أشرت في مقال سابق نُشر في مجلة المعرفة سنة 1419ه عن موضوع رأيت «ولا أزال» أنه من ضروريات البيئة المدرسية في الوقت الحاضر وهو موضوع الأمن المدرسي، ذكرني بذلك حادثة حريق مدرسة البنات بمكة المكرمة صباح يوم الاثنين الماضي الموافق 27/12/1422ه، والذي آلمنا عند سماع الخبر وآلمنا أكثر عند مشاهدة آثاره عبر الصور المنشورة في صحيفة الجزيرة، نسأل الله أن يلهم ذويهن الصبر والسلوان وأن يشفي اللاتي يرقدن على الأسرة البيضاء. واليوم أكرر النداء للمسؤولين في التعليم العام بشقيه «بنين وبنات» على اتخاذ المزيد من التدابير اللازمة في مجال الأمن والسلامة والصيانة المستمرة للمبنى المدرسي خاصة ونحن مقبلون على فصل الصيف. لقد تغيرت أمور كثيرة في وقتنا الحاضر لا تخفى على الجميع، ووجود حارس أو بواب واحد كبير في السن وغير متعلم لا يكفي اليوم للإشراف والمتابعة على عملية دخول الطالبات وخروجهن من المدرسة، بل الأمر بحاجة ماسة الى من يساعده في أداء واجبه من ذوي الخبرة والمتدربين على أعمال الأمن مثل المتقاعدين من القطاع العسكري او غيره من الذين لا تقل أعمارهم عن 35 سنة للعمل في هذا المجال بعد الحصول على دورة تدريبية كافية في مجال الأمن والسلامة. إن وجود إدارة عامة للأمن والسلامة في كل من الرئاسة العامة ووزارة المعارف من شأنه حل كثير من مشكلات الأمن والسلامة في المدارس أثناء اليوم الدراسي وفي مواسم الإجازات والأمر يكون أكثر بالنسبة لمدارس البنات. فالمعروف ان عمل رجال الأمن «أمن الجامعات أو المدارس أو غيرهم» يكون بطريقة منظمة تتوافر معهم على مدار الساعة الأدوات والأجهزة ووسائل الاتصال والنقل اللازمة من هواتف لا سلكية وسيارات وغيرها لتساعدهم على أداء واجبهم على الوجه المطلوب. ومع ذلك نجد أن الحوادث تتكرر ولا أعلم الى متى الانتظار؟ وماذا ننتظر؟ مدارس البنات بالذات معرضة لأمور كثيرة من شأنها أن تهدد أمنها، ورجل واحد مسن في المدرسة لا يكفي، بل إن بعضهم لا يحسن التصرف عند مواجهة مشكلة ما. إن هناك أموراً تحتاج الى السرعة القصوى في اتخاذ القرار، خاصة تلك التي تتعلق بحياة وأرواح وممتلكات البشر وكرامتهم. انني اعتقد بشيء من الجزم أن وجود جهاز أمني مدرب ومتطور يتولى عملية السلامة والأمن المدرسي سيحل الكثير من المشكلات التي تتعلق بالأمن والسلامة في المؤسسات التربوية والتعليمية (المدارس). والله من وراء القصد.