«متهم بالشعوذة النقدية، مهتم بكل ما ينتج المعنى، يتدخل فيما لا يعنيه» هكذا اختار أن يعرف نفسه على واجهة حسابه الخاص في تويتر، فهل يمكنك أن تصادف هذا الموج الهادر من الجمل المتلاحقة في طريقك دون أن تلتفت بأن وراءه شخصية هي ضد السكون دائما، سكون الأمواج في محيط المعرفة اللجي، شخصية تعشق النَّيل من هيبة الخرافة كما تعشق إثارة الأسئلة والبلبلة في النفس، وتحريك الزوابع في الذهن والذاكرة، أجل، هكذا هو محمد العباس الذي يتدخل فيما لا يعنيه وكأن كل شيء يعنيه وهكذا يصنع الوعي بأهله، الوعي المحرض على الاكتشاف، والذي يسري في شرايين المجتمع سريان الشحنة الكهربائية في الأسلاك. محمد العباس، هو أحد زعماء الثقافة لا زاعميها، يحاكم كل ما تقع عليه عيناه نقدا فلا يعرف محطة للراحة في سفره الدائم، يمد يده إلى الرواية والشعر والصورة والسينما والمسرح ويعلم ما في أرحامها قبل أن تضع الحمل، ويُتَّهم بالنرجسية أحيانا فرط ما يستخدم مشرطا حادا في تشريح نصوص الآخرين، لا لشيء سوى أنه لا يقنع بالقليل من الإبهار والدهشة، ولا يرضى بالضوء الباهت في المصباح، وذلك لأسباب كثيرة منها أن ذائقته امتلأت بكل ما هو مطروح وسائد، فأصبح في نهم دائم إلى معرفة جديدة، حتى آمن بمناهج تنويرية تخصه في التعاطي مع الإبداع. وأما أنت فتظل تلهث خلفه لا تعرف من أي البوابات تلج إلى عالمه الفسيح لتكتشف عالمك، هل من (قصيدتنا النثرية) مرورا ب(سادنات القمر) أم ب(سقوط التابو) وصولا إلى (تويتر، مسرح الجريمة)؟ وأما عنه إنساناً فهو الذي يحط على غصن روحك طائراً وديعاً كلما قابلته متزعماً حلقة حوارية على هامش مهرجان، يملؤك ضحكاً بخفة روحه، كما يطعمك العبارة طازجة حتى اكتمال دسم المعرفة. ** **