من أَمِن العقوبة «أصبح إعلاميًّا؟».. هل تستقيم العبارة بهذا النسق؟ منذ سنوات طويلة والمتلقي يعاني من التشوّه السمعي، وتغذية شرايين التعصب عبر الإعلام المرئي دون رادع من الجهة الرقابية لكل شخص تسبب في إثارة البلبلة التي تخرج عن إطار الدائرة الإعلامية المتزنة. أحاديث مقتضبة، وتراشق بالألفاظ، ودخول بذمم الآخرين.. وكأنه يحق للإعلامي ما لا يحق لغيره بتشويه سمعة منسوبي الرياضة من رؤساء أندية ولجان وأفراد. وما نشاهده في كثير من البرامج التلفزيونية ليس إلا (مناديب أندية)، وعقليات متعصبة، بل إن الخطورة أن الأمر استشرى إلى أن وصل إلى قنواتنا الحكومية الرياضية باستضافتها متعصبين، يمررون تهكماتهم، وتعلو محيا مقدمي البرامج الابتسامة في حال تقليل الضيوف من الأندية الأخرى دون وضع حد يقف عنده كل متعصب ومتطرف بحب ناديه. فرأس الهرم الرياضي ينظر للأندية بنظرة متساوية، ووفق لوائح دعم مالية مرسومة ومعلومة قبل بداية كل موسم، إلا أن إعلامنا الرياضي يرى أن الدوري السعودي فقط (هلال ونصر واتحاد وأهلي). والمضحك في الأمر أن بعض منسوبي القنوات يرد متهكمًا على أحد مشجعي الأندية (وين إعلامكم؟). وإذا كان لا يملك إعلامًا من حق قنواتنا الرياضية ركن تميز الأندية وتناسيها؟ الإعلام مهنة يجب أن تتم ممارستها وفق كفاءات علمية، ووفق أنظمة واضحة؛ لأن أكثر من نشاهده في الإعلام هم روابط أندية متعصبة، لا تفيد المدرج إلا زيادة الشحن النفسي حتى وصل الأمر إلى إعلام يشوه جمالية دورينا وسمعته الفنية. لا يعقل أن نرى بشكل أسبوعي إيقاف إعلامي بسبب اتهامه لذمة الآخرين، أو لنشره أمرًا محظورًا. أنقذوا إعلامنا من التشوه السمعي. = كل شيء في دورينا جميل إلا إعلامنا ولجنة المسابقات. أيعقل أن توضع مباراة الشباب والأهلي والهلال والنصر في يوم واحد؟ نحتاج للفكر قبل أن نبدأ صعود القمة. ** **