المرأة السعودية ما زالت تعيش في تحديات كبيرة.. وهي ليست الوحيدة في هذا الزمن.. فلو عدنا إلى قرون خالية نجد أن كل فترة من الزمن تعكس مجموعة من التحديات الجديرة ولا يمكن أن تكون هناك حياة جديدة دون تحديات جديدة.. ولا يمكن أن تكون هناك تطورات دون أن يكون هناك عمل من أجله نفرز إبداعاً جديداً.. والإبداع لا يأتي من فراغ، بل هو حصيلة عمل وكفاح يؤديان إلى اكتشافات جديدة من نوعها بالقول والفعل.. إن كل إنسان يعمل بقدر استطاعته على خدمة الحياة وتطويرها سواء أكان امرأة أم رجلاً، ولن يكون جديداً القول ان المرأة نصف المجتمع فالكل يعقل ذلك ويدركه.. وهل الولادة للمرأة إلا خدمة للحياة؟ وهل الكد والكفاح للرجل إلا خدمة للحياة أيضاً؟ «رب امرأة خير من ألف رجل أو رجل خير من ألف امرأة». والمرأة السعودية لا ينقصها يد أو رجل لتكون إنسانة مبدعة فهي تمتلك العقل والقدرة على اكتساب المعرفة في كل الميادين كالرجل تماماً وأكثر، وهي قادرة على فرض احترامها على الجميع تسعى كالرجل لخدمة الناس والاعتراض على أي خطأ تراه.. ومجتمعنا ولله الحمد لا يريد تعطيل هذا النصف الآخر وإصابته بالشلل فقد أطلقت العنان لحرية فكر وعمل المرأة وكرمت إبداعها، وها نحن نراها تعمل في كافة الميادين منها الرسم، الطب، الصيدلة، التعليم، الصحافة، الأدب، الأمن، وغيرها من مرافق الحياة.. إن إعطاء المرأة حقها في الحياة هو اعتراف بإنسانيتها واحترام لكرامتها واعتبار لوجودها كمخلوق متكامل.. ولعله يقال إن المرأة الآن أصبحت عقلية تجارية اقتصادية.. ولا تلام المرأة في ذلك فمع ما تجده من خضم الضغوط والمعاناة يجعلها تخلد إلى نفسها وتفكر في المكسب الذي يزيد من دخلها فعليها تأمين مستقبلها ومستقبل أطفالها. والمرأة بحق لهي جديرة فعلاً بخوض هذا الغمار الصعب والمرأة تواقة للتحدي وإثبات الذات، وتسهيلاً لمعاملات المرأة التجارية وعلاقتها مع بقية مؤسسات المجتمع فقد جاءت مبادرة حكومتنا الرشيدة بإصدار بطاقة شخصية للمرأة السعودية كدليل قاطع ومؤكد على حرصها الشديد على القضاء على كل المعوقات التي تقف حجر عثرة ضد ممارسة المرأة دورها الكامل في دفع عملية التنمية الاقتصادية. هذا ما وضحه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رعاه الله بقوله إن هذه الهوية لهو أمر ضروري فرضته عدد من المعطيات والمستجدات المعاصرة وأوجبه الكثير من المشكلات التي حدثت نتيجة غياب بطاقة إثبات هوية شخصية المرأة.. إن اتخاذ مثل هذا القرار الصائب لخطوة مهمة جداً وملحة نتيجة لانخراط نساء مجتمعنا في العمل الاستثماري وهذا من شأنه أن يحل مشكلات عدة من اختلاسات وتزوير وفك النزاعات التجارية.. ويمكِّن المرأة من التصرف بحقوقها وإدارة أعمالها بنفسها. وليس بالمستغرب تبني حكومتنا الرشيدة لمثل هذا الأمر.. فهي قد عودتنا دائماً على البناء والعطاء المتجدد.. أسأل الله تعالى أن يوفق ويحفظ ولاة أمرنا وأن يديم عزهم ومجدهم في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.