في كافة انحاء العالم يواكب الاعلام المرحلة التي يمر بها المجتمع ويحاول ان يطرح رؤيته من خلال الرجال الذين يتصفون ببعد الرؤية واستيعاب الارهاصات التي توحي بها المرحلة وتطورات الاحداث على الساحة المحلية والعالمية. ذلك ان الشعوب بصورة عامة تتأثر سلبا او ايجابا بما يطرحه المحللون من تحليلات او توقعات على المدى المنظور او البعيد ولاسيما ان الاحداث اخذت تؤثر وتتأثر بما ترسمه السياسة الدولية على واقع معظم المجتمعات. ولعلنا نحن في هذه البقعة من العالم مستهدفون من قوى شريرة ومعادية تحاول ان تزج بنا بما يخدم مصلحتها وتوجهاتها واكبر دليل على ذلك ما حدث في نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر من هذا العام حيث سارع الاعلام الصهيوني الى إلصاق التهم بالشعوب العربية او الاسلامية لمجرد ان بعض المتهمين يحملون سمات شرقية والمؤسف ان الاعلام في الدول المعنية لم يستطع ان يدحض ذلك الاتهام بقرائن وحجج دامغة مع انها في متناول يده، انما اكتفى بالنفي الغامض الذي لم يتغلغل الى رجل الشارع الامريكي الذي تعاطف مع الاتهامات التي اشهرتها وسائل الاعلام الصهيونية، بل ان الامر تعدى ذلك الى مواقف الدول الغربية نفسها اذ سمعنا بعض الاصوات في تلك الدول التي لها وزنها السياسي تهاجم عقيدة الشعوب الاسلامية ربما لأنها تحمل عداوة لشعوبنا عن طريق توجه تلك الشخصيات السياسية، حتى ان الشعب الفلسطيني البطل الذي يتصدى لمجرم الحرب شارون بدأ يفقد ذلك التعاطف معه الذي بدا قبل بضعة شهور من مواقف الدول الغربية بل وحتى من بعض السياسيين في امريكا. فإذا بتلك الاصوات تتراجع او يخفت تعاطفها وتفهمها لحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن وطنه وإقامة دولة مستقلة له. ان الاعلام العربي على تعدد صوته لم يستطع ان ينازل ذلك الاعلام في امريكا بالذات والتي يسيطر فيها الصوت الصهيوني ويفرض وجهة نظره على الشعب الامريكي الذي لا يتصف بالتحليل الواقعي او بالنظرة المستقبلية المحايدة بل انه حتى مما يجري في افغانستان اعتبره المحللون الصهيونيون له علاقة من نوع ما بالشعوب العربية لأن بعض الافراد ناصروا الافغان ابان الاحتلال الروسي من منطلق اسلامي. والمشكلة ان الجامعة العربية رغم تغيير امينها مازالت تدور في حلقة. مفرغة ولم تستطع ان تتصدى بما لديها من امكانات اعلامية ان تشحن الرأي العام في اوروبا وامريكا بالحقائق الدامغة المقنعة حتى يسمع الصوت العربي والاسلامي، مما يجعل الرأي الذي ينادي باحداث قناة فضائية عربية تشرف عليها الجامعة العربية ضرورة في هذه المرحلة بالذات والتي يتوقع ان ينشط الاعلام الصهيوني في استغلال الظروف الحالية والمستقبلية لصالحه على حساب الحق العربي الذي يكاد يضيع في زحمة هذه الاصوات التي تحاربنا بعنف وشراسة. فمتى تتحرك جامعتنا العتيدة وتتخلى عن سلبيتها القائمة؟ ذلك ما ننتظره ونرجوه. للمراسلة: ص.ب6324 الرياض 11442