صدر في القاهرة مؤخرا كتاب جديد يقدم سجلا شاملا لشهداء الانتفاضة طوال عام تحت عنوان «انتفاضة الأقصى.. عام من البطولة والاستشهاد» للشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد. الكتاب الذي أصدرته الدار المصرية اللبنانية يعرض حاليا في معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي ينظم اسبوعا ضمن أنشطته عن فلسطين تحت عنوان «فلسطين تحت الحصار». ويضم الكتاب الذي يتألف من 14 فصلا إضافة إلى مجموعة من الملاحق كشفا كاملا باسماء «شهداء انتفاضة الأقصى» منذ اندلاع شرارتها الأولى غداة زيارة ارييل شارون عندما كان زعيما للمعارضة إلى ساحة المسجد الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر/ايلول 2000 وحتى 28 سبتمبر 2001. وتحت عنوان «لأني لم أرم معهم بحجر.. كان هذا الكتاب» يقول الناشر محمد رشاد «هذا الكتاب وثيقة خالدة للزمن وللتاريخ وشاهدا أمينا على بطولة الشعب الفلسطيني وبسالته التي ستبقى المثل والقدوة على مر الأجيال». يكشف الكتاب عن استشهاد 682 من الفلسطينيين وعرب 48 خلال الاثني عشر شهرا بينهم 177 شهيدا وشهيدة تقل أعمارهم عن 18 عاما و103 شهداء من قوات الأمن الفلسطيني. ويشير المؤلف إلى ان عدد الشهداء الذين اغتيلوا على أيدي القوات الإسرائيلية بلغ 66 شخصا في 52 عملية اغتيال إضافة إلى 24 آخرين قتلوا على أيدي المستوطنين. ويذكر ان عدد الجرحي في الانتفاضة بلغ 29 ألفا و260 جريحا بينهم 2827 أصيبوا بإعاقات دائمة. ويقول إن عدد المنازل التي هدمت يصل إلى 6193 منزلا وان عدد الأشجار التي اقتلعت من أراضي الفلسطينيين يقدر بنحو 400 ألف شجرة. ويقدم المؤلف نبذة عن حياة أشهر ضحايا الانتفاضة من الأطفال ومنهم محمد الدرة «12 عاما» الذي كان هو ووالده يحتميان من رصاص جنود الجيش الإسرائيلي في لقطة تناقلتها شبكات التليفزيون حول العالم والأخوين أشرف وبلال عبدالمنعم «8 و10 سنوات» الذين سقطا خلال عملية اغتيال إسرائيلية استهدفت نشطاء من حركة المقاومة الإسلامية حماس والرضيعة إيمان حجو التي كانت تبلغ من العمر أربعة أشهر وسقطت في قصف إسرائيلي قرب مستوطنة غوش قطيف بقطاع غزة. ويضم الكتاب الذي يقع في 275 صفحة من القطع المتوسط فصلا يتناول الخسائر التي تعرض لها الاقتصاد الفلسطيني التي يذكر المؤلف أنها بلغت 12 مليار دولار تقريبا طوال هذه الفترة. ويحوي الكتاب ملفا مصورا يضم مجموعة من أكثر الصور تعبيرا عن المواجهات الجارية في الأراضي المحتلة بين رجال الجيش الإسرائيلي المدججين بالأسلحة وشباب وفتيان وأطفال فلسطينيين يحملون الحجارة بالإضافة إلى مجموعة من الخرائط للأراضي الفلسطينية. ولم ينس المؤلف صاحب دواوين «مع الغرباء» و«غزة في خط النار» و«أرض الثورات» و«حتى يعود شعبنا» ان يضمن كتابه قصيدتين كتبهما تحية للمقاومة اللبنانية عقب الانسحاب الإسرائيلي من جنوبلبنان. عمل الرشيد رئيسا لمكتب إذاعة صوت العرب في غزة ثم مسؤولا عن مكتب منظمة التحرير الفلسطينيةبالقاهرة وممثلا لفلسطين في اللجان الدائمة بجامعة الدول العربية ثم مندوبا مناوبا لفلسطين لدى جامعة الدول العربية.