** السرقة.. جريمة قديمة.. لا يكاد يسلم منها بلد أو مدينة أو عصر من العصور. ** فأين البلد الذي لا يوجد فيه سرقات ولصوص؟!.. وأين المدينة التي لم تشهد جريمة سرقة؟! وأين العصر أو الوقت أو المكان الذي لا يوجد فيه جرائم سرقة؟! ** حتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد خلفائه الراشدين.. كان هناك جريمة أو جرائم سرقة. ** صحيح.. أنه يختلف من بلد لآخر.. فمدينة كالرياض مثلاً؟ هل تقابل مدينة كنيويورك أو شيكاغو مثلاً في السرقة.. إذ الأولى عكس الأخيرتين ولكن.. مع ذلك.. ففي الرياض جرائم سرقة لكنها بدائية.. وإن كانت تتكاثر. ** يجب أن نعترف.. أن هناك جرائم سرقة في الرياض.. وأكثرها وأبرزها.. أو هي كلها.. جرائم سرقة السيارات بكاملها أو ما بداخلها. ** نحن لا ننكر ذلك ولا نجحده.. فالكل يعرفه.. والكل يعايشه.. والكل يبحث عن أسبابه.. ومتى.. وكيف ينتهي.. أو يخف على الأقل. ** في مجتمع كمجتمعنا.. أحوال الأفراد المادية جيدة جداً.. والأحوال الأمنية والنفسية والاجتماعية للناس.. جيدة جداً = يقولون؟!!=. ** إذاً.. أين الخلل.. ومن المقصر؟! ** هل الشرطة مقصرة في تتبع وملاحقة هؤلاء «السِّرقان؟!!». ** هل هناك حلقة مفقودة سببها الشرطة؟! وهل الشرطة لم تقم بواجبها تجاه هؤلاء.. وتركت «الدَّرعا ترعى؟!!». ** هل الجريمة فاجأت الشرطة.. والشرطة لم تعمل حسابها؟! ** هل هذه الجرائم البدائية.. فوق قدرة وسيطرة الشرطة؟! ** هل لدى الشرطة.. رصد دقيق لهذه المشاكل والجنح؟! وهل هي تقترب أو تعد لحل قريب؟! ** هل هذه الجرائم.. أو هذه الجنح.. غير مزعجة في تقدير الشرطة؟ ** نحن ندرك.. أن الشرطة تعترف بها وتؤكدها ما بين وقت وآخر.. سواء في وسائل الاعلام.. أو في نفس الأقسام.. عندما تذهب للبلاغ عن حادث سرقة ويقال.. إن ترتيبك اليوم.. هو العاشر والخامس عشر في البلاغ.. أو عندما تذهب لتصليح زجاج سيارتك ويقال لك في الورشة.. إنك عاشر شخص يصل اليوم لإصلاح زجاجة مكسورة بفعل لص. ** الشرطة.. لا تنكر ذلك.. لكنها أحياناً.. تقول.. إنها جرائم بدائية.. وهي مجرد جنح وطيش شباب لا يستحق أن تصنف كجريمة تستحق الوقوف عندها.. أو حتى التفكير بعمق فيها.. لأنها غير مزعجة.. وغير منظمة.. وليس لها انعكاسات أو دلالات أو مؤشرات خطيرة. ** كما يجب أن نعترف أيضاً.. أن الشرطة وخدمات الشرطة.. قد تطورت كثيراً في الزمن الأخير.. وسجلت تقدماً ملحوظاً في مستوى الأفراد والضباط والأداء والحضور الأمني.. وسرعة التفاعل مع الاحداث والتعامل بجدية مع كل طارىء. ** يجب أن نسجل كل ذلك للشرطة.. ويجب ألا نغمطها حقها.. فالشرطة اليوم.. ليست كما الشرطة قبل ثلاثين سنة.. أو قل عشر