قالت المصادر الفلسطينية إن قطاع غزة شهد عمليات اجتياح واسعة النطاق في الناحيتين الجنوبية والشمالية استشهد خلالها خمسة فلسطينيين بينهم امرأة وثلاثة جنود وشاب وادعت مصادر عسكرية اسرائيلية ان عمليات الاقتحام والاحتلال تأتي في نطاق ايجاد مناطق عازلة داخل قطاع غزة بدعوى منع قصف مستوطنات ومواقع داخل فلسطينالمحتلة عام 1948. فقد استشهد ثلاثة فلسطينيين من قوات الأمن لدى تصديهم لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت شرقي بلدة دير البلح وسط قطاع غزة فجر امس وهم: المساعد عبد الكريم صبري الحسنات «40 عاما»، والرقيب شادي الحسنات «24 عاما» والجندي خالد أبوستة «25 عاما» وقد استشهدوا جراء قيام الدبابات الاسرائيلية بإطلاق عدة قذائف والرشاشات الثقيلة باتجاه المواقع رقم 8 التابع للكتيبة الحدودية الثانية» وقالت مصادر طبية إن الشهداء الثلاثة نقلوا إلى «مستشفى شهداء الاقصى» في مدينة دير البلح وقد بترت أجزاء من أجسادهم. كما استشهدت امرأة لم يعرف اسمها وشاب اسمه أمجد ياسر حمد «19 عاما» متأثرا بجراحه التي أصيب بها برصاص من النوع الثقيل أطلقه عليه جنود الاحتلال خلال عملية اجتياح بيت حانون. وقد نفذ الجيش الاسرائيلي عمليات واسعة في قطاع غزة فجر امس «الاربعاء» وتوغلت عشرات الدبابات في محيط مدينة ديرالبلح ومدينتي بيت لاهيا وبيت حانون شمال قطاع غزة وقامت بعمليات تفتيش ومداهمة لعدد من المنازل في عدة مناطق، واعتقلت عناصر من تنظيمات فلسطينية من حركتي حماس والجهاد الاسلامي، وأعلن مسؤولون فلسطينيون أن العمليات الاسرائيلية هذه «قسمت قطاع غزة إلى ثلاثة أقسام». واحتلت القوات الاسرائيلية بلدة دير البلح بالكامل. وفي وقت لاحق من يوم امس افاد مصدر امني فلسطيني ان الجيش الاسرائيلي اعاد احتلال بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة بالكامل واغلق جميع مداخلها بالحواجز الرملية والدبابات العسكرية كما فرض حظر التجول عليها.وقال المصدر «ان الجيش الاسرائيلي الذي توغل فجر امس في بيت حانون شمال قطاع غزة قد اعاد احتلالها بالكامل وفرض نظام حظر التجول عليها وقام بحملة اعتقالات وتفتيش فيها».وأضاف «ان الجيش الاسرائيلي قد اقام سواتر رملية على جميع مداخل البلدة كما اغلق الطريق الرئيسي المحاذي لبيت حانون بين حاجز ايريز وغزة أمام الجميع وحتى أمام الموظفين الدوليين». وأوضح ان «الجيش الاسرائيلي قصف مقرا للشرطة الفلسطينية ومقرا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقذائف الدبابات، مما ادى إلى الحاق اضرار جسيمة». وقال اللواء الركن عبد الرازق المجايدة مدير عام الأمن العام في قطاع غزة في تصريح صحفي «ان ما تقوم به قوات الاحتلال الاسرائيلي من عدوان على شعبنا الفلسطيني الاعزل لن يحقق الأمن للاسرائيليين بل سيزيد الوضع تدهورا وخطورة». وحذر المجايدة «الجيش الاسرائيلي والحكومة الاسرائيلية من خطورة عواقب الحرب التي يشنها على مناطق السلطة الوطنية». واعتبر المجايدة «ان عمليات الاجتياح التي نفذتها الدبابات الاسرائيلية هي خطط معدة مسبقا من قبل الحكومة الاسرائيلية بهدف نسف كل الجهود العربية والدولية والفلسطينية الرامية لتحقيق الهدوء».وطالب المجايدة «الجيش الاسرائيلي بالانسحاب فورا من المناطق التي تم احتلالها محملا الحكومة الاسرائيلية ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مسؤولية أي تدهور».وأعلن ناطق باسم الأمن العام الفلسطيني فجر امس «الاربعاء» أن الجيش الاسرائيلي «دمر ثلاثة مواقع أمنية تابعة للقوات الحدودية الفلسطينية بالقرب من قرية وادي السلقا» جنوب قطاع غزة. وأوضح الناطق أن «دبابات الاحتلال قصفت موقع رقم 8 الحدودي بالقذائف والرشاشات الثقيلة مما أدى إلى إحداث أضرار مادية جسيمة به، كما جرفت موقع رقم 9 الواقع في الجهة الشرقية الشمالية للقرية»، كما ذكر شهود عيان أن دبابات إسرائيلية «ترافقها جرافة عاودت التقدم باتجاه موقع رقم 7 الحدودي في المنطقة ذاتها وقامت باحتلاله لمدة ساعتين قبل أن تطلق باتجاهه عدة قذائف مدفعية وتفتح نيران أسلحتها الرشاشة باتجاهه».وفي تطور لاحق قالت مصادر في الأمن الفلسطيني «إن ثلاث دبابات إسرائيلية وجرافة مصفحة توغلت شمال منطقة المحطة المحاذية لمدينة دير البلح وجرفت حاجز قوات الأمن الوطني بالكامل»، بينما أكد شهود العيان أن «الدبابات الاسرائيلية ما زالت متمركزة في المواقع المذكورة، وتقوم بين الفينة والاخرى بعمليات رماية متقطعة باتجاه المناطق السكنية».ومن جانب آخر أعلن مسؤول فلسطيني امس الاربعاء ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عبر عن «غضبه الشديد» إزاء العقيد جبريل الرجوب مدير الأمن الوقائي في الضفة الغربية خلال لقاء «عاصف» يوم الثلاثاء في رام الله.وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان «عرفات عبر عن غضبه الشديد ازاء الرجوب لأنه يأخذ عليه عدم منع الافراج عن 17 معتقلا مساء الاثنين من سجن الخليل (الضفة الغربية)» من قبل حشد من 300 فلسطيني. وفر في هذه المناسبة المسؤول المحلي لحركة الجهاد الاسلامي محمد ايوب سدر الذي حاولت اسرائيل اغتياله في 10 كانون الاول/ديسمبر.وذكر المسؤول الفلسطيني أن «ازمة كانت اندلعت بين عرفات والرجوب قبل حوالي عشرة ايام بعد ضرب ثلاثة شبان فلسطينيين حتى الموت» في محكمة في جنين بالضفة الغربية على أيدي حشد من الفلسطينيين.