على مدى عشرون عام مضت عانى والدي الراحل من ظروف صحية أنهكت جسده الطاهر وتنقل خلالها بين دول عده طالبا العلاج , ولأكن كلنا ذلك الراحل وكلنا سننال وسام الرحيل على صدورنا مهما طال الزمن , وعزائي أن الله قد بشر الصابرين بالأجر العظيم . لقد ترك رحمه الله برحيله فجوة كبيره في سويداء القلب فأصبحت من بعده تائه في ذلك الفراغ الكبير الذي عودنا كثيرا أن يغطي أرجائه بنفحات الأبوة الحانية . في اخر لحظاته كان لسانه رطبا بذكر الله لم تكن تمضي دقيقه إلى ويتوجها باستغفار أو تهليل . استطاع خلال حياته ان يكون عبداً صالحاً ملتزماً بكل ما يقرّب العبد من ربه , وأن يكون لأبنائه خير صديق وصاحب كانت ابتسامته تملأ قلوبنا سعادة , وتملا المكان نشوة رغم الألم الشديد الذي طالما حاول إخفائه عنا , أحسن التوجيه , والتربية , ولم يمنعه المرض أن يستشعر مسئولية الراعي تجاه الرعيّة , عاش حياته زاهدا محبا للخير مخالق للناس أخاً للكبير ووالداً للصغير حمل في داخله الكثير من القيم الإنسانية النبيلة , واجه قسوة الحياة وألم المرض بابتسامة المتفائل وأعلن انتصاره على كل الظروف حتى آخر لحظة , استطاع أن يستحوذ على قلوب جميع المحيطين به بحبه لهم , وتفانيه من اجلهم كان رحمه الله كالشجرة الكبيرة المثمرة يستظل بظلها الناس وتنثر ثمارها في ارجاء الأرض . ولاكن تبقى هناك لحظة حاسمة مكتوبة لكل مخلوق على الأرض لحظة تجرعت فيها لوعة الفراق لوعة الوداع الأخير عندها اعلنت عجزي امامها فألقيت عليه التحية , وقبلت جبينه المشع بنور الخير والإيمان وقد اكتسى جسده بثوبه الأخير ورأيت إصبعه ألسبابه صامدة ب( لا إله الا الله) عندها أيقنت ان الله تعالى قد اختاره الى جنبه في جناته جنات النعيم بإذنه تعالى وتوج مشوار الحياة الصعب الذي كابد مرارته على مد سنوات طويلة بخير الأعمال إلى الله بشهادة ان لا إله إلا الله . سلام عليك يا والدي ورحمة من الله ومغفرة .. .. إنا لله وإنا اليه راجعون لاحول ولا قوة الا بالله عادل بن عبدالله آل عمر [email protected]