سنوات. ** الشرطة اليوم.. تصنع الوعي قبل أن تطبق العقوبة.. والشرطة اليوم.. تقيم جسوراً متينة مع أفراد المجتمع.. والشرطة اليوم.. تحولت إلى جهاز خدمات وليس إلى جهاز بوليسي وملاحقة وعقاب و«الحقوه.. وحِدُّوه.. وطِقُّوه واحبسوه؟!!». ** ولكن.. نعود.. ونقول.. أين الخلل؟! ** هل هو نحن كأفراد نساعد هؤلاء اللصوص عندما نفرط في أشيائنا.. فنترك السيارة مفتوحة أو في مكان غير آمن.. أو نترك أشياء ثمينة في سياراتنا علناً.. أو نحمل حقيبة توحي بأن في داخلها فلوساً ونترك الشنطة في السيارة.. أو نتساهل في أشيائنا ونساعد ضعاف النفوس على المغامرة؟! ** هل نحن أسهمنا بذلك في زيادة نسبة السرقات و«السِّرقان؟!!». ** هل نحن مفرطون وأحرجنا الشرطة بتفريطنا وبغياب الحيطة والحذر؟! ** هل نحن السبب.. أو أننا جزء مهم من الأسباب.. أم أن هناك أسباباً أخرى.. اجتماعية أو اقتصادية مثلاً.. الضياع الأسري لدى بعض الأسر.. وغياب التربية.. وغياب دور الأب والأم.. أو التفكك الاجتماعي لدى بعض الأسر.. أو المخدرات أو الفشل الحياتي عموماً؟!! ** أم أن الأسباب اقتصادية.. أسبابها عدم وجود مقعد دراسي.. أو عدم وجود وظيفة.. أم أن هناك أسباباً أخرى نجهلها؟! ** نحن نثق في الشرطة.. ونثق في قدراتها.. ونثق في كفاءتها.. ونثق في حرصها ومتابعتها ولكن.. لماذا الوضع يزداد سوءاً.. ويتردى يوماً بعد آخر؟! ** لا يكاد يخلو مجلس من سرد أكثر من قصة سرقة سيارات.. وبطرق وسيناريوهات غريبة عجيبة مضحكة و«شر البلية ما يضحك». ** هل يمكن أن تخف أو تقل هذه الحوادث؟!! هل يمكن لنا.. أن نطلع على شيء من العلاج السريع لها؟!! هل يمكن أن يشعر هؤلاء «السِّرقان» أنهم تحت القبضة.. وأنهم سيقدمون للعدالة قريباً؟!. ** قالوا.. إن سرقة السيارات يقوم بها شباب طائش.. من أجل التفحيط فقط.. والمسألة مراهقات وجنون شباب فقط.. ** ولكن.. ماذا عن سرقة الجوالات من السيارات و«الاستبنة» و«العفريتة» وما خف أو ثقل حمله من السيارة؟ ** ماذا عن سرقة «الكفرات» عموماً.. وماذا عن سرقة الراديو والمسجل و«الرسيفر» وأسطوانة الغاز؟! ** ماذا.. عن كسر الدرج ونفضه؟!! وماذا عن «الطَّمِرْ» و«طَقْ» حراس الاستراحات وسرقة الدْلال والأباريق والبيالات؟! ** أمور تحتاج بالفعل.. إلى إجابة.. وإلى.. وإلى.. وبعد هذا كله وبعده = أقول إنّا = نثق في قدرة الشرطة.. والدوريات.. والمرور.. ولكن غيري يقول = وش سَوّوْا؟َ.. مْسِكَوْا أحد.. لِقَوْا سيارة؟!!». ** مسك الختام.. سٍرْقَتْ نْعالي ونا بالعرس لوا حلالات يا نعالي سودا جديدة صناعة فُرس ومْضَبَّطَهْ ما لها أمثالي اللِّي سرقها خبيث وهرس يا عنك ماهوب رجالي مَنْسى سواياه بي قبل أمس