أصبحت الرياضة حاضراً صناعة، لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي، وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها ويتابعون تفاصيلها. تكشف البطولات الكبرى لكرة القدم عن التفاتة رجال السياسة والثقافة إلى ذلك المعشب الأخضر الجذاب، فيتحول رجال الصف الأول في البلدان مع المثقفين في لحظات إلى مشجعين من الدرجة الأولى في مدرجات الملاعب أو مهتمين خلف الشاشات الفضية. يحضر الكثير من الساسة والمثقفين إلى مدرجات الملاعب خلف منتخبات الوطن، «دنيا الرياضة» تكشف الوجه الكروي لغير الرياضيين، عبر زاوية «الخط الأبيض» التي تبحث عن رؤيتهم للرياضة، وتبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم، وضيفنا اليوم هو رئيس تحرير صحيفة عكاظ جميل الذيابي. * ما مدى رضاك عن الإعلام الرياضي في المملكة، كونك أحد المسؤولين عن الإعلام، وعضواً في الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي؟ * المجال الإعلامي متجدد دوماً، ولا يمكن قياسه بمعايير معينة بشكل عام، فالرضا فيه لا يمكن إلا بمواكبة مراحل تطوره، والإعلام الرياضي لا بد أن يتطور ليتناسب مع سرعة التغيير الحاصلة في المملكة، وهذا ما نسعى جاهدين لتحقيقه في الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي، وفق معطيات وطنية وسياسات إعلامية رصينة. * هل ترى أن التعصب الرياضي لدينا زاد عن حده، أم أنه لم يتجاوز المستوى المعقول؟ * للأسف التعصب الرياضي موجود في كل أنحاء العالم وليس لدينا فقط، بل حاضر في جميع الأنشطة الرياضية ولا يمكن إنكاره، والشريان المغذي له في بعض الأحيان هو الإعلام، فلذلك على الإعلام دور في التثقيف والتوعية ونبذ هذا التعصب واستنكاره من الجميع، ولدينا نسبة تعصب أقل وخاصة في مجال كرة القدم وهذا لا ينفي وجود بعض الحالات الفردية التي يتم تسليط الضوء عليها من باب أنها ظاهرة غير صحية وانعكاساتها تشوه سمو الرياضة وأهدافها ومتعتها. * كيف ترى العمل الذي تقوم به الأندية من خلال مراكزها الإعلامية ومواقعها على شبكات التواصل الاجتماعي؟ * تجربة المراكز الإعلامية خطوة ممتازة ومنبر رسمي للأندية ومصدر للمعلومة الصحيحة، ولا بد من دعمها لتصبح أكثر احترافية ومهنية وتشبع الجماهير والمجتمع الرياضي بشكل عام، وقد قام الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي بخطوة متقدمة تمثلت في إلحاق مديري المراكز الإعلامية في أندية دوري المحترفين ببرنامج إعلامي خصص لذلك في مدينة مانشستر البريطانية. * هل لديكم في اتحاد الإعلام الرياضي خطة لتأهيل المراكز الإعلامية في الأندية؟ * الاتحاد أنشئ لكي يصبح مظلة للإعلام الرياضي في المملكة وينقله إلى مرحلة العمل المؤسسي الذي يليق بالرياضة السعودية، ولديه العديد من البرامج التطويرية سواء من حيث الأنظمة واللوائح أو التدريب والشراكات، وتتم دراستها بعناية وتستهدف منتسبي المؤسسات والجهات الإعلامية ومن ضمنها المراكز الإعلامية بالأندية والاتحادات، وكذلك المهتمون بمواقع التواصل الاجتماعي. * ليس سراً أنك تعشق أزرق لندن وأخضر جدة، فهل أثر ذلك على تغطية الصحف التي توليت رئاسة تحريرها؟ * الميول والعشق شيء ورئاسة التحرير شيء آخر، واسألوا رؤساء التحرير السابقين واللاحقين، وشخصياً كل همي هو المادة التحريرية الرصينة التي يبحث عنها الجمهور الرياضي. * هل وجدت صعوبة في تعاملك مع مسؤولي الصفحات الرياضية من خلال رئاستك لصحيفتي الحياة وعكاظ؟ * مسؤولو الرياضة لا ينامون وركضهم الدائم يتعب الجميع وهم مستمتعون، ولكن لابد من فترة لأخرى تذكيرهم وتوجيههم، ولكن كيف تكون الحال فيمن هو مثلك أخي شبيب وأعرف ميولك جيداً منذ أن كنا سوياً في صحيفة الحياة. * هل الصفحات الرياضية هي من تجلب النسبة الأكبر من القراء والإعلانات؟ * المهتمون بالرياضة كثر من مختلف طبقات المجتمع وفئاته، وكذلك المجالات الأخرى لها متابعوها، ولكن الرياضة تتفوق أحياناً، خصوصاً بالنسبة للأندية الجماهيرية وفي مباريات البطولات الكبيرة. * لو قيض لك أن تدخل المجال الرياضي، ما الأمر الذي ستحسب له 1000 حساب؟ * الجماهير ثم الجماهير ثم الجماهير. * هل تمارس الرياضة؟ * نعم رياضة المشي، فأنا أمارسها بشكل شبه يومي وأحب لعبة التنس كثيراً لأنها لا تكلف مجهوداً كبيراً. * أي الألوان يغلب في منزلك؟ * صدقني لا أجد وقتاً لأركز في الألوان، ولكن سأخبركم إن لفت نظري لون محدد، وأنا أميل دوماً للون الأبيض. * هل ثمة أوجه تشابه بين وزارة الإعلام وحكم المباراة؟ * حكم المباراة يطبق القوانين من دون زيادة أو قصور ومع "الفار" أصبح في بؤرة التركيز، أما وزارة الإعلام فهي جهة تسن الأنظمة وتتابع تنفيذها. * هل ترى أن السياسة مرتبطة بشكل مباشر بالرياضة وتملك تأثيراً كبيراً عليها؟ * للأسف هنالك من يستخدمها وسيلة وقوة ناعمة للوصول لأهداف معينة، وأحياناً يبعدها عن أهدافها ورسالتها الإنسانية، وأمنيتي أن تترك الرياضة لتعيش بأخلاقها فهي حق لشعوب الأرض بعيداً عن "التسييس"، هناك مثلاً قنوات "بي إن سبورت" القطرية نموذج سيء لاستغلال الرياضة بهدف تمرير أجندات سياسية مقيتة. * كيف تقيّم التراشق الإعلامي الذي حدث بين رؤساء الهلال، الشباب، والنصر، على خلفية الظهور الإعلامي للأخير؟ * التنافس شيء محمود دوماً شريطة ألا يتعدى اللباقة واحترام الآخر، ما حدث هبوط لغوي وتراشق غير مقبول على الأقل بالنسبة لي. * من نجمك المفضل في الرياضة السعودية؟ * هنالك لاعبون معروفون ومشاهير ولكن يلفت نظري اللاعب الشاب الذي يمارسها باحترافية ويمتع الجماهير. * من نجمك المفضل في الإعلام الرياضي؟ * الزملاء كثر في الإعلام الرياضي والنجوم كثيرة إن غاب أحدها تلألأ الآخر، وأعتقد أن الزميل بتال القوس نجم الإعلام الرياضي بقوة حضوره وأدواته. جميل الذيابي بتال القوس اعتبر قناة بي إن سبورت القطرية أنموذجاً لتسييس الرياضة الذيابي خلال أحد اجتماعات مجلس إدارة الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي من البرنامج التدريبي لمديري المراكز الإعلامية بالأندية