ارتفع صباح أمس عدد قتلى العملية الفدائية التي نفذها فدائي فلسطيني في قاعة للاحتفالات ببلدة الخضيرة داخل إسرائيل إلى ستة قتلى وأكثر من ثلاثين جريحا من الإسرائيليين. وكان شاب فلسطيني قد اقتحم قبيل منتصف الليلة قبل الماضية قاعة للاحتفالات في الخضيرة وفتح النار باتجاه عدد من المستوطنين الإسرائيليين داخلها وفجر قنبلة يدوية مما أوقع حينها أربعة قتلى ونحو عشرين جريحا. فيما استشهد منفذ العملية إثر إطلاق بعض الإسرائيليين في المكان النار عليه حتى قبل وصول الشرطة، وقد تبنى الجناح العسكري لكتائب شهداء الأقصى التابع لحركة فتح الفلسطينية العملية. وقال بيان صدر عن الكتائب إن العملية التي نفذها أحد عناصر الجناح ويدعى عبدالسلام حسونة «22» عاما تمت انتقاما لاغتيال رائد الكرمي أحد أبرز قادة الجناح الاربعاء الماضي على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية. وفيما عم الارتياح الأوساط الشعبية الفلسطينية عقب وقوع العملية لاعتباره إياها ردا مناسبا على عمليات القتل والتدمير والاقتحام التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية.. دب الذعر في صفوف الإسرائيليين وسارعت قيادات الاحتلال السياسية والعسكرية إلى التهديد بالرد.، وقد حملت الحكومة الإسرائيلية السلطة الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات مسؤولية عملية الخضيرة.. وزعمت ان فشله في تفكيك البنية التحتية للمنظمات التي تصفها زعما بالإرهابية.. وفي اشنطن أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن ان الولاياتالمتحدة تدين العملية وطلبت من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اتخاذ «تدابير فورية ضد منفذيه». وقال المتحدث باسم مكتب شؤون الشرق الأوسط في الخارجية الأمريكية غريغ سوليفان إن الولاياتالمتحدة تدين بأقسى العبارات هذا العمل. في هذه الأثناء دعت السلطة الوطنية الفلسطينية أمس الجمعة إلى «تدخل دولي فوري لإنقاذ الموقف» في الأراضي الفلسطينية بعد توغل الدبابات الإسرائيلية داخل رام الله ووصولها إلى مقربة من مقر رئيس السلطة ياسر عرفات وبعد تعرض طولكرم لقصف إسرائيلي جوي عنيف. واعتبر صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين في تصريح ان عملية التوغل الإسرائيلية في رام الله والقصف الجوي لطولكرم في الضفة الغربية «جزء من مخطط إسرائيلي معد لتدمير السلطة الفلسطينية وعملية السلام» مطالبا ب«تدخل دولي فوري لإنقاذ الموقف». وأضاف عريقات ان السلطة الفلسطينية «تطلب تدخلا دوليا فوريا لوقف مخططات (رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون) العسكرية التي تهدف لتدمير السلطة الفلسطينية وعملية السلام». وتابع «نطالب المجتمع الدولي خصوصا الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي التدخل العاجل لإنقاذ الموقف الخطير في المنطقة جراء الإرهاب والعدوان الإسرائيلي». وحذر عريقات من ان «التهرب الأمريكي والأوروبي من هذه المسؤوليات لا يصب في خدمة التهدئة والاستقرار في الأوضاع في المنطقة». وأضاف انه «في الوقت الذي أدانت فيه القيادة الفلسطينية العملية الخطيرة ضد المدنيين الإسرائيليين في مدينة الخضيرة تقوم حكومة ارييل شارون بشن هذا العدوان الواسع النطاق ضد شعبنا ومؤسساته الوطنية». وحذرت القيادة الفلسطينية «من هذا التجاوز الإسرائيلي الخطير لكل الخطوط الحمراء».