لا نشك يا معالي الرئيس انك أب قبل أن تكون رئيساً للتعليم العام للبنات مسؤولاً عنه امام الله أولا ثم امام ولي الامر.. لكنني متأكد تماماً ان أطفالك وأطفال مسؤولي جهازك الموقر لا يتعلمون في مدرسة متهالكة.. يعانون التكدس والضيق.. مثل المدرسة المنكوبة الحادية والثلاثين في حي الهنداوية في مكةالمكرمة. يا معالي الرئيس: هناك أربع عشرة طفلة ذهبن ضحية اهمال جسيم .. وهناك عشرات العشرات من الاصابات اثر هذا الحادث المؤلم.. والجميع يسأل عن الاسباب.. ولو امعنت يا معالي الرئيس النظر.. لوجدت الرئاسة العامة لتعليم البنات وراء اسباب هذه الكارثة الانسانية التي ضربتنا.. وإلا فمن هو يا معالي الرئيس المتسبب في التجديد لعقد مبنى المدرسة المنكوبة؟.. على الرغم من أنها أمضت به أكثر من عشر سنوات في الوقت الذي تقول التعاميم الرسمية بعدم التجديد للمبنى الذي أمضى هذه الفترة الزمنية.. بل من المسؤول اولا عن الموافقة على استئجار مبنى ضيق ذي طبقات ليس له الا منفذ واحد.. ودرج داخلي لا يتسع لشخصين؟. لقد قال معاليكم في تصريحات صحفية بعد الحادث: إنه يهمنا البحث عن بيئة تربوية جيدة ومناسبة لتكون محل قبول لدينا كتربويين ولدى المواطن!.. وأكد معاليكم الحرص على سلامة الطالبات!.. لكن المدرسة الحادية والثلاثين غير ملائمة للعملية التربوية والتعليمية.. انها مبنى متهالك مثل المئات من المباني المستأجرة كمدارس في جميع ارجاء الوطن الحبيب.. كما ان بناتكم الطالبات والمعلمات على حد السواء. قد توفين او تعرضن لاصابات بليغة قاتلة نتيجة لحوادث مرورية مستمرة.. تلفحنا دوماً.. ويومياً.. حتى غدا جهاز الرئاسة من أكبر القطاعات الحكومية تقع لمنسوبيه حوادث مبكية محزنة مؤسفة أثناء تأديتهن لمهمتهن وواجبهن الوطني.. وأثناء سعيهن الحثيث للقمة العيش التي غمست مرارا وتكراراً في وحل الألم والمعاناة. واليوم يا معالي الرئيس قد أبكانا سيناريو حادث المدرسة الحادية والثلاثين.. وضحاياه الغضة قلوبهن .. هذا السيناريو الاقرب للذهول.. فهناك من أغلق الباب الوحيد ومنع الطالبات من الخروج.. والمديرة التي فرت مع شقيقها من موقع الحادث.. والمعلمات اللائي شاركن في التدافع والهرب من النيران .. لكننا يا معالي الرئيس لا نلوم الطالبات على هلعهن .. والمديرة او المعلمات على خوفهن.. لأن جهازكم الموقر .. لم يهتم أو لم ينفذ أي دورة تدريبية بالتعاون مع الدفاع المدني عن الاخلاء والتعامل مع الحريق ووسائل السلامة.. واذا كان يا معالي الرئيس قد تم تنفيذ مثل هذه الدورات التدريبية في واحدة من مدارس البنات النموذجية المعدودة في أحد الاحياء الراقية.. فانه من المؤكد ان المدرسة الحادية والثلاثين القابعة في حي الهنداوية في مكةالمكرمة لم تحظ بهذه اللفتة.