حل الوداع وتعالت الأصوات وعم الصخب وضج الأنين وانتشر الخبر «لقد رحلت أم فهد»! حزنت القلوب وارتفعت الأيادي مبتهلة إلى اللّه بالدعاء لها بالرحمة والمغفرة . في يوم الأربعاء 18/10/1422ه رحلت عن هذه الدنيا إنسانة عظيمة وودعتنا الوداع الأخير ولم يكن وداعها كأي وداع.. تلكم هي المرأة المؤمنة الصابرة «حصة الموسى الدباسي» . وبعد الوداع ها نحن نعيش الألم والحزن لفراقها . كان المشهد حال وفاتها مفزعاً لكل من كان حولها وكان الخبر مؤلما لكل من طرق سمعه . لقد رحلت عنا وتركت لنا بعد رحيلها حزناً عميقاً يعتلق قلب كل من شغف بحبها . كانت قبل أيام معنا تلم شملنا وتعيش فرحنا وحزننا وكانت تنير المكان والزمان بنور وجهها وبابتسامتها وبحديثها العفوي . كانت أمنا جميعا بحنانها وعطفها وحبها لكل من حولها كباراً وصغاراً واهتمامها بكل ما ترى حولها من الأمور فكانت لنا كل معنى جميل في هذه الحياة. كانت صابرة شاكرة رغم ما تعانيه من آلام وأمراض. نعم لقد رحلت وغابت عنا جسدا فقط ولكن روحها متعلقة بأرواحنا وحبها متأصل في أعماقنا . ما أصعب الموقف علينا عندما نراها تصارع الألم وما أشد تحملنا ونحن ملتمين حولها نطلب من اللّه لها الشفاء . لكم تألمنا لآلامها وما أكبر الحزن فينا بعد رحيلها فرحيلها أحدث لنا الفاجعة وها هو كالحلم يمر علينا غير مصدقين ما جاءت به الأيام ولكن إيماننا بالقضاء والقدر هو عزاؤنا في فراقها . غاب عنا وجهها وغاب عنا زهوها وغاب عنا اجتماع لا يكمل إلا بوجودها فلقد كانت النور وكانت البهجة وكانت الأنس ما أشد فرحتنا عندما تمتلك زمام التصرف وتتصدر المجلس الذي أحدث غيابها عنه ثلمة كبيرة وفراغاً أكبر . لقد كانت شخصية نادرة يعجز الزمن أن يكررها لنا ويعجز الزمن أن يكرر لنا إنسانة عظيمة زودتنا بزادها وأنارتنا بنورها واهتدينا بهداها وها نحن نتعلم الصبر على رحيلها من صبرها . ها نحن نعيش بعادها وها نحن نتألم والكل يرثيها والكل يتصبر على فراقها ففراقها عزيز علينا. ويعذرني كل من يقرأ هذه الأسطر فإنه مهما سار قلمي وخط على الصفحات البيضاء فلن يوفيها حقها ولكن ذاك بعض من حب لتلك الإنسانة العظيمة التي عانت في حياتنا وها نحن نعاني لفراقها . رحمها اللّه وأسكنها فسيح جناته . فليبك عليك القلب لا العين انني أرى القلب أوفى بالعهود وأدوما أمل صالح الدباسي