كان مساء مختلفا في الرياض، إنه مساء الأمهات الدافئ والحنون. مساء تلألأ بحضورها الشاهق وحضور النساء حولها. إنها الشاعرة تلك التي رفعت صوتها يوما في زمن الظلام لأجل النساء ، وتألمت لأجلهن ، وناضلت لأجلهن، وها هي في ذلك المساء تطلق كتاباً يحمل شذى الأمهات ، كفاحهن ، وحنانهن ، ووجودهن كتاب (سير الأمهات)، إنها الشاعرة والكاتبة الدكتورة فوزية أبو خالد، التي فتحت للشاعرات سماء زرقاء في مدى قصيدة النثر الشاسع. أما المساء فهو أحد ليالي نوفمبر العليلة. وأما الحدث الجمالي فهو يحدث لأول مرة ، تأليف كتاب يحمل سير الأمهات بمشاركة أكثر من خمسين كاتباً وكاتبة ويكون توقيعه في الهواء الطلق بالتعاون مع مكتبة، لتكون تجربة جديدة وثرية، فقد اعتدنا أن ننتظر معارض الكتب لتوقيع كتبنا وأيضا لم يحدث أن شاركت مكتبة في توقيع كتاب، والأجمل في هذا الحدث أن تكون من أشعلت ضوء هذه التجربة الجديدة (شاعرة) امرأة. أتت فوزية أبو خالد ترتدي شالاً أزرق، لا، بل كان يلفها موجا شفيفا أزرق، وفي لحظات كانت النساء تلتف بحب حولها، تذكرت استهلال قصيدتها (قصيدة نساء ) التي ترجمتها* (أي فردوس أنسل منه النساء). وفي لحظات كان المكان يعج بحضور من الجنسين، من المشاركين في الكتاب وآخرين، ذاك المساء كانت السماء تنثر نجومها، وكأنها تحتفي معنا بالشاعرة والكاتبة فوزية أبو خالد، أبهجني حضور النساء وهن يحملن الورود، فالتفاف النساء حول بعضهن البعض قوة ، زينت الورود المكان، وأيقظت صمت السياج الصامت وذاك الرصيف الطويل والمقاهي التي تجاوره، وهمست الورود لفوزية أبو خالد: إننا نحبها ونقدرها ونفتخر بها. سلاما لسيدة الأسئلة الأربعة التي رفعت صوتها عاليا بالنساء وللنساء فهاجمتها الريح ووجوه الظلام ولكنها وقفت باسقة فناصرها الموج والأشرعة ** **