية أنها تنظر نظرة منحرفة ترى في المقاومة إرهاباً وترى في الإرهاب حقاً في الدفاع عن النفس وهذا ما كنا ولا نزال نرفضه.
يعاقبوننا صحيح لكن لبنان لم يسقط ولن يسقط، يحاصروننا صحيح، يضغطون اقتصادياً صحيح يمارسون شتى أنواع الوسائل والأساليب يحاولون الدخول على النسيج السياسي اللبناني أحياناً في محاولة هز للاستقرار في الداخل اللبناني ومع ذلك لم نسقط ولن نسقط وأنا واثق مما أقول.
لسنا نحن المحرجين وإذا كنا محرجين فلسنا وحدنا، هذه هي السياسة الأميركية كلها مدانة ليس فقط من لبنان هذه الدولة الصغيرة فقط بل من قبل كل الدول الأوروبية ومن قبل الدول الكبرى.
سمعتم في اليومين الماضيين سلسلة الانتقادات والتهديدات من قبل أوروبا واليابان وروسيا وعدد من الدول التي تتجه إلى إقامة دعوى ضد الولايات المتحدة الأميركية التي تريد استباحة العالم، تارة تريد التجارة العالمية بعنوان أسواق مفتوحة لبضائعها عندما تعيش حالة انحسار في الاقتصاد الأميركي خاصة في تجارة الصلب وأكبر المصانع هي في ولايات تخضع لسيطرة الجمهوريين فمن أجل عملية حسابية انتخابية داخلية تسقط كل هذا النظام الدولي الجديد في جانب منه والذي أقامته هي وكنا على صراع معه ولانزال، ووجهت إليها انتقادات كثيرة لأنها تريد استباقة كل مقدرات الشعوب. بالأمس الرئيس الأميركي اتخذ قراراً بفرض رسوم في حدود 30% على واردات الصلب لمنع استيرادها من الخارج، بينما يريد كل الحدود الأخرى مفتوحة في اتجاه الصادرات الأميركية.
انتفضت روسيا واليابان والاتحاد الأوروبي وانتقد الرئيس الفرنسي لسنا وحدنا هذه الدولة الصغيرة من ينتقد أمريكا.
أمريكا بقيادة بوش ضيعت فرصة استثنائية كبيرة بعد 11 أيلول، كل العالم كان إلى جانبها وقلنا في تلك اللحظة العالم كله يقف إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية، عليها أن تعدل من سياساتها وأن تتجه في سياسة أكثر اعتدالاً وانفتاحاً وأكثر اعترافاً بالآخرين وحقوقهم، وإزالة التمييز بين الدول الفقيرة والدول الغنية وإزالة أسلحة الدمار الشامل وما إلى هنالك.
* العديد من المصادر تحدثت عن رغبة أمريكية في تأجيل القمة العربية في بيروت، هل ظهرت بالفعل مثل هذه الرغبة وما هو برأيكم أسباب هذا الأمر؟
ليس سراً القول وكل القادة والملوك والرؤساء والمسؤولين يعلمون أنه قبل كل اجتماع لوزراء خارجية أو انعقاد قمة عربية تبدأ الرسائل الأمريكية في اتجاهات مختلفة مباشرة وغير مباشرة وهي سلسلة من الطلبات حول المواقف التي يمكن أن تصدر، هذه السياسة أدت إلى ما نحن عليه.
على كل حال نحن لم نلتزم بتلك السياسة وانتصرنا، ونأمل من جميع المسؤولين العرب أن يأخذوا هذا الأمر بعين الاعتبار وأعتقد أنه بعدما وصلت إليه الأمور في المرحلة الأخيرة وبعد كلام الأمير عبدالله والموقف اللبناني السوري وسلسلة التصريحات التي صدرت عن عدد من القادة العرب أعتقد أننا في وضع مختلف تماماً وآمل أن يتبلور في القمة بقرارات تكون على مستوى تحديات المرحلة.
* كيف ستتعامل القمة مع الضغوط الدولية التي تتعرض لها المنطقة حول مكافحة الإرهاب؟
نحن ضد الإرهاب، وكنا ولا نزال ضحايا هذا الإرهاب المستمر وهو الإرهاب الإسرائيلي.
واللافت في الموقف الأمريكي المستهجن والمدان في السياسة الأمريكية هو هذا الانحراف الكامل بمعنى كما سبق وأشرت، عدم الإتيان بأي كلمة وذكر أي شيء في إطار الحديث عن الإرهاب على ما تقوم به إسرائيل وهذه نقطة الخلاف الجوهرية. ماذا عن الإرهاب الإسرائيلي! الموقف الأمريكي موقف منحاز بالكامل. إن الدول العربية مجتمعة ضد الإرهاب وحدثت مواجهة في عدد من الدول العربية مع بعض الحركات التي قامت بالأعمال الإرهابية. وأذهب أبعد من ذلك لأقول نحن ضد الأصولية وضد التعصب لكن يجب أيضاً أن تدرك أولاً أن نعرف الإرهاب ثم نبحث في العمق ما هي أسباب هذه الحالات ونعمل على معالجتها في مختلف المواقع. نحن مستعدون كل الاستعداد للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها على هذا الصعيد وفي الاتجاه الذي ذكرت. أما أن تصف الولايات المتحدة الأنظمة أو الدول أو الشعوب أو المجتمعات أو الأفراد بما أعطي من صلاحيات منطقة الرئيس الأميركي، وهو الحاكم الوحيد في العالم، أراد ان يكرس نفسه وفي المحاكم العسكرية التي أنشئت وأعطته صلاحيات استثنائية وأعطيت هي صلاحيات استثنائية، فهذا أمر غير مقبول. يتحدثون عن السيادة وحقوق الإنسان والديمقراطيات، فليتركوا الشعوب والدول تمارس هذه العناوين على أرضها.
