كنا وما زلنا نشكو من تغلغل اللوبي الصهيوني في الإدارة الأمريكية وتحكمه في إصدار القرارات التي تخدم هذا الكيان البشع لا سيما وان أعوان هذا الكيان يسيطرون سيطرة شبه تامة على الإعلام الأمريكي المؤثر الصحافة والتلفزيون إلى جانب المراكز الإعلامية والأجهزة الصحفية بحيث أن المرشح الذي يحظى بقبول هذه المراكز الإعلامية المنحازه إلى جانب إسرائيل سوف يجد الدعم منها ومن أنصارها في الأجهزة الأخرى مثل البيت الأبيض ومجلس الشيوخ والأعيان بالإضافة الى الوزارات المعنية كالخارجية والدفاع والأحزاب سواء الحاكم أو خارج الحكم. وهذه الكفة الراجحة لإسرائيل جعلت الصوت العربي مهمشا لأنه لم يحاول أن ينفذ إلى الجهات ذات الثقل السياسي ولا حتى الاقتصادي رغم ان العرب هم الذين يتحكمون بأهم مصادر الطاقة ويفرضون الأسعار والكميات التي يتم إنتاجها إلا أن القطيعة والأنانية التي عرف بها حكام العرب ساهمت في عدم مد الجسور ما بين الهيئات العربية الإسلامية في أمريكا وبين الحكومات والتنظيمات التي تعنى بشأن العرب والمسلمين في الخارج مثل منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية وغيرها حتى جاءت حادثة الاعتداء في 11 سبتمبر 2001 على مدينتي نيويورك وواشنطن وما تلاها من الإشارة بأصابع الاتهام الى التنظيمات العربية والإسلامية عندها فقط أدركت المجموعات العربية الإسلامية هناك بأن تلاحمها وترابطها أصبح ضرورة لحماية نفسها ومستقبلها. كما أدركت حجم قوتها بعد أن عرفت أن عددها الذي يزيد عن عدد اليهود في أمريكا يمكن أن يكون مؤثرا عندما تستطيع ان تقترب من الأجهزة صاحبة القرار لاسيما الإعلام الأمريكي واستمالة الأقلام النظيفة التي لم تتأثر بالأخطبوط الصهيوني الذي يجد أعداء له في ذلك التحكم ومخالفين لنهجه الذي يقوم على التفرقة العنصرية وحرمان كافة القوى من حقها المشروع في الانتقاد واختيار من يمثلها في المجالس والمراكز القيادية. إن أمام الجاليات العربية والإسلامية فرصة ذهبية بأن تثبت وجودها وتركز مكانتها في المجتمع الأمريكي الذي يفتقر الى المعلومة الصحيحة والثقافة الواسعة عن طريق التلاحم والانتشار بدلا من التقوقع بالتعاون مع الجهات التنظيمية في الوطن العربي كالمؤتمر الإسلامي والجامعة العربية بل والجامعات في الدول العربية حتى تزودها بالأكفاء من المتحدثين الذين يملكون وسيلة الاقناع في المستمعين. إن مثل هذه الخطوات أصبحت ضرورية للمصلحة العربية والإسلامية كبداية للتغلغل الإعلامي كما أن على القطاع الخاص العربي أصحاب رؤوس الأموال الذين يوظفون أموالهم في أمريكا ان يدعم بالمال والنصيحة التنظيمات هناك حتى تقوم بدورها الفعال في اقناع الشعب الأمريكي بأن الإسلام ومن ورائه العرب أصحاب مبادئ سامية وقلوب رحيمة لا ترضى بالظلم لأي فئة من الناس حتى وان اختلفت معها في الدين أو المذهب. إن حملة مثل هذه على أن تستمر كفيلة بكسب الشارع الأمريكي الجاهل والتواق الى المعرفة بالاقناع والشواهد وليس بالطلاسم والثرثرة التي لا تستند الى حقائق. للمراسلة:ص.ب: 6324 الرياض: 11442