الحسد آفة اجتماعية فتّاكة وصفة ذميمة يتصف بها ضعاف الإيمان ومرضى القلوب، ومرض عضال يصاب به من يؤثرون دنياهم على آخرتهم ويعصون ربهم ويعترضون على حكمه وعدله فأول جريمة وقعت على آدم وذريته حسد ابليس لعنه الله لآدم عليه السلام واخراجه بسببه من الجنة وطرد ابليس من رحمة الله وادخاله النار والحاسد مثله مثل النار يأكل بعضها بعضاً وتأكل ما حولها ثم اذا لم تجد ما تأكله خمدت ثم ماتت. فلله در الحسد ما أعدله كر على صاحبه فجندله وهناك فرق بين الحسد والغبطة فالحسد مذموم ومحرم والغبطة مباحة ومطلوبة والغبطة هي طلب العبد من الله ان يكون له من النعمة مثل ما لاخيه دون ان يطلب زوال نعمة اخيه، أما الحسد فهو اعتراض على حكم الله وقدره وتمني الحاسد زوال نعمة الله عن المحسود، والحاسد لا يقع منه ضرر حسي على المحسود وانما ضرره وشره ضرر معنوي كالوشاية والسباب والنميمة والغش والاحتيال كما فعل ابليس لعنه الله لآدم عليه السلام، وكما حدث ويحدث في كل زمان ومكان.. والله سبحانه وتعالى أمرنا ان نتعوذ من شر الحاسد إذا حسد.. اللهم اكفنا شر الحسد والحاسدين وجنبنا الخوف من أحد سواك.. آمين. محمد بن عبدالله الفوزان