* هل هناك ملامح محددة لاستراتيجية خاصة في التعامل مع ملف الحالة العراقية الكويتية تقومون بها في لبنان؟ واحتمالات توجيه ضربة عسكرية ضد العراق؟
ليس ثمة شيء سري. الاتصالات جارية ومفتوحة مع الاخوة في العراق وفي الكويت وللأسف لم تنجح المحاولات التي جرت في قمة عمان الأخيرة وقدم الكويتيون فيها مبادرات إيجابية كثيرة آنذاك ولم يتم التوصل إلى التسوية المطلوبة أو المعالجة المطلوبة. ونأمل الآن من الاتصالات الجارية أن تسود المواقف العقلانية وأن تسود الحكمة والشعور بأن الجميع مستهدف وبالتالي أن تعالج هذه المسألة على أساس القرارات التي صدرت وفق مايحفظ مصالح الجميع استناداً إلى القرارات المذكورة. وآمل أن يفوت الاخوة في العراق الفرصة على من يريد استهدافهم ويعملوا على اتخاذ القرارات الحكيمة العقلانية التي تساهم في رأب هذا الصدع الذي حصل بعد احتلال العرق للكويت والآثار المدمرة الكبيرة التي نشأت عن تلك الخطوة وأن يساهموا الآن في بلورة اتفاق عربي عام وبلورة اتفاق يعالج المشكلة العراقية الكويتية. وليس ثمة دولة عربية ترغب في ضرب العراق، وحتى الكويت صدرت سلسلة مواقف ومنها آخر موقف لوزير الدفاع الكويتي عندما تم تمرير معلومات أن ثمة ما يقارب«200» ألف من الجنود الأجانب إنما يستعدون إلى الدخول إلى العراق وتنفيذ عملية التغيير في النظام العراقي وكان واضحاً عندما قال: هذا الأمر غير صحيح ولن تكون أرضناً منطلقاً لعمليات ضد العراق على الرغم من الظلم الذي لحق بنا من النظام العراقي. وهناك كلام من المملكة العربية السعودية تجاوز حدود التعبير إلى التحذير من ضرب العراق وكل المواقف العربية حذرت من هذا الأمر. ليس ثمة مصلحة لأحد في توجيه ضربة إلى العراق. ونقول إن الموقف الاميركي من التغيير في العراق ليس موقفاً مقبولاً. يتحدثون عن انتخابات ديمقراطية وعن حريات وشعوب تختار قادتها ويأتون ويتدخلون هنا وهناك لإسقاط هذا وإنجاح ذلك، بغض النظر عن موقفنا من النظام السياسي في العراق وطبيعة هذا النظام ودوره لكن يعود للشعب العراقي أن يقرر وليس للولايات المتحدة الأميركية أن تقرر من الخارج من يحكم هذا البلد أو ذلك.
* هناك من يعتقد أن النظام الأميركي ساقط لا محالة، وهذا النظام البديل سيحتوي إيران وسوريا من جهة والضغط على الدول الخليجية من جهة أخرى، أي أنه نظام أمريكي مستورد للضغط على الدول العربية؟
ليس ثمة أنظمة كثيرة بعيدة عن السياسة الأمريكية في المنطقة، أنا أجيب بخطر أكبر من ذلك فالمسألة أخطر من احتواء سوريا وإيران. ثمة من يسعى مجددا إلى استهداف العراق من أجل التفتيت وهذا مشروع قديم وحلم قديم لدى الصهيونية وبعض الدوائر الأميركية. واليوم بعد قصص النفط نخشى أن يكون هذا الشعور في محله، ولكن الصراع هو على النفط وقد وضع الأميركيون يدهم على النفط في قزوين بشكل أو بآخر وفي المنطقة ويريدون تأمين مصالحهم، وجزء أساسي من مشكلة الولايات المتحدة مع طالبان ليس الديمقراطية وليست المشاكل التي تتعرض لها المرأة الأفغانية فهذا هو الهم الأخير للإدارة الأميركية خصوصا مع الرئيس الحالي. إن همها الأساسي ضمان النفط وتمرير هذه الطاقة بشكل مضمون ولو تمت الصفقة مع طالبان لبقيت طالبان في مواقعها وكانت تحمي هذه الصفقة التي أشرت إليها والمفاوضات التي كانت جارية قبل أيام من 11 أيلول، يريدون الربط بين نفط الشرق الأوسط أي الخليج هنا والشرق الأوسط الثاني كما يقول عنه البنتاغون من ناحية الثروة النفطية أي قزوين، ولذلك ثمة من يرمي إلى مشاريع وأفكار فيها الكثير من المخاطر بالنسبة إلى المنطقة تعيد إلى الأذهان وإلى الواقع إذا نجحوا في مشروع التفتيت لذلك يجب أن ننظر إلى هذا الخطر الكبير الذي لم تتوقف حدوده عند العراق.
* وماذا عن الإعلام العربي الذي يعيش حالة من الوهن؟
نضع في الاعتبار ما ذكرت ونسعى أن يكون إعلامنا أكثر تأثيرا وهذا يتطلب المزيد من الجهد وهذا ما سيناقش أثناء مؤتمر القمة.
كلمة أخيرة..
نشكر لكم اهتمامكم ومتابعتكم... ونتمنى لكم دوام التقدم والازدهار..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.