لا تزال الصور التلفزيونية التي دفعت واشنطن لسحب قواتها من الصومال والتي تظهر الجسد العاري للجندي الأمريكي وهو يجر عبر شوارع مقديشو تثير الرعب في النفوس بعد زمن من وقوع الحدث. وقد عاودت تلك الصور الظهور على شاشات التلفزيون الأمريكي منذ أصبح الصومال ذلك البلد الواقع في القرن الافريقي في بؤرة اهتمام الولاياتالمتحدة مجددا فيما يتعلق بحربها على الارهاب وبعد أن أعاد عرض الفيلم السينمائي سقوط الصقر الأسود للاذهان ذكرى المعركة التي سقط فيها الجندي. وفي منتدى عقد في واشنطن الاربعاءالماضي حول أثر السي . إن . إن قال وزير الخارجية الأمريكي السابق لورنس إيجلبيرجر: أعتقد أنه لا شك في أن صور الجندي الأمريكي القتيل كان لها أثر كبير على قرار انسحابنا في مؤشر على التأثير الذي تتركه التغطية الاخبارية التلفزيونية المتواصلة على مدار الساعة على السياسة الخارجية الأمريكية. وقال إيجلبيرجر ان بث سلسلة متواصلة من الصور التلفزيونية لاطفال يتضورون جوعا كان هو أيضا الذي حدا بالولاياتالمتحدة في المقام الاول لارسال قوات إلى الصومال عام 19921993 على أساس أننا سندخل البلاد نطعم (أطفالها) ثم نخرج منها.وتذكر جودي وودراف الإعلامية البارزة بسي . إن . إن والتي كانت قد انضمت حديثا إلى الشبكة في ذلك الوقت كيف كان من الشاق على مديري الشبكة الاخبارية في مقرها بأتلانتا ومن بينهم مالك الشبكة تيد تيرنر اتخاذ قرار حول المدة التي سيختارون عرضها من الشريط المروع الذي يحمل صور الجندي الأمريكي والذي حصلت عليه الشبكة من مراسل محلي. وقالت وودراف ان مديري سي . إن . إن قرروا بعد متابعة ما بين 20 إلى 30 دقيقة من المشاهد البشعة تقليص مدة عرض الصور التي اختصت بها سي . إن . إن إلى 30 ثانية فقط من بينها ثانيتان ونصف فحسب للمشهد الذي يظهر جثة الجندي.