أشعر أني في منعطف قوي أكاد لا أُدركُ منظره وأنا أعبر من خلاله .. وكأن جسدي يقوم مقام كفاي في التمسك والهواء بارد والأشجار التي زُرعت على قارعة الطريق كبيرة ويابسة .. يتدفق الضغط من كأس الظروف النازفة وأنا بكامل قواي عليّ أن أشربهُ دفعة واحدة دفعةً قد تخنقني وقد ترويني .. وقد يكون لها احتمالات أخرى لا تؤذيني لكن الاضطرار لشرب الشيء لم يجعلهُ مضطراً إلا الحاجة إليه . وأنا في أمس الحاجة لشرب هذا الشيء « دِهاقا » . وضع الحلوى في فمي من وجودك تكراراً يصنع من طعم الأيام المرة أيام مطعمه بالرجوى . وأوقات مليئة بالتصالح والشبع .. وهذا ما كان دائماً يقومني .. في لحظات انحنيت بها دون شكوى .. طالما كنت على قناعة بأن الفرد هو من يضع نفسه مواضع العلوّ أو الانحطاط . إن كنت تريد أن تكون فذاً صالحاً وناجحاً فعليك البذل في ذلك والثبات عليه . وعكسهُ إن كنت لا ترى فرقاً بين أن تكون أو لا تكون أيضاً أنت من تضع نفسك .. وثباتي على حب الأشياء التي تحبها حب آخر يجعلني أراك هدفي الذي أحقق وطموحي الذي أحييك وسيرتي التي أجمل .. وذلك جميعهُ لم يحدث إلا بقلب يطمح بك ويخاف عليك ويخلفك .. نجاحك أقوى الأسلحة التي تحارب بها من يكرهك حربك مع الحياة التي لا تريدك لن تنتصر عليها إلا بإثباتك ذلك النجاح .. لكني أثق أن ما يمر بنا من ضيق هو اتساع في أيام قادمة، وأن هذا الانكسار الذي نعتقد أننا نشعر به هو جبر عظيم نستحقه جداً ونتوق إليه ... وأننا مهما اعتقدنا أن الوقت قد فات إلا أنه الوقت المفروض فيه أن يكون .. أوقات ظننا أنها قد فاتت وهي لا تزال تدور حولنا، ليس لأنها ليست لنا لكنها تريد أن تكون بحلةٍ أشهى مما كانت عليه .. حتى تليق بصبرنا ورضانا طوال تلك الدنيا التي مرت .. لكن الأهم أنها مرت بقناعة أن ما بعدها ورد بنفسج ومطر من زمرد وأيام بيضاء .. وكؤوساً تنضح بحياة مخملية .. أشربها وأنا في نعيم قربك رشفةً لا يمسها «دِهاقا». ** **